إن جاءت شهادة الكاتب الصحفي الكبير فكري أباظة في حق الموسيقار محمد عبد الوهاب بأن موهبته في الصحافة لا تقل عن موهبته في الغناء، فقد نال عبد الوهاب درجة عالية تضاف إلى رصيده ومجده الكبير، فهل عمل عبد الوهاب في الصحافة .. في ذكرى ميلاد الموسيقار محمد عبد الوهاب نسرد التفاصيل ونروي الأسرار.

على مائدة عبد الوهاب جلس محرر مجلة الكواكب، وأكد أن الغداء على مائدة عبد الوهاب فرصة كبرى، وسأله المحرر أثناء الغداء عن رأيه في الملهمات، فقال له عبد الوهاب بنظرة يمتزج فيها الخوف والتأنيب: يا أخي انت ناسي اني زوج، وانك جالس في بيتي وبين أم أولادي التي أحبها وأحترمها، واستطرد عبد الوهاب حسبما جاء في عدد الكواكب بتاريخ 17 فبراير 1953 قائلا: في الواقع أننا معشر الفنانين لا نقاسي أهوال شئ بقدر ما نقاسيه من أهوال "صاحبة الجلالة" الصحافة المحترمة والمتعبة معا، وقد فكرت أكثر من مرة أن أشتغل محررا، لا لشئ وإنما لأرد لأصحاب المكر السيئ مكرهم .. فقال المحرر: فكرة .. تشتغل معانا في الكواكب! .

بادرت السيدة إقبال نصار زوجة الموسيقار بالحديث قائلة: أيوه .. وتاخد مني حديث، فسألها عبد الوهاب: عن ايه .. فقالت: اسألني عن رأيي فيك .. وضحك الموسيقار وقال: والله عال .. رأيك فيّ عارفه والحمد لله .. زوج مطيع ومخلص ومثالي 24 قيراط .. أليس هذا هو ردك الذي أعرفه مقدما .. فقالت مبتسمة: من يدري .. عند الإمتحان ..

بعد انتهاء الغداء حمل محرر الكواكب الإقتراح إلى رئيس تحرير المجلة، الذي وافق على الفور على إلحاق الموسيقار عبد الوهاب بأسرة الكواكب لمدة أسبوع وبالأجر .. وهكذا اشتغل عبد الوهاب محررا بالكواكب .. وعلى الفور اتصل عبد الوهاب بصفته محررا بالكواكب بالأستاذ الكبير فكري أباظة ليحدد معه موعدا لإجراء تحقيق صحفي .. فقال له الأستاذ فكري: أهلا وسهلا .. بس انت مالك ومال نبحة القلب .. شغلتك اللي انت فيها أحسن!

تجاهل المحرر النشيط عبد الوهاب مقدرة الأستاذ فكري على الزوغان وقال له: أنا محضر لك أسئلة في العضم، فضحك الأستاذ وقال: انت مصدق ان فيّ عضم .. عضمي اتكسر من زمان من مهنة الصحافة، والتقى المحرر عبد الوهاب بالأستاذ فكري وجري بينهما تحقيق شهد في نهايته أستاذنا فكري أباظة بأن موهبة عبد الوهاب الصحفية لا تقل عن إبداعاته الموسيقية.

وجب أن ننوه أيضا أن الموسيقار عبد الوهاب لم يعمل فقط صحفيا بجانب مهنته الأصلية كمطرب وملحن مبدع، بل اجتاز أيضا أبواب الإذاعة المصرية ليعمل بها مذيعا أيضا في عدة برامج، منها برنامج تاكسي السهرة الذي كان يعده ويساعد في تقديمه الإذاعي القدير جمال السنهوري، فقد كان السنهوري يختار نجوما من الفنانين ليقوموا بدور المذيعين، وبالفعل عمل معه عبد الوهاب مذيعا، حيث قام عبد الوهاب بإجراء أحاديث إذاعية وتغطية لنشاط المسارح في القاهرة، من خلال تاكسي يمر به على المسارح ويحاور نجومه، ومنهم مسرح إسماعيل يس، حيث كانت تعرض إحدى المسرحيات به، وحاور عبد الوهاب إسماعيل يس وأبو السعود الإبياري وتحية كاريوكا، هذا بالإضافة إلى تقديمه عدة برامج إذاعية بنفسه.

الموسيقار محمد عبد الوهاب يقدم أحد البرامج الإذاعية

.