الأحد 28 ابريل 2024

التطرف والإلحاد.. الرؤية والحل

مقالات5-3-2022 | 20:18

لم يعرف المجتمع المصرى التطرف والتشدد والتعصب على مدار تاريخه.. فظل مجتمعاً طيباً متسامحاً متمسكاً بثوابته وأخلاقياته وفضائله.. يستوعب كل الثقافات والجنسيات.. ومتقبلاً لكافة الأديان السماوية بكل الاحترام والإجلال.. لكن بغرس بذرة الإخوان الخبيثة فى جسد المجتمع المصرى طفت على السطح مثل هذه السلوكيات السلبية الممقوتة.. التى جاءت من رحم المتاجرة بالدين وخداع البسطاء فى ظل تقاعس من المؤسسات الدينية وحالة فراغ مجتمعى على مدار 4 عقود ماضية.. وبعد افتضاح وانكشاف حقيقة الجماعات المتأسلمة فقد بعض شبابنا الثقة.. وبدلاً من أن يصحح أوضاعه وقناعاته دخل فى عداء وإنكار للدين ربما أيضاً بسبب الثقافات المستوردة والغريبة والشاذة التى يتعرض لها على مدار الساعة وتحمل حروباً وغزواً ثقافياً وفكرياً فى ظل غياب أساليب ورؤى المقاومة.. فى اعتقادى أن هناك رؤى وحلولاً لمواجهة أفكار التطرف والتشدد والإلحاد إذا ما تسلحنا بالجدية وقراءة الواقع.. والابتعاد عن النمطية والتقليدية.. والعمل على قراءة جديدة لمفردات ومتطلبات وشواغل العصر.
طفت على السطح فى العقود الأخيرة ظاهرتان غريبتان على المجتمع المصرى المتدين بطبيعته والمتسامح شديد الطيبة بفطرته..

الأولى هى اتجاه البعض إلى التطرف والتشدد مع ظهور جماعة الإخوان المسلمين «المجرمين» وما تبعها من جماعات متطرفة أطلق عليها تيارات الإسلام السياسى وذلك فى مطلع القرن الماضى وانتهجت التجارة بالدين وخداع البسطاء وارتداء عباءة التحدث باسم الدين رغم أن الحقيقة تشير إلى أن هذه الجماعات زرعت برعاية الخارج لتغيير ملامح المجتمع المصرى الذى يميل إلى التصوف والتسامح وحب آل البيت لتغرس هذه الجماعات فى بعض الشباب والمريدين التطرف والتعصب والعنف والتجهم وإثارة الفتن والعداء مع المجتمع وهويته وثقافاته واعتداله.

الثانية ولا أعتبرها ظاهرة لكن مجرد إرهاصات وبدايات خاصة لدى بعض النخب وبعض الشباب وهى قضية الإلحاد.. وفى تقديرى أن الأمرين الأول والثانى مرتبطان بمعنى أن الجماعات المتطرفة والمتاجرة بالدين بعد أن انكشف أمرها وعرف الناس والشباب حقيقتها وأنها محسوبة على الدين بالباطل وأن الإسلام لا يعرف التطرف والتشدد والغلو أو الخيانة والعنف والإرهاب وهو ما وصل إليه الشباب خلال العقدين الأخيرين تسببت فى افتقار الثقة لدى بعض الشباب فى الدين والانحراف عن تعاليمه واللجوء إلى معتقدات أخرى بعيدة كل البعد عن الدين بل وشكك فى ثوابته ونصوصه وهو أمر خطير يستوجب معالجة ورؤية لإعادة الثقة لدى بعض الشباب من خلال رؤى مختلفة من المؤسسات الدينية القائمة على أمور الدين وشرح تعاليمه وكيفية التواصل مع الناس خاصة الشباب بعيداً عن الأساليب النمطية والتقليدية التى لا تناسب العصر وتستطيع تقديم الدين بشكل يواكب العصر فى أساليب الطرح والإقناع وخلق حالة من اليقين والإيمان لدى الشباب.

