قال الدكتور رمزي الجرم، الخبير الاقتصادي، إن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها بعض دول الغرب، كان لها انعكاسات شديدة الأثر على الاقتصاد الروسي، وعلى الرغم من العلم اليقين لدى صانع القرار في روسيا، بأن الغرب سوف يكون لديهم المزيد من العقوبات الاقتصادية التي سيتم فرضها، إلا أن قرار عزل روسيا من نظام سويفت الدولي، له آثار سلبية شديدة على الاقتصاد الروسي، على خلفية أن الغرب، قد لوح بهذا الأمر في عام 2014 عند ضم روسيا لجزيرة القرم، لكن لم يتم تفعيله واقعياً.

 

وأوضح الجرم، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن الجانب الروسي، كان قد قام بالفعل بالتحضير لمثل هذه العقوبة، من خلال إنشاء نظام بطاقات الدفع الوطني المعروفة باسم (مير) للتعامل مع المدفوعات عبر البطاقات، ولكن من الواضح أن هذا النظام غير مرن ولا يتكيف مع التطورات التي ظهرت مؤخرا على المشهد المصرفي العالمي.

 

وأشار أن كان البديل الأقوى والأنجح، هو قيام عدد من البنوك الروسية، مشاركتها في نظام "سيبس" الصيني كبديل لنظام سويفت الدولي، حيث يتيح هذا النظام لروسيا التعامل على المدفوعات عبر الدول التي لم تفرض عقوبات عليها مثل الصين.

 

وأضاف الجرم، أنه على الرغم من أن هذا يُعد أفضل نظام بديل أمام روسيا، لتسوية مدفوعاتها من صادرات النفط والغاز الطبيعي والقمح عبر نظام أمن وسريع، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليه على الدوام، لأنه يربط بين مجموعة قليلة من الدول، على غرار نظام سويفت الذي يربط بين غالبية دول العالم.

 

وأكمل أن العملة الروسية، قد خسرت نحو 41.5% بآسيا، وهبطت إلى مستوى 119 روبل مقابل الدولار الأمريكي، ومن المتوقع أن يتقلص الاقتصاد الروسي بسبب تلك العقوبات، خاصة العزل من نظام "سويفت" إلى نحو 5%.

 

وأوضح الجرم، أنه على جانب آخر وثيق الصلة، لن يكون هناك آثار ملموسة على سعر الدولار الأمريكي في أسواق الصرف الأجنبي، جراء قيام روسيا باستخدام نظام "سيبس" نظراً لأان المدفوعات الروسية تمثل 1% من حجم التعاملات عبر نظام سويفت الدولي، هي فقط ستكون أداة بديلة مؤقتة لتسوية مدفوعاتها عبر نظام بديل، يشتمل على مجموعة محدودة من الدول التي تدعم روسيا سياسياً.