فترة اقتصادية عصيبة تدخلها مصر، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، والتى تغرق العالم كله في أجواء اقتصادية سوداء على كل الأنحاء، خاصة لو طالت الحرب، وهذا المرشح لها.
الأرقام الكئيبة التى وصلت لها أسواق المعادن والزيوت والحبوب تؤهل العالم لدخول حقبة صادمة من التضخم، حتى الولايات المتحدة والغرب يصرخ منها، ما بالك بالعالم الثالث، وهناك دول مرشحة بقوة لمجاعات بمعنى الكلمة.
بل والخطورة الأكبر في أنه كما كانت أوكرانيا كلمة سر في موجات ضربات الربيع العربي الأولى، مع الثورة البرتقالية، فيبدو أنها ستكون كلمة سر جديدة في محركات فوضي عالمية ترسم العالم من جديد، ليس بحروب الاستنزاف فقط، ولكن بالمجاعات والاضطرابات المصاحبة لموجات ارتفاعات الأسعار البشعة حول العالم، والتى يصرخ منها الجميع في العالم الأول والثانى والثالث.
ومن ضمن معالم الخطورة، هى الشائعات التى تضرب الاقتصادات ، ومنها مصر، حيث تروَج شائعات مثيرة للاستفزاز وتضرب الأسواق في مقتل، بداية من رفع أسعار الخبز وحتى تعويم جديد للجنيه مع اشتعال السوق السوداء للدولار من جديد، ووصول أسواق المواد الخام لأرقام خطيرة، من الممكن أن تتسبب في تعطيل المشروعات القومية، فما يحدث في سوق المعادن بكل أنواعها أمر في غاية الخطورة ويحتاج وقفة حقيقية كغيره، وكأننا نحن من لدينا الحرب وليس روسيا.
هذه الفترة ، هى فترة "أغنياء الحرب" وممارساتهم، التى لا تعرف الإنسانية والوطنية، ولذلك يجب أن نواجه هذه الوجوه الكالحة بمنتهى القوة، ويجب أن تكون هناك حزمة من الإجراءات الاقتصادية لمواجهة ضربات الغلاء، خاصة لأن المواطن المصري، لم يعد لديه أى احتياطى استراتيجى يتحرك فيه، ويعانى بمعنى الكلمة، على كل الطبقات.
الأمر جدّ خطير، ويحتاج تدخلا حقيقيا من الدولة المصرية على كل الانحاء الداخلية والخارجية، ويجب أن نستثمر ثقلنا الداخلى والخارجى في مواجهة هذه الحرب الخطيرة خاصة أن لها أبعاد نووية وبيولوجية، أى أنها ستكون موت وخراب ديار بمعنى الكلمة، وتعيد العالم للوراء لسنوات، وتضرب مشروع التنمية المصرية بشكل واضح.
أرجوكم، لا تحملوا المواطن أعباء جديدة، لأنه بالفعل ليس لديه ما يقاسيه من جديد.