حوار: أشرف بيومي
استطاع أن يلفت إليه الأنظار أخيرا بأداء رائع في مسلسله "ظل الرئيس" والذي تلقى عنه إشادات كثيرة، فرغم موهبته الكبيرة في الفن وتخرجه فى المعهد العالي للفنون المسرحية ونشأته في بيئة فنية إلا أنه فاجأنا في رمضان 2017 فقط بأفضل أدواره على الإطلاق، إنه الفنان ياسر جلال، الذي تحدث للكواكب عن أسباب انجذابه لهذا العمل وسر تخوفه منه في البداية، وكيفية استعداده لهذا الدور وتعليقه على أسباب ابتعاده عن السينما أخيراً وعلاقته بشقيقه رامز جلال.. وإليكم نص الحوار...
في البداية، تحدث جلال عن كيفية ترشيحه لتقديم شخصية يحيى في "ظل الرئيس" قائلا: الشركة المنتجة تواصلت معي لرغبتهم في القيام بتجربة تشبه تجربة الزميل طارق لطفي في مسلسل «بعد البداية»، وأرادوا تكرار نفس التجربة ولكنني تخوفت في البداية لأنها مسئولية كبيرة، فليس شرطا أن يحدث نفس نجاح طارق وهو زميل كبير أحبه وأقدره، ولذلك ترددت ولكن ريمون مقار ومحمد محمود عبد العزيز شجعاني على قبول الفكرة ولذلك قبلت التحدي، ليس من أجلي ولكن من أجل زملاء لي أفضل مني كممثلين لم يجدوا فرصا حقيقية لإثبات وجودهم فيها، فأنا طوال حياتي لم أسع للذهاب إلى منتج وأخبره بأنني أريد التمثيل لدرجة أن بداياتي لم تكن في التليفزيون المصري واشتغلت أكثر من مسلسل حتى تعرفوا عليّ في الوسط الفني ثم عملت في القطاع الخاص ومع والدي في الإذاعة لأنه كان مخرج مسرح بجانب كونه أحد نجوم الإذاعة، وأنا كنت «شاطر» في اللغة العربية الفصحى، ثم رآني المخرج أحمد توفيق وأخذني معه في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» مع الراحل نور الشريف وهذه كانت بداية معرفة الناس بي، ولذلك فكل عمل أحصل عليه كان ربنا يرسله لي لأنني أخجل أن أطلب من منتج عملاً أو أعرض عليه مشروعاً أو شخصية معينة، فالشغل يعطيك فرصة لدخول شغل آخر وكلما أؤدي دورا لي بشكل جيد وربنا يقدرني فيه كنت أحصل على دور آخر".
وأضاف: "بعد أن ترددت قليلا، جذبتني فكرة ريمون مقار ولذلك تحمست لدور يحيى، إضافة إلى أن الكاتب محمد إسماعيل أمين اجتهد فيها وكأنه يبني عمارة، وقدم مسلسلا شديد الجمال، ثم المخرج أحمد سمير فرج وأنا فكونا فريق عمل بدأ يتبنى المشروع ثم كتابة الملخص الكامل ثم أول 10 حلقات وبعدها جاءت الترشيحات من الشركة المنتجة والمخرج".
ظل الرئيس
أن أسباب تسمية المسلسل بظل الرئيس تعود إلى أن الشخصية الرئيسية في العمل شخصية حارس خاص كان ضمن طاقم حراسات رئيس الجمهورية في فترة من الفترات، وهي الشخصية التي قام بتجسيدها، والحارس هو ظل الرئيس يكون مرافقاً له لكي يتصدى للدفاع عنه، ولذلك لك أن تتخيل كيف ستكون مؤهلات هذا الشخص الجسمانية وسرعة البديهة ومراحل التدريب التي مر بها؟
وتابع قائلا: "الشخصية التي قدمناها تأتي بعد مرور 20 عاما على عمله أيام الحراسات ثم يتعرض لمحاولة اغتيال تسبب وفاة زوجته وابنه ويدخل في صراعات مع الناس ويتغلب عليهم ولذلك أعطينا اسم "ظل الرئيس" وهذه الخلفية التاريخية للشخصية لكي نعطي مبرراً لقوته وأنه يستطيع الانتصار إذا خاض معركة ولذلك جاءت التسمية من هنا".
