يحتفل الشعب المصري اليوم، بيوم الشهيد، تلك المناسبة الوطنية التي تحيي ذكرى شهداء الوطن من أبناء القوات المسلحة والشرطة، الذين ضحوا بأرواحهم للدفاع عن الوطن وحماية ترابه ودحر أيادي العنف والتخريب من العناصر الإرهابية، ليس في سيناء فقط ولكن في كل ربوع البلاد، في ظل ما شهدته مصر من تحديات غير مسبوقة خلال السنوات الماضية.
ومن بين شهداء الوطن، خلال السنوات الماضية، الشهيد المقدم شريف محمد عمر، الذي لقى ربه، صباح يوم 16 مارس 2016، خلال مواجهات مع عناصر تكفيرية في شمال سيناء.
والد الشهيد شريف هو محمد عمر، المدير الفني لنادي الاتحاد السكندري الأسبق، مدير منتخب مصر العسكري لكرة القدم، وخاله هو شوقي غريب أحد أعلام الكرة المصرية.
قصة استشهاد الشهيد شريف محمد عمر
حينما كان المقدم شريف محمد عمر متمركزًا في إحدى وحدات القوات المسلحة بشمال سيناء، لاحظ تحركات غريبة لبعض العناصر التكفيرية واستأذن قائده لتفتيش هذا المكان، وعندما تم تحديد المهمة قال له قائده المباشر المكان ده ما يبقاش بعيد عليك يا شريف، فرد الشهيد قائلًا: "ما فيش حاجة بعيدة يا فندم"، وأتم كلامه واستأذن لتفتيش المكان.
وقرر الخروج بدوريته مترجلًا لمنع أي عناصر تكفيرية من اكتشافه، ثم بعدها أمر جنوده بتأمين المنزل المستهدف من مسافة بعيدة ودخل وحيدًا لتفتيشه، واكتشف مخزنًا للمواد المتفجرة والعبوات الناسفة شديدة الانفجار، وأبلغ قيادته بذلك، في طريق المداهمة برفح، رأى المقدم الشهيد سيدتين من بعيد وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههما، لكن البطل الشهيد رفض وقال "من امتى جيش مصر بيقتل نساء"، إلا أنهما أبلغا عنه وكانا سببًا في انفجار العبوة فور دخوله المنزل، وفقا لاعترافات المقبوض عليهم فيما بعد.
وانفجرت عبوة ناسفة به فجرتها العناصر الإرهابية عن بعد، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه، حيث لم يكن أحد يجرؤ على أن يقترب منه أو من رجاله وهو حي، وحاول أصحابه التصدي للعناصر الإرهابية والدفاع عنه، واستمر المقاتل "محمد الجارحي"، في الدفاع عنه دون الاكتراث لطلقات الرصاص، كما لم تمنع الطلقات التي كانت تلاحق البطل المقاتل "عمر عابد" في حصد أرواح التكفيرين الذين ظهروا من خلف المنزل واحد تلو الآخر.