شهد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الجاري عددا من اللقاءات والاجتماعات لمتابعة الشأن الداخلي وإصدار العديد من التوجيهات التي من شأنها حماية المواطنين وضبط الأسواق لمواجهة غلاء الأسعار.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوع باستقبال فيليب لازاريني، وكيل سكرتير العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث رحب بزيارة مفوض وكالة الأونروا، مؤكدًا دعم مصر المطلق للوكالة للاستمرار في القيام بدورها في تقديم الخدمات الأساسية والضرورية للاجئين الفلسطينيين، كونها الآلية الوحيدة التي تقوم بهذه المسئولية الإنسانية الهامة لتحسين أوضاع الفلسطينيين بالأراضي الفلسطينية خاصةً في مجالي التعليم والصحة.
كما أشار الرئيس إلى أن مصر تؤكد خلال اتصالاتها مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية على أهمية تقديم الدعم اللازم للأونروا، لاسيما مع الظروف المادية التي تواجهها، والتداعيات السلبية المترتبة على جائحة كورونا، وذلك بهدف الحفاظ على استمرار عملها بالشكل المطلوب، مع استعداد مصر للمساهمة في دعم بعض المشروعات الخاصة بالوكالة وبما يسهم في التخفيف عن المواطنين الفلسطينيين، خاصةً من خلال المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة، والتي دخلت في مرحلتها التنفيذية الثانية.
وأشاد مفوض الأونروا بالأولوية الكبرى التي توليها مصر لملف تحسين الأوضاع بالأراضي الفلسطينية، خاصةً قطاع غزة، والتي تنعكس على الخطوات المتسارعة المتخذة لتعزيز الجهود الجارية الخاصة بإعادة إعمار القطاع في إطار المبادرة المصرية بتخصيص ٥٠٠ مليون دولار لهذا الغرض.
وكذلك استقبل الرئيس، باتريشيا إسبينوزا، السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، حيث أكد الرئيس تقـدير مصـر للتعـاون المثمـر والمتنـامي مـع الأمـم المتحـدة فيما يتعلق بقضية تغير المناخ وتأثيراتها على العالم، والتطلع إلى تركيز هذا التعاون والتنسيق للتحضير لقمة المناخ العالمية القادمة COP27 في شرم الشيخ، وذلك في إطار سعي مصر للبناء على ما تم إنجازه من نتائج خلال قمة جلاسجو الأخيرة، بهدف الوصول لحلول والتزامات عملية قابلة للتطبيق دوليًا فيما يتعلق بمواجهة التحديات المناخية، وحشد التمويل الدولي الضروري لذلك.
وأعربت "إسبينوزا" عن تشرفها بلقاء الرئيس، وتطلعها لأن تكون القمة المقبلة التي ستستضيفها مدينة شرم الشيخ قمة فارقة في قضية التغير المناخي، مشيدةً في هذا الإطار بالمواقف التاريخية ذات الصلة لمصر، لاسيما مع كونها من أولى الدول النامية التي تبنت سياسات حاسمة بشأن ملف تغير المناخ، فضلًا عن الجهود الوطنية المبذولة حاليًا للاهتمام بملف البيئة ودعم التحول الأخضر ومجابهة ظاهرة التغير المناخي، بما فيها من خلال بناء المدن الخضراء، والتحـول لوسـائل النقـل النظيـف، وإصـدار السـندات الخضـراء، وكذا اعتماد الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠.
حافز توريد القمح
ووفى يوم الأحد، عقد الرئيس السيسي اجتماعا لاستعراض الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات القومية في قطاع الأمن الغذائي والزراعة على مستوى الجمهورية، حيث تم عرض الموقف التنفيذي الخاص ببعض المحاصيل الاستراتيجية، خاصةً القمح مع قرب موسم الحصاد المحلى، وجهود زيادة إنتاجيته في إطار سياسة الدولة بالتوسع الأفقي في الأراضي الزراعية، والتوسع الرأسي في جودة القمح وكميته باستخدام أفضل أنواع البذور ووسائل الري الحديث والميكنة الزراعية.