أما عن تعليقه على الإشادات التي حصل عليها، فأجاب قائلا: "أتمنى ألا يشعر الناس معى بالزهق من تكرار هذا الكلام، ولكنني أحب دائما أن أشكر أصحاب الفضل بعد ربنا عليّ، ولا أستطيع أن أنسى شكر شخص له فضل عليّ خاصة السادة الصحفيين والنقاد، فأنا أحترم مهنة الصحافة جدا لأنها في منتهى السمو والرقي، وإذا كان هناك مشهد في العمل خاص باحتكاك يحيى بأحد الصحفيين ويعنفه فهذا ليس أنا وإنما يحيى، ونحن نثمن دور الصحافة من هذا الدور وليس ضدها، فيكفي أن من كشف موضوع تعذيب المعتقلين في سجن أبو غريب صحفي شريف، ولذلك أكن عظيم الاحترام لهذه المهنة، وجزء كبير من نجاح العمل يعود بعد ربنا للسادة الصحفيين والنقاد الكبار الذين وقفوا بجانبه ودعموه، فالصحافة والنقد الفني مهم جدا في حياة الفنان وداعم له سواء عن طريق تقويمه وإرشاده للطريق الصحيح أو دعمه وتشجيعه على الاستمرار على نفس المستوى، وأيضا الشكر موصول لزملائي النجوم الذين شرفوني وساندوني في العمل، محمود عبد المغني، هنا شيحة، علا غانم، دينا فؤاد، إيهاب فهمي، عزت أبو عوف، محمود الجندي، دنيا عبد العزيز، فلا أريد أن أنسى أحداً، فهذا النجاح ليس مجهوداً فردياً وإنما مجهود جماعي، فنحن مثل تيم الكرة لا يُنسب النجاح لشخص وإنما للمجموعة، وإذا كان هناك ممثل جيد فبالتأكيد المخرج سيكون مميزاً لأنه مسئول عن اللقطات وضبط الإيقاع وتوجيه الممثل سواء بالجملة أو النظرة، وأيضا مدير التصوير والماكيير أتوجه بالشكر للجميع".
مليون مشاهدة
وعن تخطي مشهد وفاة ابنه بالمستشفى في العمل للمليون مشاهدة على اليوتيوب، قال جلال: "هذا المشهد من أصعب المشاهد بالنسبة لي، وكنت قد اتفقت مع المخرج أحمد سمير فرج أن يكون مشهد تلقي خبر الوفاة في المستشفى هو الأساس الذي سيتم بناء العمل عليه، فدوري مبني على هذا المشهد بعد معرفتي من الطبيب خبر الوفاة، وأنا أثناء التصوير أُصبت بحالة ذهول والمخرج سألني عن رأيي في أن نصور المشهد وأن أخرج ما بداخلي دون بروفة وبالفعل تم ضبط الإضاءة ولذلك لم يتم عمل أي بروفة للمشهد وتم تصويره من أول مرة وهو ما تم عرضه في المسلسل وكانت مفاجأة لي وللجميع، وربنا قدرني وكان مشهداً صعباً لأنني جلست على سرير في المستشفى بعد المشهد أنظر للسقف واستجمع أعصابي، وربنا ما يحكم على حد بهذا الأمر، ولذلك كان من أصعب المشاهد ويارب أكون وُفقت في أدائه".
أما عن علاقته بمواقع التواصل الاجتماعي فقال ياسر جلال: "ليس لدي حساب على الفيس بوك ولكن الشركة المنتجة لديها حساب من أجل التواصل مع الجمهور، ففي الفترة الماضية لم أكن أشعر أنني قدمت عملاً يستحق التواصل مع الناس أو إخبارهم بأنني أقدم شيئاً، فأنا لا أحب أن أُعطي لنفسي أكبر من حجمي، أو كما يقولون بالبلدي مش بحب أعيش في دور النجم، ولكن السوشيال ميديا مهمة جدا وأنا أحيي روادها ومدين لهم بالفضل على دعمهم للمسلسل الذي أحتاج إليه بكل تأكيد، وربما سأقوم بعمل حساب قريبا وإذا فعلت ذلك سأعلن عنه".
