لا يعرف الكثيرون أن المخرج العبقري حسين فوزي، الزوج الأول للنجمة الفنانة نعيمة عاكف، هو من أبناء دار الهلال، وعمل رسامًا بها، فقد أكد أنه امتهن الرسم في بداية حياته، فقد عمل مدرسا للرسم بمدرسة "راتب باشا" بالإسكندرية بمرتب شهري قدره أربعة جنيهات، حسبما صرح به في حواره لمجلة الكواكب عدد 10 مارس 1953.
وأضاف حسين فوزي أنه مواليد 1904، وولد في مدينة المنصورة لوالد إيراني كانت مهنته تجارة الآثار والسجاد العجمي، وفي المنصورة حط رحاله لتصريف بضاعته فكان ميلاد ابنه حسين فوزي.
علم حسين فوزي أن مهنتة الرسم لابد من صقلها بالعلم والدراسة فقرر السفر إلى فرنسا وبقي هناك 3 سنوات لدراسة الرسم عام 1927، وخلالها عمل رسامًا للكاريكاتير في دور الصحف الفرنسية، وعند عودته إلى مصر استقبلته دار الهلال ليكون أول رسامًا يخط رسمًا في مجلة المصور، وأكد فوزي أيضًا أنه أول من أدخل صناعة الأفيش في مصر، وبحكم رسمه للأفيشات الملونة فقد اختلط بنجوم الفن ومنهم السيدة عزيزة أمير أول رائدة للسينما.
طلبت عزيزة أمير من الرسام حسين فوزي أن يخرج لها فيلم "بياعة التفاح"، فتعجب وأخبرها أن الرسام لا يعرف الإخراج السينمائي، فقالت لا.. بل أن الرسام الماهر هو المخرج السينمائي الماهر، ولتثبت له عزيزة أمير صدق نظريتها طلبت منه بالفعل إخراج الفيلم، ونجح حسين فوزي ليمتهن بعد ذلك الإخراج السينمائي وكتابة القصص والسيناريو والحوار للعديد من الأفلام ويترك دار الهلال.
تقاضى حسين فوزي عن أول أفلامه مائة وعشرين جنيها، واستمر في إخراج الفيلم عاما كاملا، مما جعله يستاء من عالم السينما ليعود رساما بمجلة الكشكول، ومع الزدهار السينما وتقدم معداتها أغراه سحرها فعاد إليها مرة أخرى .. وأخرج فوزي فيلمه الجديد "ليلة الفرح" الذي عرض لأول مرة في8 يناير 1942، وتقاضى عنه 180 جنيها مقدما، وقامت عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار ببطولة الفيلم.
أكد حسين فوزي أنه مكتشف محمود ذو الفقار، وهو من أسند إليه أول أدواره في فيلم "بياعة التفاح"، وقد تزوجته السيدة عزيزة أمير فيما بعد، واكتشف حسين فوزي أيضا تحية كاريوكا وإسماعيل يس ومحمود شكوكو ونعيمة عاكف وشكري سرحان وسعد عبد الوهاب، وآخر اكتشافاته كانت الفنانة حبايب التي قدمتها له دار الهلال.