قالت مصادر إن الولايات المتحدة رعت برنامجًا تدريبيًا خاصًا أدارته وكالة الاستخبارات المركزية بعد أشهر قليلة من العملية العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا وضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014، وهو البرنامج الذي يساهم حاليا في تمكين الأوكرانيين من الوقوف في وجه تقدم الجيش الروسي على الأراضي الأوكرانية.
وذكرت دورية" إنتليجينس نيوز" أن البرنامج السري للتدريب ركز بصفة أساسية على تدريب الأوكرانيين على استخدام مضادات المدرعات والدبابات، ومهارات القنص، وتكوين تشكيلات قتالية محدودة قادرة على تجنب أجهزة الرصد والاستطلاع الإلكترونية الروسية، مشيرةً إلى أن خدمة "ياهو نيوز" كانت أول من كشفت النقاب بصورة حصرية عن البرنامج الأمريكي السري في أوكرانيا لتدريب عناصر من قوات العمليات الخاصة الأوكرانية والذي انطلق عام 2015 إثر قيام الكرملين بشن حرب انفصالية في شرق البلاد وشبه جزيرة القرم عام 2014.
ومن أجل تنفيذ برنامجها التدريبي، استعانت "وكالة الاستخبارات المركزية" بعناصر من "مركز الأنشطة الخاصة (ساك)" (وقد أُطلق عليه قسم الأنشطة الخاصة عام 2015 عندما انطلق البرنامج السري).. ويعمل مركز "ساك" تحت إِشراف "إدارة العمليات" التابعة للوكالة..
ويتضمن "مركز الأنشطة الخاصة" (ساك) "مجموعة العمليات الخاصة"، المعروفة اختصارًا "سوج"، وهي التي تتولى عمليات التدريب القتالية ومهارات قوات المظلات.
وذكرت "ياهو نيوز" في تقريرها الحصري أن فريقًا صغيرًا من "سوج"، لا يتجاوز عدده أصابع اليدين، وصل آنذاك إلى شرق أوكرانيا وشرع في تدريب القوات الأوكرانية على مختلف الفنون القتالية العسكرية والمظلية..
وادعت أن الأوكرانيين تعلموا على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية كيفية التعامل مع مضادات الدبابات والمدرعات، بما فيها استخدام قاذفات صواريخ "إف جي إم-148 جافلين" المضادة للدبابات.. كما أنهم تعلموا أيضا مهارات القنص في ساحات القتال، علاوةً على تشكيل مجموعات قتالية صغيرة قادرة على تجنب أجهزة الرصد والاستطلاع الإلكتروني الروسي.
وأضافت خدمة "ياهو نيوز" أن هذا البرنامج السري التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية انطلق بالتوازي مع برنامج آخر أكثر تركيزًا واتساعًا، اتخذ مقره في الولايات المتحدة لتدريب قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، وجرى تحت إشراف الجيش الأمريكي، وقد بدأ أيضا في العام ذاته 2015. وكشفت "ياهو نيوز" أن عناصر من مركز "ساك/سوج" كانت موجودة على الأرض في أوكرانيا في مطلع فبراير الماضي قبل أيام من بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مؤكدةً أن إدارة الرئيس بايدن، التي كانت متوقعة حدوث العملية الروسية، أمرت بضرورة مغادرة كل عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لأوكرانيا، خشية تعرضهم للأسر في أيدي القوات الروسية.
ويقول المحرر، زاك دورفمان، مُعد التقرير، إنه تحدث مع "أكثر من نصف عدد المسؤولين السابقين"، وقد زعموا أنهم تمكنوا من تمييز بصمة تدريب الاستخبارات الأمريكية على التكتيكات التي ينفذها الأوكرانيون حاليًا على أرض الواقع.