الثلاثاء 11 يونيو 2024

مارك زايسين: بوتين أعلن نواياه منذ العام الماضي بشأن أوكرانيا ولكن لم يصدقه أحد

الرئيس الروسي

عرب وعالم16-3-2022 | 10:44

دار الهلال

 نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالاً بعنوان " بوتين كان واضحاً بشأن مخططه لأوكرانيا" بقلم مارك زايسين الرئيس السابق لفريق كتابة خطابات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإبن.

ويشير زايسين في مقاله إلي أن معظم دول العالم عبرت عن صدمتها في أعقاب تنفيذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديده بشن عملية عسكرية في أوكرانيا إلا أن هناك من لم يستغرب قرار الرئيس الروسي.

ويوضح الكاتب أن وزير خارجية بولندا الأسبق راديك سيكورسكي أخبره الأسبوع الماضي أنه كان علي علم بنوايا بوتين منذ يوليو الماضي بشأن أوكرانيا وأن بوتين أعلن هذه النوايا بوضوح ولكنهم لم يأخذوا كلامه مأخذ الجد واعتقدوا أنه لا يعني ما يقول.

ويشير الكاتب أن سيكورسكي أخبره أنه أدرك نوايا بوتين حين قرأ إعلانه الذي أصدره أنذاك بشأن أوكرانيا وحين علم أنه طالب جميع الجنود الروس بقراءته. ويوضح الكاتب أن الدرس المستفاد هنا أنه يجب التعامل مع ما يقوله الأعداء بجدية أكثر فقد كان بوتين واضحاً منذ البداية ولكن لم يصدقه أحد.

ويشير الكاتب إلي أن إعلان بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا متاح علي الموقع الالكتروني للكرملين لمن يريد أن يقرأه والذي أكد فيه الرئيس الروسي أن الروس والأوكرانيين شعب واحد وينتمون لجذور تارخية واحدة تعود إلي أكثر من ألف عام حيث تجمعهم قواسم مشتركة مثل اللغة والثقافة والدين، علي حد قوله.

ويضيف الكاتب أن الرئيس بوتين أكد في إعلانه أن الاتحاد السوفيتي السابق صنع قنبلة موقوتة حين تألف من جمهوريات متساوية وهي القنبلة التي انفجرت مع انهيار الاتحاد السوفيتي مطلقةً العنان لسيل من الجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد بعيداً عن جذورهم و مسقط الرأس التاريخي لهم وهو روسيا وهو ما يعتبره بوتين سرقة للحق الروسي في جمهورياته التي تنتمي إليه بحكم حقائق التاريخ.

ويقول الكاتب أن بوتين يقول بأن أوكرانيا قد سُرقت بواسطة المتطرفين والنازيين الجدد والذي تآمروا مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروربي لتحويل أوكرانيا إلي منصة للهجوم علي روسيا متهماً حلف شمال الأطلسي باعتماد أسلوب السيطرة الخارجية المباشرة علي أوكرانيا بما في ذلك توجيه السلطات في أوكرانيا والسيطرة علي قوات الأمن والجيش.

ويستطرد الكاتب مستشهداً بما ذكره بوتين من أنه لن يسمح لأوكرانيا أن تكون أداة في أيدي أي طرف لمحاربة روسيا؛ وهو التهديد الذي قام بتنفيذه بعد سبعة أشهر من تاريخ الإعلان الذي أصدره في يوليو الماضي في أكبر عملية عسكرية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويوضح الكاتب أن بوتين ليس الحالة الوحيدة في هذا الصدد فقد سبقه أسامه بن لادن الذي أطلق في عام 1996 فتوي تشي بمدي الضغينة التي يحملها للغرب حين دعا المسلمين للجهاد ضد من أسماهم أعداء الله من الأمريكان والإسرائليين . ويضيف الكاتب أن الغرب أيضاً تجاهل هذه التحذيرات وبعدها بخمس سنوات قام بن لادن بتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

ويستطرد الكاتب قائلاً أنه يجب علي الغرب الآن الانتباه لتحذيرات الرئيس الصيني شي جين بينج بشأن إعادة توحيد تايوان وضمها للصين علي اعتبار أن الصين هي الوطن الأم الذي تنتمي إليه تايوان.

ويختتم الكاتب مقاله قائلاً أن العملية العسكرية في أوكرانيا تذكرنا بأن التقليل من شأن كلام رجال تدفعهم طموحاتهم يعتبر خطأً فادحاً يجب تداركه. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن كما يقول الكاتب هو: هل سنأخد هذه التهديدات مأخذ الجد هذه المرة أم أننا سنتجاهل تحذيرات الرئيس الصيني مثلما فعلنا من قبل مع بوتين وأسامة بن لادن ونتكبد خسائر فادحة مرة أخري.