الأحد 16 يونيو 2024

"فورين بوليسي": اشتعال سباق تسلح نووي جديد بين واشنطن وموسكو أصبح احتمالية حقيقية

واشنطن وموسكو

عرب وعالم15-3-2022 | 19:14

دار الهلال

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الضوء على خطر انبثاق سباق تسلح نووي جديد من النزاع في أوكرانيا، واصفة الوضع بأن "هناك احتمالية حقيقة لسباق تسلح نووي جديد".

وذكرت المجلة في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أعادت إلى الأذهان مخاوف اشتعال حربا نووية للمرة الأولى منذ عقود، ورغم أن هذا السيناريو يظل مستبعدا، فإن التهديد النووي الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسبب في خطر التصعيد بينما تُسارع دول الغرب لإيجاد السبل المناسبة للرد على الاستفزازات الروسية دون دفع العالم إلى حافة الحرب النووية.

وأشارت المجلة إلى أن الأزمة الحالية تثير عدة تساؤلات عن مستقبل التسلح النووي بين روسيا والولايات المتحدة، وعلى رأسها ما إذا كان خطر التهديد النووي سيدفع واشنطن وموسكو إلى العودة لطاولة المفاوضات، أم سيؤدي بدلا من ذلك إلى عودة سباق التسلح على غرار الحرب الباردة، وربما بالتقنيات الحديثة الأكثر خطورة.

ولفتت المجلة إلى أن الحرب في أوكرانيا أثارت مقارنات مع أزمة الصواريخ الكوبية في 1962، والتي غالبًا ما يُنسب إليها الإنطلاق السريع لاتفاقيات الحد من التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، مشيرة إلى أنه طبقا للدروس المستفادة من الوقائع التي تبعت الأزمة الكوبية، هناك بعض الحواجز التي سيكون من الصعب للغاية تخطيها وعلى رأسها الغضب والشك المتبادل وعدم الثقة، وهي أشياء تمثل العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا.

وحذرت المجلة من أن تلك البيئة السلبية ستصعب على وفود عملية التفاوض إظهار المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق بين البلدين، بل في المقابل ستشجع على تحديد إثباتات يمكن التحقق منها للتأكد من الالتزام بالاتفاقيات، وهو ما من شأنه القضاء على المفاوضات من الأساس.

ونوهت المجلة أن كل هذه التوقعات تفترض في البداية استئناف مفاوضات الحد من التسلح بين واشنطن وموسكو، وهو أمر ليس مفروغ منه، بل على العكس فإن قادة البلدين لم يخوضا أي محادثات في هذا السياق منذ 2010، وحتى حوار الاستقرار الاستراتيجي الذي انطلق العام الماضي تم تعليقه من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ردا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وشددت المجلة على أنه من الضروري للغاية استئناف عملية حوار الاستقرار الاستراتيجي في أقرب وقت ممكن، ليس فقط لأنه سيخلق قناة تواصل قيمة بين البلدين في خضم الأزمة الحالية، لكن لأنه كلما ظل قيد التعليق سيكون من الأصعب استئنافه، مشيرة إلى أنه بمجرد أن يقرر صناع القرار في روسيا أو الولايات المتحدة الحاجة إلى المزيد من الأسلحة النووية لخدمة مصالح الأمن القومي، فإن فرصة التوصل إلى نتائج ذات قيمة من هذا الحوار ستكون شبه منعدمة.