الأحد 30 يونيو 2024

عمار شيحة لمع عالمياً.. وخاماته «الشوكة وحدوة الحصان والأقفال» فنان الخردة

8-7-2017 | 14:27

تقرير: سلوى عبدالرحمن

فى إحدى قرى الجيزة، ولد عمار شيحة فنان الخردة العالمى، وجد ضالته فى حديد الخردة ليجسد أعمالاً فنية حازت على تقدير وقبول عالمى، وأصبحت أعماله تطلب بالاسم.. أدواته بسيطة تتمثل فى «شوكة الطعام وحدوة الحصان» وغيرها من مخلفات فىالمنازل وأدواته شوك الطعام التالفة مواتير السيارات وبقايا الأقفال وحدوة الحصان التي كانت البطل في معظم أعمالى لأنه كان يعيش بالقرب من اسطبلات الخيول.

الفنان الثلاثينى «شيحة»: لم يدرس أكاديميا هذا الفن، ولكنه حاصل على ليسانس لغات وترجمة جامعة الأزهر، ويقول كنت أعمل فى وظيفة مرموقة فى أكبر فنادق القاهرة وكان راتبى كبيرا جدا، لكن عشقى للفن جعلنى أترك كل شىء وأتفرغ لموهبتى، واستطعت من خلال الموهبة توفير المال الكافى حتى أصل إلى عيشة كريمة، فاستطعت أن أولد من خردة الحديد المال الكافى، وهذه هى المعادلة الصعبة.

وعن بدايته، يقول «شيحة» تتلمذت على أعمال الفنان آدم حنين، وأخذت هذه الموهبة من أخى عبدالناصر شيحة، ونشأت على جو المعارض والأعمال الفنية، واتخذت النحت بداية لإبراز موهبتى، وبدأت بطين الصلصال لرخصه وسهولة تشكيله.

مضيفاً: كنت أشارك فى معارض كثيرة أثناء فترة دراستى، وبعد تخرجى عينت فى أحد الفنادق الكبرى وقررت الزواج، وذهبت لحداد لعمل أعمال حديد لمنزلى، وأثناء متابعتى لشغل الحديد لفت نظرى بقايا الحديد الصغيرة المتناثرة فى الأرض.. فبدأت أنظر لها، وأكون بها أشكالا فنية فى عقلى، ثم قمت بجمع بعض القطع ووضعتها بطريقة معينة فوجدتها تشكل أشكالا فنية مذهلة، فطلبت من الحداد أن يترك كل ما فى يده ويقوم بمساعدتى بتشكيل ما أريد وتلحيمه، وبالفعل كونت من الحديد تحفا فنية.

هنا قررت أن أجعل الحديد هو المادة الوحيدة لإبراز أعمالى الفنية فقمت بعمل ورشة صغيرة تحت بير السلم فى بيتنا، وقمت بشراء خردة الحديد وأخرجت من هذه الخردة أعمالا فنية سافرت كل دول العالم.. والآن اسمى فى مصاف الفنانين التشكيليين العالميين، وتأتى لى طلبات لأعمالى من جميع الدول وأصبحت حالتى المادية أفضل بكثير من الوظيفة.

وعن اختياره لمادة الحديد، أشار «شيحة» إلى أن خامة الحديد دمها خفيف والجميع يفهمها المتخصص والمتلقى البسيط فهى تخاطب كل الفئات، وهى مادة متوفرة وطيعة لمن يحبها، ومن يعمل بها يستطيع من خلالها أن يجسد بيئته مهما كانت معقدة، مضيفاً: أن الجميل فى حديد الخردة أنه يفرض عليك شخصيته بالقطع المتوفرة منه بأشكالها المختلفة ونادرا ما يعطيك فرصة لفرض شخصيتك عليه بعمل تصميم مسبق بعكس المواد الأخرى، وهذا يجعل بينك وبينه محاكاة دائمة ولا تشعر بالملل.. فأنا بحكم أننى أتواجد فى الأرياف، استطعت من خلالها تجسيد البيئة بكل تفاصيلها، وهذا تجلى فى أعمالى، وهو ما يميزها عن غيرها، جعل المتلقى الأجنبى يشعر أننى أقدم فنا مختلفا يحاكى بيئات لم يعشها الكثير.