بداية لابد أن تشمل المعالجة أو الرؤية للتصدى للإلحاد أمراً مهماً للغاية هو التأكيد بكل الحقائق الدينية أن جماعات التطرف والتشدد التى جعلت من الإسلام أو الدين ستاراً لتحقيق أهداف سياسية ودنيوية

وأشاعت روح التعصب والمغالاة واهتزاز الثقة بأنها لا تمثل الدين من قريب أو بعيد وأن أفكارها تحمل الابتعاد تماماً عن جوهر الدين وتعاليمه ونستطيع بسهولة دحض أفكار هذه الجماعات المتطرفة والمحسوبة على الدين زوراً وبهتاناً خاصة أنها تعتنق الكذب والخيانة وعدم الأمانة وكل هذه السلوكيات والممارسات المنحرفة لا علاقة لها بالدين.. نستطيع بسهولة أن نذهب عن شبابنا حالة اللبس وفقدان الثقة إذا ما نجحنا فى ترسيخ أن المتطرفين والمتشددين ليس لهم علاقة بالدين على الإطلاق.

ما بين التطرف والتشدد.. من ناحية والإلحاد من ناحية أخري.. فالمعسكران ظاهرة مرفوضة تماماً.. لكن التطرف والتشدد جاء من خلال ترسيخ مفاهيم مغلوطة ومشوهة وممسوخة للدين لا تعبر عن تعاليمه وجوهره وأيضاً هناك تفاسير مقصودة وموجهة وخاطئة لنصوص الدين تم ترويجها لدى الشباب الذى جندته هذه الجماعات المتطرفة وهو ما خلق فى العقل الجمعى لدى هؤلاء الشباب أفكاراً ومعتقدات لا تمثل الدين على الإطلاق ولكنها تخدم أجندات وتوجهات هذه الميليشيات التى تسعى لتحقيق أهداف جهات خارجية توظف الدين فى تنفيذ مخططاتها إذن نستطيع أن نقول بثقة إن ولادة جماعات التطرف والتشدد التى تزعم رفع شعار الدين والدفاع عنه جاءت جراء فعل عدائى خارجى لتحقيق أهداف شيطانية خبيثة.. وما أريد أن أقوله إن زرع جماعة الإخوان المسلمين «الارهابية» فى جسد وبنية المجتمع المصرى كان مقصوداً من الاستعمار الانجليزى لتحقيق أهدافهم على المدى القريب والبعيد ولخدمة مشروعاتهم باسم الدين ومحاولة تغيير الملامح والتكوين الدينى للمجتمع المصرى الذى عرف عنه الولاء والانتماء للوطن والوسطية والتسامح.

لكن موضوع الإلحاد جاء نتاجاً لأسباب ثلاثة  فى اعتقادى أولها سقوط أقنعة الجماعات المتطرفة والمتشددة وفقدان ثقة الشباب فيها بعد أن تعرض لعملية خداع كبري.. لكن البعض بعد اكتشاف الحقيقة بدلاً من أن يعدل أوضاعه ويتجه إلى صحيح الدين.. رفض الفكرة تماماً ونزع عباءة الدين واتجه إلى أفكار رافضة له.

السبب الثانى فى اعتقادى هو حالة الانفتاح غير المحدود على الثقافات الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا فى ظل التطور الهائل فى تكنولوجيا الاتصال والإعلام و«السوشيال ميديا» والوسائل الحديثة.. وفيها جزء كبير من المضامين تدور رحاها فى إطار محاولات الغزو والاحتلال الثقافى للعقول واجتذابها نحو تبنى أفكار غريبة وشاذة تروج للإلحاد والإباحية والمثلية.. والسخرية من القيم والأخلاق والفضائل وتعاليم الأديان.. أو بث السموم فى محتواها إلى الشباب الذى يتعرض لحرب شرسة تستهدف تزييف الوعى وتجريده من ثوابت وقيم وأخلاق ومبادئ مجتمعاتنا وتعاليم آبائنا.
الأمر الثالث الذى يجب أن نتنبه إليه وبشدة هو عدم إدراك البعض للمخاطر والإلمام بها أو عدم التصدى للمضامين التى تروج داخل المجتمعات .. وهى غارقة فى غفلة وعدم تيقظ لخطورة الأفكار التى تروج عن عمد للنيل من عقول ووعى وثوابت شبابنا وقيم مجتمعاتنا.

