أكدت مديرة منظمة المرأة العربية الدكتورة فاديا كيوان، أن المرأة العربية تكافح كثيرا لمواجهة النزوح واللجوء والهجرة القسرية والفقر والتمييز سعيا لنيل حقوقها المستحقة، مشيرة إلى أن المرأة العربية شهدت جانبا مشرقا في الفترة الأخيرة، وأن هناك خطوات إيجابية فعلية تم اتخاذها في العقدين الأخيرين حول تعليم النساء، وأن نسبة التحاق الفتيات بالمدارس في عدة دول عربية أصبحت بمستوى النسب العالمية.
وقالت كيوان - في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الصين (شينخوا) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة - إن نسب انخراط النساء في العمل بالاقتصاد الرسمي مازالت ضعيفة، حيث تسجل المنطقة العربية أدنى متوسط في العالم بهذا الخصوص بنحو 20%، وهناك قلق يتعلق بالعنف ضد المرأة رغم وجود تقدم كبير في التشريعات بكل الدول تقريبا، فالأمر يتطلب إرادة أكبر من الحكومات وتدريب الجهات التي تنفذ القوانين، والأهم العمل على تطوير الذهنيات الاجتماعية وثقافة المجتمع لدرء الضرر قبل وقوعه.
وأضافت أنه نظرا لكون المنطقة العربية في الحقبة الأخيرة من المناطق الأكثر توترا في العالم، فقد كانت تداعيات ذلك وخيمة على النساء، ومن سوء الحظ أن تداعيات ذلك ما تزال مستمرة في الكثير من المناطق.
وأشارت إلى أن المنظمة بصدد العمل على استصدار قرار تقدمه المجموعة العربية بمجلس الأمن الدولي خاص بالنساء والفتيات الضحايا والناجيات من الحروب والنزاعات المسلحة والاحتلال والإرهاب، متوقعة أن يُعرض مشروع القرار على مجلس الأمن في سبتمبر المقبل، مؤكدة السعي للتنسيق والتعاون مع الدول العربية والدول الكبرى بمجلس الأمن ومع الأمم المتحدة ليكون هناك تحالف دولي داعم لمشروع القرار.
وأكدت أن المرأة لعبت دورا محوريا مهما خلال جائحة كورونا، حيث كانت النساء في الخطوط الأمامية للمواجهة بمجالات المهن الطبية والتمريض ومساعدة كبار السن والمرضى، وكذلك داخل الأسرة، منوهة بأن منظمة المرأة العربية أعدت ورقة إقليمية حول كيفية الاستجابة السريعة في حالة وجود أوبئة، وكذلك استحدثت برنامجا جديدا ضمن برامجها لزيادة قدرة النساء على مواجهة الكوارث الطبيعية كالأوبئة والحرائق والفيضانات والهزات الأرضية.
وأشادت مديرة منظمة المرأة العربية بجهود الصين في دعم دور المرأة، منوهة بمؤتمر المرأة العالمي الذي استضافته الصين عام 1995، والذي يعد علامة فارقة في مسيرة المرأة نحو نيل حقوقها، مؤكدة أنها تولي اهتماما كبيرا للتعاون العربي الصيني في هذا الشأن، والتنسيق مع المؤسسات الصينية المختلفة.
يذكر أن منظمة المرأة العربية تأسست عام 2000، في إطار جامعة الدول العربية، بوصفها منظمة حكومية ذات شخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، ومقرها الدائم القاهرة، وتضم في عضويتها الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية.
وتهدف المنظمة إلى المساهمة في تعزيز التعاون والتنسيق العربي المشترك في مجال تطوير وضع المرأة وتدعيم دورها في المجتمع، وتنسيق المواقف العربية في الشأن العام العربي والدولي، ولدى تناول قضايا المرأة في المحافل الإقليمية والدولية، وتنمية الوعي بقضايا المرأة العربية، ودعم التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مجال النهوض بالمرأة، وكذلك إدماج قضايا المرأة ضمن أولويات خطط وسياسات التنمية الشاملة.