هيثم هلال
حجز فريق برشلونة تذكرة العبور إلى نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا للموسم الرابع على التوالي، بعد تعادله المثير مع ضيفه القادم من العاصمة أتلتيكو مدريد، بهدف لمثله في موقعة من العيار الثقيل، جرت بينهما مساء اليوم الثلاثاء على ملعب كامب نو في إياب نصف نهائي الـ«كوبا ديل راي».
ومنح الأوروجوياني لويس سواريز أصحاب الأرض هدف التقدم في الدقيقة 42 من الشوط الأول، إثر هجمة عنترية أنهاها المتألق ليونيل ميسي بتسديدة قوية، ردها حارس الأتليتي ليردها لويزيتو بهدف الأسبقية، قبل أن يعد جاميرو النتيجة قبل 8 دقائق فقط من نهاية المباراة، ليحصد البارسا بطاقة التأهل.
وتقاسم الكبيران السيطرة على مجريات المباراة، حيث فرض الروخي بلانكوس إيقاعه السريع على مجريات الشوط الأول بالضغط العالي على البارسا وتقارب الخطوط، والتناقل السريع للكرة لخلخلة دفاعات أصحاب الأرض، وسط تراجع لاعبي البلوجرانا، إلا أن سليسين وقف سد منيعا دون هز مهاجمي الفريق الضيف لشباكه.
وعلى غير سير المباراة ظهر ليو ميسي في لقطة وحيدة طوال نصف المباراة الأول، إلى أنها كانت كافية لقلب الطاولة على أبناء مواطنه دييجو سيميوني قبل نهاية الشوط بـ3 دقائق، بعدما تكفل بمراوغة 4 لاعبين قبل يسدد يسارية قوية، ردها الحارس بصعوبة بالغة لتجد سواريز الذى لم يتواني في إيداعها الشباك بأريحية.
وبلغت الإثارة ذروتها في الشوط الثاني، بمحاولات برشلونة امتصاص حماسة الضيوف واستعادة السيطرة المفقودة على منطقة المناورات، إلا أن حكم المباراة تدخل هذه المرة ليشهر البطاقة الحمراء في وجه الظهير الأيمن للفريق الكتالوني سيرجيو روبيرتو في الدقيقة 57، إثر تدخل عنيف مع المدافع البرازيلي لـ روخي بلانكوس فيليبي لويس، ليكمل برشلونة المباراة بـ10 لاعبين.
وكثف الفريق الضيف من ضغطه على البارسا بطول الملعب، ما أسفر عن إحراز المهاجم الفرنسي أنطوان جريزمان هدف التعادل في الدقيقة 59، قبل أن يعلن الحكم سلبية الهدف بداعي التسلل ليعيد المباراة إلى نقطة الصفر، في لقطة مثيرة للجدل، بعدما كشف الإعادة التلفيزيونية شرعية الهدف.
ورفض البلجيكي كراسكو أن يمنح الأتليتي فرصة لاستغلال النقص العددي، والسيطرة على المباراة، بعدما تدخل بتهور على التركي أردا توران في الدقيقة 67، لم يتردد معها الحكم في منحه الإنذار الثاني ومن ثم الطرد، لتتعادل كفة الفريقين بـ10 لاعبين.
وتوالت المحاولات المدريدية على مرمي سليسين، لكسر إيقاع المباراة التى أراد البارسا أن ينخفض به، بالتبادل المتواصل للكرة لقتل الوقت وإحباط معنويات المنافس، إلا أن تسديدات جريزمان ورفاقه لم تعرف طريقها إلى الشباك.
وظهر ميسي من جديد في الدقيقة 77 بتسديدة قوية من ركلة حرة مباشرة من مسافة 40 مترا، تخطت الجميع لتجد العارضة في طريقها نحو الشباك لتحرم الكتلان هدفا ولا أروع، في مرمي مويا.
واستحوذ حكم المباراة من جديد على الكاميرات باحتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل ضد برشلونة، إثر تداخل بين المهاجم الفرنسي جاميرو مع جيرارد بيكيه في الدقيقة 78، انبري لها الفرنسي بنفسه إلى أنه أطاح بها فوق المرمي ليحرم فريقه من التعادل، وسط اندهاش مدربه سيميوني الذي اكتفي بالتسجيل.
وواصلت القمة النارية تقلباتها، بعدما نجح البديل الفرنسي جاميرو من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 82، مستفيدا من تمريرة حريرية لمواطنه جريزمان أمام المرمي الخالي، ليعوض إهداره الغريب لركلة جزاء.
وعقب الهدف قاد ليونيل ميسي هجمة خاطفة على الضيوف في الدقيقة 84، مررها سحرية إلى سواريز في وضعية تسلل ترجمها هدف أبيض داخل الشباك ألغاه حكم المباراة، قبل أن يقرر الحكم إشهار بطاقة حمراء ثالثة في الأمسية النارية لصالح الأروجوياني في الدقيقة الأخيرة من المباراة ليحرمه من موقعة النهائي.
وحاول الأتليتي باستماتة في الأمطار الأخيرة للمباراة العودة إلى البطولة ومعادلة نتيجة مباراة الذهاب، إلا أنه اصطدم باستبسال دفاعات برشلونة، وسط معركة نارية خارج الخطوط بين المدربين إنريكي وسيميوني في ظل اشتعال الأجواء داخل الملعب، لتنتهي المباراة بانتزاع البارسا بطاقة تأهل مثيرة من بين أنياب ضيوف العاصمة.
وصعد برشلونة بطاقة التأهل إلى نهائي كأس ملك إسبانيا للموسم الرابع على التوالي بحثا عن اللقب الثالث تواليا والـ29 في مسيرته، ليضرب موعدا ثقيلا مع الفائز من مباراة سيلتا فيجو وديبورتيفو آلافيس والتتى انتهت مباراة الذهاب على ملعب بالايدوس دون أهداف.