وتندرج تحت هذا البند أسباب كثيرة تتعلق بمؤسساتنا الدينية.. وهنا أنا لا أتهم أحداً ولا أريد النيل من أدوار أحد.. أو المزايدة على جهود أحد.. لكننى أريد الوصول إلى الأسباب الحقيقية التى أفضت فى النهاية إلى أن تطفو على السطح قضايا التطرف والتشدد والإلحاد فالمؤسسات الدينية لدينا تعانى من الغرق فى المعالجات التقليدية والنمطية شكلاً ومضموناً ومحتوي.. ولم تستطع الوصول إلى عقول الشباب بالدرجة الكافية.. وربما هناك جزء منها يعانى من التقوقع والتقزم ولا يدرك قيمته ومكانته ليس فقط فى مصر أو المنطقة العربية والإسلامية ولكن على المستوى العالمي.. وتفرغ لأمور شكلية.. ومعارك ذاتية.. وعدم امتلاك الرغبة والإرادة فى تطهير نفسه من الداخل من بقايا أذناب الإخوان وأعوانهم فى تحد يضر ولا ينفع.. كذلك هناك عدم إدراك لأهمية دور هذه المؤسسة وقدرتها على تأمين وتحصين العقل المصرى دينياً وإيمانياً فقد أغلقت الأبواب على نفسها دون انفتاح حقيقى على المجتمع ومواجهة تحدياته.

أيضاً هناك فى مكونات المؤسسات الدينية من افتقد مصداقيته سواء من كثرة الظهور النمطى التقليدى دون التفكير فى وسائل وأساليب عصرية للوصول إلى عقل الشباب أو المواطن بصفة عامة فما كان يصلح منذ عقود أصبح حتمياً البحث عن بدائل عصرية له تواكب فكر الشباب وتوجهاتهم.

أيضاً حالة «الانعزالية» التى تعانيها المؤسسات الدينية.. فكل منها يعمل فى واد.. دون اتفاق على رؤية وأهداف. أو آليات للتنفيذ أو معطيات التغيير فى الخطاب أو نوعية التواصل أو صفات الداعية والإمام المطلوب هل نحن فى حاجة إلى إمام وداعية عصرى أم يستمر الشكل والمضمون التقليدي.. هل أصبح الخطاب الذى نستهدف به التواصل مع الناس وإقناعهم يناسب العصر والتكنولوجيا ومستوى تفكير الشباب أم أننا تمسكنا بالنمطية والتقليدية وكأننا نتحدث لشباب من جيل الستينيات والسبعينيات.

فى تصورى أننا فى حاجة إلى أئمة ودعاة مختلفين عن العصور والعقود الماضية شكلاً ومضموناً فى الأفكار والطرح والأساليب وكيفية التعاطى والتواصل.. وما هى الرسائل المطلوب التركيز عليها.. بمعنى ما هو موجود فى الدين يجهض التطرف والتشدد والتعصب.. وتفاسير النصوص والأحاديث.. والرسائل غير المباشرة من القرآن والسنة التى يجب أن نركز عليها ونرسخ معنى رفض الإسلام للتطرف والتشدد والغلو وأنه دين الرحمة وأن ما لم يرد فيه نص ليس حراماً والتأكيد على رسالة مهمة من هم المكفول لهم الحق للحديث فى الدين.. وهل من حق الإعلاميين والمثقفين الحديث فى الدين؟
ما هو أيضاً المطلوب التركيز عليه من رسائل وموضوعات ومضامين ومحتوى لإبطال ذرائع وحجم الذين اتجهوا إلى الإلحاد.. والقرآن والمعجزات والنصوص والآيات مليئة وغزيرة بما يؤكد أن الإسلام والقرآن سبق العلم والتطور بـ 0041 عام ووصف وعالج وتحدث عن ظواهر كونية لم يصل إليها العلم إلا فى العقود الأخيرة.. فأحاديث الدكتور مصطفى محمود تستهوى الشباب.. ويقبل على مشاهدة حلقاته وقراءة إصداراته فلماذا لا تكون لدينا مضامين على نفس النهج تؤكد عظمة الخالق.. وتجهض أى أفكار شاذة تنكر الوجود أو تتحدث أن الأمور جاءت بفعل الطبيعة والصدفة.
نستطيع أن نصل إلى عقول وقناعات الناس إذا قرأنا الواقع والعصر جيداً وأدركنا مفرداته وحاجته إلى خطاب مختلف وأساليب وأدوات مختلفة فى التواصل والتناول.

