الأربعاء 29 مايو 2024

دراسة: البكتيريا التي تعيش في المعدة تؤثر على شخصيتك ومستويات طاقتك

صورة تعبيرية

الهلال لايت 12-3-2022 | 22:31

ميادة عبد الناصر

توصلت دراسة جديدة إلى أن البكتيريا الموجودة في أمعاء الشخص، المسؤولة عن تكسير الطعام والقيام بمهام أخرى، يمكن أن تؤثر على شخصيته.

وجد باحثون من جامعة كلاركسون في بوتسدام، نيويورك، أن ميكروبيوم الأمعاء ومسارات التمثيل الغذائي، يمكن أن تؤثر على مستويات طاقة الشخص، والتعب وشخصيته اليومية، وجد الفريق أن بكتيريا معينة ومتميزة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بواحدة من أربع سمات شخصية محددة، يمكن أن يمتلكها الشخص، وفقًا لموقع "ميرور" البريطاني. 

مثل شخصية الإنسان، فلا يتغير ميكروبيوم الأمعاء في كثير من الأحيان، ولكن تناول المضادات الحيوية أو أي دواء آخر، يمكن أن يغير بكتيريا الجسم قد يكون قادرًا على تغيير سلوك الشخص نتيجة لذلك.

وقال الدكتور علي بولاني، الباحث الرئيسي، أستاذ العلاج الطبيعي في كلاركسون، في بيان: "تدعم هذه النتائج الجديدة عملي السابق، وأبلغنا أن مشاعر الطاقة مرتبطة بعمليات التمثيل الغذائي، بينما ترتبط مشاعر التعب بعمليات الالتهاب".

ونظرًا لأننا ما زلنا نتعلم عن ميكروبيوم الأمعاء، فنحن لا نعرف ما إذا كنا إذا حاولنا تغيير سمة شخصيتنا، نشهد تغييرًا في ميكروبيوم الأمعاء؛ أو إذا حاولنا تغيير ميكروبيوم أمعائنا، نغير أيضًا سمة شخصيتنا.

جمع الباحثون، الذين نشروا نتائجهم في وقت سابق من هذا العام، في مجلة نيوترانت، بيانات من 20 مشاركًا في الدراسة.

شارك كل من المشاركين سابقًا في دراسات حول صحة الميكروبيوم بقيادة الدكتور بولاني، وتم فحصهم جميعًا للتأكد من أنهم لم يستخدموا مؤخرًا، دواءً من شأنه التأثير على الميكروبيوم.

باستخدام عينات البراز، حقق الباحثون في مستويات البكتيريا المختلفة في كل من المشاركين.

كما تم استطلاع آراءهم حول أربع سمات يعتقد بولاني أنها أساس شخصية الشخص، والطاقة العقلية، والتعب العقلي، والطاقة البدنية، والتعب البدني، ووجد الباحثون علاقة قوية بين بعض السمات وبعض البكتيريا الموجودة في ميكروبيوم كل شخص.

في حين أن حجم عينة الدراسة صغير نسبيًا، يأمل بولاني أن تكون هذه النتائج نقطة انطلاق للتحقيق المستقبلي في كيفية تأثر مزاج الشخص بأمعائه.

في حين أن الارتباط بين صحة القناة الهضمية والشخصية قد يبدو غريبًا على مستوى الوجه، إلا أنه ليس مفهومًا جديدًا تمامًا ويمكن لعمليات الجسم الداخلية للإنسان أن ترهقهم أو تملأهم بالطاقة، ويمكن أن تؤثر مستويات الطاقة والتعب على كيفية تفاعل الشخص مع المنبهات من الخارج، ويمكن أن تشكل قاعدة الشخصية فمنذ عهد أبقراط في عام 400 قبل الميلاد، عرف البشر أن هناك بعض الارتباط بين عمليات الجسم الداخلية والعروض الخارجية للشخصية. 

في عام 2016، وجد باحثون في جامعة جونز هوبكنز أن العلاجات بالمضادات الحيوية يمكن أن تغير ميكروبيوم أمعاء الشخص، ونتيجة لذلك تضر الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، ويقول الدكتور روبرت يولكن، الباحث في بالتيمور بولاية ماريلاند: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث، لكن أبحاثنا تشير إلى أنه إذا تمكنا من منع العدوى وتقليل العلاج بالمضادات الحيوية لدى الأشخاص المصابين بأمراض عقلية، نكون قادرين على منع حدوث نوبات الهوس".