كتب : إسلام أحمد
أي نفس بشرية تقوى على فعل ذلك سوى نفس أصابتها اللعنة فعاشت بين الناس بلا قلب أو ضمير بعدما مثل الأشقاء الثلاثة بجثة جارهم تاركين إياه غارقًا في بركة من الدماء وقدموه كقربان إرضاءً لجشع أنفسهم وقسوة قلوبهم والسبب كلب.
اعتاد الجار المجني عليه التنزه بكلبه الأليف حيث فوجئ بأحد الأشخاص بالمنطقة والمعروف بسمعته السيئة والبلطجة يستوقفه ويحاول الاستيلاء على الكلب عنوة وبالإكراه حدثت مشادة كلامية بينهما كادت تتحول إلى مشاجرة تدخل على إثرها بعض الجيران والمارة ونجحوا في فضها، إلا أن الشاب سيئ السمعة كان له رأي آخر هرول مسرعًا لشقيقيه المعروفين أيضًا بالبلطجة يروي لهما بأن الجار أهانه وقلل من شأنه أمام أهل الحي.
علت وجهيهما علامات الغضب يشوبها كبرياء وانطلقوا الثلاثة حاملين أسلحتهم البيضاء، وتوجهوا إلى منزل الجار وسط حالة من الذعر والهلع أصابت أهالي الشارع وبثت الرعب في نفوس المطمئنين، وصعدا شقيقيه إلى الشقة وقاما بجذبه وسحله فوق سلالم العقار، وألقيا بجسده النحيل أمام المارة بالشارع، بينما يقوم أحدهم بتقييد يديه من الخلف وانهالوا عليه بالأسلحة البيضاء وسددا له الطعنات وسط صرخات وعويل النساء وكلما حاول أحد التدخل لإثنائهم لم يجد غير نصل السكين الملوث بالدماء مشهرًا في وجهه وتسبقه كلمات السباب والقذف بأبشع الألفاظ فتتملكه حالة من الخوف والفزع ويتراجع خوفًا منهم.
بينما يرقد الجار المجني عليه وسط بركة من الدماء وبعدما أشربوه كأس الموت مرًا وتركوه بعد أن نفذوا الجريمة بأبشع صورها وأشنع ملامحها.. فاستدلت محكمة جنايات القاهرة الستار على هذه الجريمة البشعة بمعاقبه سيد مصطفى وشقيقه محمد بالسجن المؤبد وبالسجن المشدد 15 عامًا لشقيقهم الثالث.