ذكرت صحيفة «الأهرام»، أن القمة العالمية للمناخ السابعة والعشرين COP27، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ، تكتسب أهمية مضاعفة مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ومهما يكن من سيناريوهات هذه الحرب، بأن تتوقف وينجح المسار التفاوضي خلال أسابيع، أو تستمر حتى انعقاد القمة في نوفمبر القادم، فإن هذه القمة ستكون بالغة الأهمية مقارنة بكل قمم المناخ السابقة لأسباب عديدة.

وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر، اليوم الإثنين، تحت عنوان «قمة المناخ والسيرة الذاتية لمصر» - أن هذه القمة ستنعقد في ظل بروز خطوط الانقسام العالمي بوضوح لأول مرة منذ انتهاء الحرب الباردة أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، وهو ما يتوقع أن يكون مقدمة لانبثاق نظام عالمي جديد، وسوف تنعكس النتائج البيئية والمناخية للحرب الراهنة على جدول أعمال العالم حتى تاريخ انعقاد القمة، وسوف تنعكس الحرب على الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد والتموين، وقد تؤدي لكوارث بيئية في البحار والمضائق البحرية، وتؤثر في القدرات المالية للدول اللازمة لتبني برامج الحد من الانبعاث والتقيد بالالتزامات تجاه الطاقة النظيفة، في ظل الحاجة لمزيد من الإنفاق على اقتصادات الحرب ومواجهة العقوبات، فضلًا عن ذلك تخلق الحروب حالة نفسية سلبية على سكان الكوكب تنعكس على السلوك تجاه البيئة والمناخ، وعلى الأرجح أن يؤثر كل ذلك على الخطاب الدولي في القمة.

وأضافت الصحيفة أنه لكل ذلك، جاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي أول أمس، خلال اجتماعه برئيس الوزراء وعدد من الوزراء، بتوفير جميع الموارد المالية اللازمة لتجهيز مدينة شرم الشيخ على أعلى مستوى لاستضافة القمة، ومواصلة تعزيز الجهود لإخراج هذا الحدث العالمي على نحو يعكس مكانة مصر الإقليمية والدولية، سواء على مستوى التنظيم والاستضافة، أو على مستوى الشق الفني والموضوعي، أو فيما يتعلق بجهود الدولة الضخمة لتحقيق التحول الأخضر وحماية البيئة وزيادة استخدامات الطاقة النظيفة.

وتابعت «الأهرام» أنه وسط الاضطرابات والتجاذبات المفاجئة في الإقليم والعالم، يتمثل الشاغل الرئيسي لمصر في البناء والتعمير الداخلي، والارتقاء بمكانة الدولة وبأوضاع المجتمع، وكما للأفراد سيرتهم الذاتية، فإن للدول سيرتها الذاتية، وتؤكد السيرة الذاتية للدولة المصرية على مدى السنوات الماضية حالة دولة وضعت يدها على أهدافها جيدا، وتخط طريقها نحو نهضتها بكل اقتدار وثقة برؤية وطنية مدروسة، وفي القمة العالمية المقبلة سوف تضيف مصر ملفا جديدا إلى سيرتها الذاتية، يؤكد دورها في حماية البيئة والمناخ، وفي تحقيق السلام والأمن العالمي.