مشاهد الأكشن
وعن كيفية استعداده للدور خاصة مع وجود العديد من مشاهد الأكشن، قال جلال: "مشاهد الأكشن تحتاج لوجود لياقة بدنية ولذلك قمت بالتمرين كثيرا حتى لا تحدث لي إصابة أو تمزق، ولكن شئت أم أبيت ستتعرض للإصابة سواء بلكمة أو كسر وهو ما حدث بالفعل"، ضاحكا: "بس لا تخافوا أخوكم راجل وكنت أتجاوزها وأكمل، واستمررت فترة طويلة في الجيم مع الكابتن محمد أبو النجا لكي أكون مؤهلاً لتقديم تلك المشاهد وتكون لدي قدرة على التحمل على الوجه الأكمل وتكون مقنعاً للجمهور سواء إذا كنت تضرب أو تتفادى ضربة وأن يكون جسمك ووقفتك بها ثبات وأيضا تعبير الوجه مهم جدا في مشاهد الأكشن لأنه من أهم التفاصيل التي يجب الحرص عليها".
وأكد جلال أنه لم يكن يتوقع النجاح الذي حققه العمل، مشيرا إلى أنه كان خائفاً قبل عرض الحلقة الأولى وظل يقرأ «قرآن» ويرتعش وقامت زوجته بدعمه، مضيفا "بمناسبة زوجتي أود أن أحييها لأنها ظلت بجانبي بعد أن جلست في المنزل لمدة عام ونصف العام دون عمل وكان شكلي وحش، وكنت أذهب للجيم فقط، ولكنها كانت تعلم أنني أحضر لهذا العمل ودعمتني جدا وبالطبع أشكر أولادي قدرية وجلال، وأريد أن أصحح بعض المعلومات المنتشرة على الإنترنت عنهما وعني، فأنا تاريخ ميلادي 16 أبريل 1969 مواليد برج الحمل لأنه مكتوب بشكل خاطئ، وابنتي اسمها قدرية وليست فريدة وهي على اسم والدتي أحلى اسم بالنسبة لي وابني اسمه جلال.
وأضاف: "قبل عرض الحلقة الأولى كنت أصلي وأقرأ القرآن، وشعرت بالرعب أكثر بعد عرضها، ولكن بدأت التهاني تأتي لي على الهاتف سواء على الواتس آب أو الرسائل النصية، خاصة بعد الحلقة الثانية ومشهد المستشفى والمقابر، فشعرت بحالة من السعادة بالنجاح لأنني رأيته في الشوارع وعن طريق التليفونات لدرجة أنني بشكل عفوي سجدت في موقع التصوير شكرا لله".
وشدد جلال على عدم وجود شروط محددة لأي دور يُعرض عليه بعد ظل الرئيس، مضيفا "ليس لي أي شروط، أتمنى من الله أن يكرمني وأجد دوراً جيداً في عمل محترم به كوكبة من النجوم الزملاء أياً كان هذا الدور، ولكن أن أستطيع تقديمه مقارنة بعمري، فأنا أحاول أن أقدم المناسب لي دائما، فالفنان في أي عمل متاح له أن يلعب في عمر بـ10 سنوات سواء يكبر 10 سنوات عن عمره أو يقلهم وهذا بالنسبة لأي فنان في العالم، حسب نوعية الدور الذي يقدم سواء «سينما أو تليفزيون».
أما عن اللوك الذي ظهر به، فأكد جلال أن صاحب الاقتراح هو المنتج بالتعاون مع المخرج أحمد سمير فرج، مضيفا "الذقن هي موضة الأيام الحالية، واتفقنا على تجربة أكثر من لوك قبل التصوير كان من ضمنها الشكل الحالي لشخصية يحيى بعد أن قمنا بتغيير تسريحة الشعر، وعندما توصلنا لهذا الشكل تمسك به المنتج وقال إنه الشكل المناسب للمسلسل سنا وموضوعا وأعطى صقلاً للشخصية وهيبة لها، وربنا وفقنا وخرج بشكل جيد".
