انتهى الدورى العام فعليا وحسم الأهلى اللقب مبكرًا كالعادة، وتسلم الدرع فى احتفال رسمى بعد مباراة إنبى رغم بقاء مباراتين له فى المسابقة، لكن هذا أمر عادى فطالما فارق النقاط يسمح فلا مانع من تسليم البطل درعه المستحقة وعلينا أن نبارك للفائز أيا كان ونقول للزمالك «هاردلك».
لكن ما يعنينى فى هذا الأمر هو مباراة القمة المرتقبة بين الأهلى والزمالك والتى ستكون آخر مباريات البطولة رسميًا، والتي ستقام في ١٧ يوليو الجاري ، فالمعروف أنه حتى وان كانت البطولة قد حسمت مبكرًا لأى من القطبين فتبقى لمباراتهما خصوصية لأنها بطولة خاصة جدا.
ما أتمناه وأدعو إليه هذا العام تحديدًا أن يتخلى القطبان عن هذه الروح التنافسية ولو مرة واحدة، وأن يجعلوا القمة هذا العام من أجل الوطن، أن يحولوها إلى احتفالية مصرية ضخمة، يلعبون لصالح مصر وإمتاع جمهورهم بعيدًا عن عنف المنافسة وتوتر الصراع الكروى الدائم بينهما. فقد تنافس الفريقان بما فيه الكفاية، واشتعل الصراع بينهما لعقود، وحان الوقت فى ظل الظرف الذى تمر به مصر أن يقدم الناديان القدوة فى حب البلد من خلال مباراة جمالية، يفوز بها من يفوز، لكن بروح الوطن الذى أطمح أن يكون هو الفائز بهذه القمة.
أناشد قيادة الناديين أن يتفقا من الآن على أن تكون مباراة القمة من أجل مصر، وأن يسهم فيها الأمن بالسماح بحضور جمهور يملأ الاستاد ليستمتع بكبار الكرة فى مصر وهم يقدمون عرضًا رياضيًا للمتعة، وكأنه احتفال كروى يحضره المصريون وكبار الفنانين ورموز الرياضة ورجال الأعمال والسياسيون، يدعى اليها اسر الشهداء وابنائهم يحضرها أطفال تحدوا السرطان ، ومواطنون قدموا خارج التضحية من أجل الوطن مباراة يكون دخلها من أجل أى عمل خيرى يتفق عليه الناديان.
أعتقد ما أتمناه ليس صعبا ولا محظورا، فالقيادة فى الناديين على مستوى من الوطنية نعرفه جميعًا فقد نرفض بعض مواقف محمود طاهر لكن لا نزايد على وطنيته، كما يمكن أن نعترض على بعض تصرفات المستشار مرتضى منصور لكن لانختلف على شرفه وإخلاصه لبلده، بل أيضا لاعبو الفريقين قدوة فى حب البلد، وجمهورهم لايمكن لأحد أن يدعى غير أنه شباب مصرى أصيل ، كما أن قوات الأمن بدعم من قوات الجيش تملك القدرة على تنظيم هذه المباراة والخروج بها فى أبهى الصور الاحتفالية الوطنية. الرجاء إلى الكبيرتين لاتضيعوا الفرصة، ولاتجعلوا حماسة اللاعبين تذهب بهذه المباراة إلى أن تكون سببًا فى توتر جديد، وإنما اجعلوها نقطة مضيئة يمكن لو نجحت، وأجزم أنها ستنجح، أن تكون بداية حقيقية لعودة الجماهير لمقاعدهم فى المدرجات برجالهم وأطفالهم ونسائهم ، بعائلاتهم التى تضمن فرض الاحترام، اجعلوا المباراة بداية نرسم بها من جديد الدور الوطنى للرياضة اجعلوها فرصة رياضية لمن يشاءون ليتبرعوا لصالح الوطن ولو بثمن تذكرة الحضور ولن تندموا، بل ستحصلون على كل تأييد ليس فقط من الخبراء المحللين، إنما من المصريين أنفسهم وسيكون الشعار «تحيا مصر أولا».