كتب: أشرف بيومي
عادت من جديد سلسلة أفلام المغامرة والإثارة "قراصنة الكاريبي"، بعد غياب 6 سنوات، منذ إصدار الجزء الرابع عام 2011 حيث أصدرت الشركة المنتجة جزءاً خامساً تحت عنوان "قراصنة الكاريبي: ديد مان تيل نو تيلز" والذي يعني الموتى لا يسردون قصصا، ويشهد هذا الجزء الجديد عودة عدد من أبرز نجوم الأجزاء السابقة على رأسهم النجم أورلاندو بلوم الذي لعب دور ويل تيرنر في الأجزاء الثلاثة الأولى، والنجم جيفري راش الذي لعب دور باربوسا، إضافة لنجم السلسلة منذ البداية حتى الآن جوني ديب.
وقد حقق الفيلم إيرادات تجاوزت الـ«650 مليون دولار» عالميا منذ بدء عرضه في دور العرض السينمائية حول العالم، ومن المنتظر عرضه في دور العرض المصرية مع بداية عيد الفطر المبارك.
ويشهد العمل ظهور عدد من الوجوه الجديدة في عالم قراصنة الكاريبي على رأسهم النجم خافيير بارديم الذي يلعب دور الكابتن سالازار، الذي يعود في صورة شبح للبحث عن الانتقام من جاك سبارو، حيث يرصد الجزء الجديد تاريخ القرصان سبارو الذي يجسده جوني ديب وكيفية دخوله عالم القرصنة البحرية وتاريخ العداوة بينه وبين سالازار واستيلائه على سفينته.
الفيلم من إخراج كل من إسبن ساندبرج ويواكيم رونينج، تأليف جيف ناثانسون.
وتعرض الفيلم لعدة أزمات كادت تطيح به من العرض السينمائي، فناهيك عن الأزمة التي لحقت بنجم العمل جوني ديب بعد القضية التي نشبت بينه وبين طليقته آمبر هيرد والتي وصلت للقضاء واتهامها له بضربها، فإن الجزء الجديد تعرض لأزمة قرصنة منذ أكثر من شهر بعدما هدد قراصنة بنشر نسخ الفيلم على الإنترنت قبل عرضه في السينما إذا لم يحصلوا على فدية مالية.
وأكد رئيس وولت ديزني، بوب إيجر، أن قراصنة معلوماتية طلبوا فدية ضخمة بعد نجاحهم في سرقة الفيلم قبل عرضه في الصالات، ولكنه أعلن عدم خضوعه للابتزاز وتعاون مع الشرطة الفيدرالية لحل المشكلة.
وعن أهمية وجود قصة خلفية لجاك سبارو وباقي الشخصيات في العمل، قال كل من إسبن ساندبرج ويواكيم رونينج إنهما خلقا عالماً لكل الشخصيات في صغرها.
وقال ساندبرج: "القصة والعملية معقدتان جدا، فالوحيد الذي لا توجد لشخصيته خلفية هو جاك سبارو، وكنا نريد معرفة المزيد عنها ولهذا قمنا بتأليف قصة خلفيته حتى يرى الناس كيف كان في شبابه وكيف أصبح جاك سبارو، ونحن نملك التقنية لفعل ذلك فأدخلنا صورته على الكمبيوتر فخرج بهذا الشكل ولكنه تطلب كثيراً من الجهد لأن الأمر ليس بسهولة الضغط على زر، بل هو معقد جدا أن تعيد الوجه البشري إلى شكله الطفولي، حيث اخترنا شكله في فيلم 21 جامب ستريت، وجوني ديب كان سعيدا جدا بذلك".
وتحدث رونينج عن الممثلين الشابين اللذين سيصبحان أساس السلسلة فيما بعد، وهما كايا سكوديلاريو وبرينتون توايتس، قائلا: "تدخلت أنا وساندبرج في اختيارهما حيث ظللنا نبحث عنهما لمدة عام وهما مذهلان، ونحن سعيدان جدا لقدرتنا على فعل ذلك".
وأكد المخرجان أن إدخال ممثل محنك مثل خافيير بارديم كان شيئا أساسيا، وأنهما بذلا جهداً كبيراً لخلق تلك الهيئة الغريبة مع الاحتفاظ بملامح خافيير نفسه لرؤية تعبيراته التمثيلية ورؤية الشخص نفسه الذي يقف وراء كل شيء، مشددين على أن بارديم برع في هذا الأمر لأنه جعلك تتعاطف مع شخصيته رغم طريقته الغريبة وهذا ما يجعل الشخصية مشوقة جدا.