ووجه الرئيس في هذا الإطار بمنح حافز توريد إضافي لسعر أردب القمح المحلي للموسم الزراعي الحالي وذلك لتشجيع المزارعين على توريد أكبر كمية ممكنة، وذلك وفق المحددات التي ستضعها الجهات المختصة، كما تم استعراض الموقف التنفيذي لمحطات زراعة قصب السكر في كوم أمبو ووادي الصعايدة، بما فيها المعدات والآلات الزراعية ونظم الري، فضلًا عن الأسمدة والبذور المستخدمة في هذا الصدد.
وأيضًا وجه الرئيس بتوفير كافة الموارد المالية اللازمة لإنشاء المفرخات السمكية على أعلى مستوى، وذلك لتزويد البحيرات بالزريعة السمكية المطلوبة للإنتاج، مع منع عملية الصيد الجائر، بهدف المساهمة في تعزيز منظومة تنمية الثروة السمكية وتعظيم المخزون السمكي في مصر، كما وجه أيضا بالتوسع في توفير سلالات الأبقار ذات الإنتاجية العالية من اللحوم والألبان، لما لها من مردود اقتصادي مباشر لصالح المربين، بالإضافة إلى مساهمتها في دعم إنتاج اللحوم والألبان للسوق المحلي وتعزيز الصناعات الغذائية ذات الصلة.
كما عقد الرئيس اجتماعا مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء لمتابعة تطورات الموقف التنفيذي للمشروع القومي للإنتاج الزراعي "مستقبل مصر"، حيث وجه الرئيس بمواصلة العمل على استكمال مستهدفات هذا المشروع الاستراتيجي في مجال الزراعة والغذاء، بما يساهم في توفير الآلاف من فرص العمل في التخصصات المختلفة، ويعطي دفعة قوية للمنظومة الوطنية للتصنيع الزراعي، ويعزز من استراتيجية الدولة لزيادة نسبة الأراضي الزراعية من الرقعة الجغرافية للجمهورية، خاصةً أنه يقع ضمن المشروع الزراعي العملاق "الدلتا الجديدة".
توجيهات للحكومة
والثلاثاء الماضي، اجتمع الرئيس السيسي مع عدد من الوزراء لمتابعة توفير الأرصدة الاستراتيجية من كافة السلع الغذائية الأساسية، خاصةً مع قرب حلول شهر رمضان المعظم، حيث أصدر العديد من التوجيهات المهمة للحكومة من بينها العمل على تنويع مصادر توفير تلك السلع، مع السعي نحو زيادة مخزونها لفترة مستقبلية لا تقل عن 6 أشهر، وكذلك دراسة تكلفة إنتاج رغيف الخبز الحر غير المدعم وكذلك تسعيره، على أن تقوم وزارة التموين بتوفير الدقيق اللازم للمخابز لضبط السعر، مع قيام مباحث ومفتشي التموين بالتأكد من التنفيذ، وسرعة تحديد حافز التوريد الإضافي لسعر أردب القمح المحلي للموسم الزراعي الحالي والإعلان عنه في أقرب وقت، وفي إطار دعم الفئات الأكثر احتياجًا بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المعظم، فقد وجه الرئيس بالتنسيق بين كافة الجهات المعنية، خاصةً القوات المسلحة ووزارة التموين وصندوق "تحيا مصر"، لتوفير السلع الغذائية منخفضة الأسعار، وكذلك توزيع كراتين رمضان للمواد التموينية.
الاطمئنان على صحة العاهل السعودي
وكذلك أجرى الرئيس السيسي مساء أمس الأربعاء اتصالًا هاتفيًا مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، حيث اطمئن الرئيس خلال الاتصال على صحة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود متمنيًا له دوام الصحة والعافية، فيما أعرب الأمير محمد بن سلمان عن خالص التقدير لتمنيات الرئيس الصادقة، مشيرًا إلى ما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية السعودية وما يجمع بين الشعبين من روابط راسخة وممتدة.