أتذكر عندما حاول الخارج اختراق المجتمع المصرى وتغيير بنيته الدينية.. واستقطاب السيدات والشباب والنجوم.. رسموا ملامح «داعية للدين» بشكل مختلف يواكب العصر لتحقيق أهدافهم بطبيعة الحال يرتدى بدلاً على أحدث خطوط الموضة ولا يطلق لحيته.. يتمتع بالوسامة والجاذبية حلو الحديث والمظهر.. يستغل حركاته وله لغة جسد مثيرة.. أعتقد جميعنا نعرفه جيداً وهناك غيرة ما أطلقنا عليهم «هوجة الدعاة الجدد» رغم خسة الأهداف وشيطانية الفكرة إلا أننا نستطيع أن نأخذ منها دروساً لتحقيق أهداف نبيلة وشريفة وعظيمة لمصلحة الدين والوطن.. ونبتغى بها بصدق وجه المولى عز وجل.

هنا فإننى أرى أننا مطالبون بإعداد مجموعة من الدعاة والأئمة بشكل مختلف ومواكب للعصر يمثلون صحيح الدين.. ويركزون على توعية الناس بأخلاقيات وفضائل القرآن ورحمة المولى عز وجل وإعجازه فى القرآن العلمي.. والتأكيد على الثوابت من القرآن والسنة.. وكذلك ترسيخ التسامح والتعايش واحترام الآخرين.. من خلال القرآن والسنة.. وسيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم.. وأيضاً احترام المرأة ودورها والولاء والانتماء للوطن.. ومعجزة الخلق والكون بدلاً من ترهيب الناس وأيضاً من خلال عدم المساس بالثوابت، لكن هناك الكثير من النصوص والأحاديث والمواقف النبوية التى تستهوى وتخترق قلوب الناس والشباب ونستطيع من خلالها معالجة الظواهر السلبية فى مجتمعاتنا مثل السلبية والتخاذل والتكاسل والفساد والاعتداء على المال العام وأهمية الضمير والصدق والشفافية وعدم السخرية من الناس أو التقول عليهم أو الحط من أقدارهم والاحترام المتبادل والوعى وأهمية الوفاء والعطاء والتجرد وإنكار الذات واحترام الأديان الأخرى واحترام أهل الكتاب.. إن الشريعة الإسلامية شديدة الثراء بالفضائل والأخلاق وأسباب تقدم الأمم والارتقاء بالنفس البشرية.

إن ما يلصق بالإسلام الآن من اتهامات هو من صنع أجهزة المخابرات المعادية التى جندت وسخرت ودعمت جماعات الظلام والخيانة والتطرف والمتاجرة بالدين فأصبح الشباب فى حالة من اختلاط الأمور عليهم.. ويجب أن نعمل على الحوار والتواصل معهم وإقناعهم والرد على تساؤلاتهم من خلال أئمة ودعاة فى نفس وفى تقارب أعمارهم.. يدركون أفكارهم ويتحدثون بلغة عصرية واحدة.
لابد أن يكون لدينا برنامج مختلف لإعداد دعاة وأئمة يناسبون العصر ويتحدثون لغته.. بل ويرتدون ثيابه.. يجمعون بين الثقافة والعلم الدينى وأيضاً الثقافة والعلم الدنيوى يستطيعون مجاراة الشباب فى أفكارهم.. والرد على تساؤلاتهم فى إطار من الود والقبول والجاذبية وليس التهجم وغلظة المظهر والحديث وتقليدية المضمون والمحتوى وأساليب التواصل.

الأمر لا يتوقف فقط عند إعداد دعاة وأئمة جدد أكثر عصرية وقبولاً وابتعاداً عن النمطية ولكن هناك وسائل أخرى مثل..

أولاً: إيجاد حوار دينى يجمع بين الشباب ورجال الدين المستنيرين والمنفتحين والذين يملكون العلم والقبول على أن يكون الحوار مفتوحاً يجيب عن كافة التساؤلات حتى لو وصلت إلى اتهامات.. وقد أعجبنى تصريح الدكتور شوقى علام مفتى الديار أنه لا يحب السخرية والتكفير ولكن الحوار والإقناع والتواصل.. فلماذا لا يكون هناك حوار مفتوح يجمع بين علماء الدين والشباب ومنهم المتطرف والمتشدد والملحد.. وأعتقد أن الحق سوف ينتصر والدين السمح الصحيح سوف يصل إلى عقول الشباب.