أما النجم جيفري راش، فأكد أن المؤلفين يواصلون توسيع عالم القصة مع إعطاء الشخصية التي يقوم بها باربوسا أبعاداً وطرقاً جديدة ليمكنوه من أن يكون نرجسيا، حيث تحول على مدار الأجزاء الخمسة فأصبح سياسيا وعمل مع الملك ثم قرصاناً يدير مؤسسة ولديه حس ثراء وأسلوب راق.
وقال راش: "رغم أنني حصلت على الأوسكار ومثلت في المسرح إلا أن شخصيتي في هذا العمل يعرفها الجمهور جيدا لأن هذه السلسلة مكونة من 5 أجزاء وعرضت في دور العرض وعلى الاسطوانات وعلى الإنترنت ولها عامل جذب في ثقافة البوب، وأنا أعرف ذلك من خطابات المعجبين فهم مسحورون وسعداء بشخصيات قراصنة الكاريبي وبهذه القصص وجنونها".
أما النجم خافيير بارديم، فقال: "تحضير شخصيتي في هذا العمل كان أمراً ممتعاً، فأفضل المتخصصين في العالم كانوا يضعون مساحيق التجميل لمدة 3 ساعات يوميا لكي يساعدوا في رؤية وجه الشخصية وتجهيزها فعندما تنظر للمرآة ستجد الكثير من التفاصيل في وجه سالازار وكان شئ جيد بشكل جنوني".
وأوضح بارديم أن كل شخص شرير ليس بالضرورة أن يكون سيئاً حقا فهو لديه سبب وخلفية والجزء الممتع في دور سالازار هو تخيل الرجل الموجود وراء الوحش ومعرفة ما الذي جعله يصبح بهذا الشكل كما أنني أشفق عليه لأن في النهاية هناك سبب لما أصبح عليه، مشيرا إلى أن التكنولوجيا لعبت دوراً هاماً في إظهار الشخصية بشكل معين حيث أضفت عليه جانباً إنسانياً ويجعله شبه واقعي دون مؤثرات خاصة كثيرة ما سيجعلك ستصدق أنه حقيقي ولا يبدو كأنه دمية، كما أن الصوت كان مهماً جدا وطريقة النطق عن طريق التشديد على اسم سبارو أو سالازار وهذه طريقة اسبانية بلكنة اسبانية قوية جدا وهي الطريقة الصحيحة لنطقهما.
وأكد بارديم أن جميع الشخصيات الشريرة التي قدمها تختلف عن بعضها، فسيلفا في سكاي فول ينتمي لعالم جيمس بوند وهي شخصية جافة في فيلم جاف، أما سالازار فهي شخصية مبتلة ويجب إضفاء نكهة معينة عليها ونبرات مختلفة، وفي النهاية لا يسع للمرء إلا المحاولة.
أما أورلاندو بلوم، فأعرب عن سعادته بالعودة لهذه السلسلة، مضيفا "كانت جزءا كبيرا من حياتي وطلب العودة إليها أشعرني بالسعادة لأنه شيء رائع".
وبدوره، قال النجم جوني ديب: "بالنسبة لي هذه السلسلة متعة لا تنتهي، فأستمتع بأداء شخصية جاك سبارو لأنني أتمكن من التصرف بطريقة غير المحترمة بقدر ما أشاء وأفعل أشياء غبية بقدر ما أريد، خاصة مع وجود طريقة معينة للشخصية سواء بالعينين أو بلغة الجسد".
وأضاف: "من المهم جدا أن أتقمص الشخصية قدر الإمكان والاقتراب منها بأكبر قدر إنساني ممكن"، موضحا أن التكنولوجيا تلعب دوراً هاماً جدا في تصوير السلسلة.
وأكد ديب أننا أصبحنا مدمنين على تقنية اليوم فلا تذهب إلى أي مكان في العالم بدون أن يصورك أحد أو تجده منكبا على هاتفه إنه شيء مستمر وتجاوز الهوس، فأعتقد أن التكنولوجيا هي التي تسيطر علينا.
وأشار ديب إلى أن علاقته بالممثل جيفري راش في العمل متجددة وهو الذي يقوم بدور باربوسا، مضيفا "في كل مرة يكون هناك شىء جديد بيني وبينه، فهما أشبه بزوج وزوجة دائمي التشاجر".