كوميديا السينما
وتحدث جلال عن السينما قائلا: "في فترة من الفترات كانت الأعمال السينمائية موضوعاتها تدور حول الكوميديا، وأنا ليس لي مكان بشكل كبير في الكوميديا إلا عندما يأتي صديق مثل أحمد آدم ويأخذني في فيلم «شجيع السينما» في دور مناسب لي والأمر ذاته مع محمد هنيدي في "أمير البحار"، فأنا ما يناسبني أدوار معينة، وكذلك الأمر في فيلمي "الفرح" و"شد أجزاء" مع أخويا وحبيبي محمد رمضان"، مضيفا "ولكن أنا أخاف من السينما جدا لأنها تعيش أكثر من التليفزيون، مع أن التليفزيون يعمل بنفس تكنيك السينما الآن ولكن الفيلم زمنه قصير تستطيع أن تراه اليوم أو غدا أو بعد شهر أو 10 سنين، ساعتين أو ساعتين إلا ربع إنما المسلسل لابد أن تجلس له، فالمسلسل يكون لجيل ولكن السينما لأجيال، مثل أفلام أنور وجدي ونجيب الريحاني التي تعيش معنا حتى الآن، ولذلك أخاف من السينما فهي تشبه ابن أنجبته إما أن يصبح بارا بوالده أو عاقا ً، وحتى لو كان الابن عاقاً يمكن أن يهتدي أو ينصلح حاله ولكن إذا كان فيلماً عاقاً، فماذا سنفعل معه؟!
أخى الوحيد
وردا على الانتقادات التي وُجهت لبرنامج شقيقه رامز جلال الأخير، قال ياسر جلال: "رامز ده حبيب قلبي وأخي الوحيد فوالدنا منذ طفولتنا غرس فينا حبنا وعشقنا لبعض، ولذلك أنا أتمنى ألا يستخدم أحد نجاح المسلسل كأداة للهجوم على رامز، لأنه في النهاية فنان ونجم ومحبوب، ليس في مصر فقط وإنما في العالم العربي كله وشهرته تجاوزت العالم العربي أيضا لأمريكا ولدول أوروبية، فرامز نجم كبير يقدم لوناً معيناً من ألوان البرامج، العالم كله يقدم مثل هذه النوعية من البرامج، وحتى في مصر هناك أكثر من برنامج للمقالب ونجوم كبار وأساتذة في تاريخ الفن قدموا برامج المقالب مثل الكاميرا الخفية منذ فترة طويلة ولذلك هي ليست حديثة، وإذا كان هناك شخص لا يحب هذه النوعية فهذا رأيه، فستجد أيضا أشخاصاً آخرين لا يحبون مثلا «ظل الرئيس» ويريدون مشاهدة عمل آخر كوميدي أو لون آخر، ففي النهاية هي أذواق، وأنا أحيي رامز على عمله وبالتأكيد هناك من يزعل منه وهو يقوم بمصالحتهم وأنا أيضا أصالح البعض وفي النهاية جميع من يصور معهم يحبونه بدليل أن الحلقة يتم إذاعتها ويكونون سعداء به، ولذلك أنا لا أرى مشكلة في الموضوع".
أما عن أسباب عدم ظهوره في برامجه، فأكد جلال أنه لا يحب الظهور بشكل عام في البرامج التليفزيونية، مضيفا "أنا لست متحدثاً «لبق» والبرامج والإعلام يلعب على الحراق أو السسبنس وأنا ليس لي في هذا الجو، فأنا رجل أحترم نفسي وشغلي وأعمل في المهنة التي أحبها وتربيت عليها، فأنا متخرج فى المعهد العالي للفنون المسرحية دفعة 90 وكنت الأول على دفعتي ووُلدت وأنا أتنفس فناً لأن والدي كان مخرج مسرح ففسحتي كانت في المسرح وأجلس في الكواليس وليس الصالة مثل المشاهدين العاديين".
وأضاف: "متعتي ليست في النجومية أو أن يشاور الناس عليّ في الشارع ولا في المادة، متعتي أن أخرج الطاقة التي بداخلي والتي أشعر بها ناحية مهنتي وأن أمثل دوراً في فيلم أو مسلسل فأشعر بمتعة شديدة وأنا أقدم أي شخصية، وأشعر بالخجل إذا لم أقدم المطلوب مني على أكمل وجه وهذا الشعور ليس عيبا فلابد أن أتوقع أن من أمامي من الممكن أن يكتشف خطأ في أي شىء أقدمه فيحرجني، وأنا لا أقبل هذا الإحراج حتى لا أشعر بالخجل، ولذلك لابد أن أتقن عملي على أكمل وجه حتى أسمع منك كلمة «برافو».