ثانياً: علينا أن نملك الشجاعة المجتمعية بمواجهة أنفسنا وقضايانا والظواهر السلبية فيها بدلاً من أن ندفن رءوسنا فلماذا لا يكون هناك حوار رشيق منفتح جذاب مثير بين رجال الدين والشباب وتكون الجامعات هى الحاضنة لهذا الحوار لأنها مكان للعلم والتحاور والنقاش والوصول إلى الحقيقة والتوصيات والنتائج.

ثالثاً: لماذا لا يتبنى الإعلام نفسه التصدى لقضايا التطرف والإلحاد من خلال أمور كثيرة هى تغيير نمطية وتقليدية البرامج الدينية التى تبث فى أوقات ميتة وتحمل مضامين عفى عليها الزمن ورجال دين ومذيعين تقليديين.. أتذكر أن هناك داعية يطلق عليه ذاكر نايك ولا أعرف ماهيته ومن هو لكننى توقفت عند طريقة وشجاعة وانفتاح الأفكار فقد كان يرد على تساؤلات وحتى اتهامات أصحاب الأديان الأخري.. وهنا أنا لا أريد حواراً مصرياً يحمل هذا المعنى بدخول أصحاب «الأديان الأخري».. فمثلاً الحوار الدينى الإسلامى يجب أن يكون مقصوراً على المسلمين وقضاياهم وبعض الظواهر السلبية مثل التطرف والتشدد واتجاه القلة إلى الإلحاد.. للرد على تساؤلات هذه الفئات الشاردة أو ترسيخ قناعات المؤمنين.. وأن يكون الحوار المسيحي.. مسيحياً مسيحياً أيضاً فى إطار الاحترام المتبادل للعقائد والأديان.. لكن استلهمت فكرة هذا الداعية فى الندوات للرد على تساؤلات الشباب المسلم فى الحوار الإسلامي.. أو فى ندوات الشباب المسلمين للرد على تساؤلات الشباب من الإخوة المسيحيين.

إن الحوار المفتوح والشفاف المرتكز على الهدوء والاحترام.. وعرض الأفكار والرد على التساؤلات.. والتوسع فى البرامج الدينية ببناء فكرى جديد ومكونات جديدة.. ورؤية مختلفة بالإضافة إلى أن المؤسسات الدينية مطالبة بتعديل أوضاعها.. وتغيير رؤاها وسياساتها فى القدرة على الوصول إلى عقول وقناعات الناس والابتعاد عن سياسات الجزر المنعزلة وتقليدية الخطاب الدعوي.. ونمطية الأسلوب تحتاج قراءة صحيحة بمفردات ومتطلبات العصر.. والتعرف على ما يدور فى عقول الشباب من أفكار وكيفية التعامل معها والرد عليها.

فى اعتقادى أيضاً أن «حصة الدين» بالمدارس لابد أن ينظر إليها بعين الاعتبار والاهتمام وأن تصبح مادة أساسية تركز فى محتوى ومضامين تواكب تحديات العصر.. وظواهر الواقع الذى نعيشه وترسيخ القيم الإيمانية والأخلاقيات التى ذكرناها من قبل فلماذا لا تصبح «مادة أساسية» يدرسها أساتذة لديهم الجدارة والقدرة على التفاعل والتواصل مع مختلف الأعمال والمراحل السنية فى الدراسة وأتمنى أن يكون الـ 0001 إمام الذين نعدهم بأسلوب عصرى يجمع بين العلم والدين والصفات الشخصية والقدرة على التواصل والخطابة والحديث والجاذبية والقدرة أيضاً على احتواء الناس.
من المهم أيضاً استخدام واستغلال التكنولوجيا الحديثة فى التواصل الدينى مع الناس وترسيخ سماحة الدين ووسطيته وعظمته وتسامحه من نشر عظمة النصوص القرآنية وسيرة النبى ومواقفه الإنسانية العظيمة وأخلاقياته الفريدة واحترامه للأديان الأخري.

أتمنى أن نصل إلى الرؤية العصرية العبقرية للتصدى لظواهر غريبة وشاذة عن مجتمعاتنا مثل التطرف والتعصب والتشدد والغلو والإلحاد وهذه الظواهر مرتبطة ببعضها البعض وتحتاج إلى أساليب وأدوات عصرية لمواجهة ناجحة.
تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa