الثلاثاء 28 مايو 2024

بعد التحقيق معه فى قضية دولية عودة اسم دى كابريو فى قضية فساد مالى

8-7-2017 | 16:59

بقلم – نيفين الزهيري

عاد اسم النجم العالمي ليوناردو دي كابريو إلي الساحة الإعلامية بقوة ليرتبط من جديد بقضية فساد مالي جديدة، حيث وجد نفسه في مأزق قانوني بعدما ظهر اسمه مرة أخري في تحقيقات حول غسيل أموال من جانب صندوق استثماري مملوك للدولة في ماليزيا تم الإعلان عنها منذ أيام قليلة، لدرجة أنه قام بتسليم جائزة أوسكار فاز بها الممثل مارلون براندو إلى محققين أميريكيين المسئولين عن التحقيق في هذه القضية، وصدر بيان من المحققين ان "دي كابريو بادر إلى إعادة هذه الأشياء التي حصل عليها وقبلها بغرض إدراجها في مزاد خيري سنوي لفائدة مؤسسته التي تحمل اسمه ولم يتم الإفصاح عنها، وكان مصدرها أشخاص لهم علاقة بالصندوق "، وأضاف البيان قائلا "هو أيضا أعاد جائزة أوسكار فاز بها أصلاً مارلون براندو، والتي أعطيت لدي كابريو كهدية من رد جرانيت تقديراً لعمله في " Wolf of Wall Street".

ولكن الجانب غير المعلن عن الهدايا التي قام دي كابريو بإرجاعها إلى السلطات الأمريكية منها مجموعة بابلو بيكاسو التي تساوي 3.2 مليون دولار وكذلك لوحة جان ميشال باسكيات التي تساوي 9 ملايين دولار، خاصة وان دي كابريو اشتهر كممثل وجامع للتحف الفنية، ولكنه أقدم على تسليم هذه المقتنيات بعد فضيحة الاختلاس المرتبطة بصندوق بيرهاد التنموي في ماليزيا 1 المعروف أيضاً بصندوق "1MD" والذي أنشأه رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق بهدف التنمية الاقتصادية في العام 2009، ثم انحرف باستخدام أمواله لأهداف غير نبيلة، بحيث كشفت وزارة العدل الامريكية عن تفاصيل جديدة فى تحقيقها فى خطة مالية لغسل الاموال قيمتها 4.5 مليار دولار أمريكي وضمت الممول الفني لو تايك جو المعروف باسم "جو لو"، والنجم "دي كابريو"، ووفقا للشكوى الجديدة التي قدمها مكتب المدعي العام الأمريكي في كاليفورنيا، فإن صندوق تنمية ماليزيا 1MDB، قد أنفق الأموال العامة على تجاوزات شخصية متطورة، من بينها الأعمال الفنية والطائرات الخاصة، والمنازل في جميع أنحاء العالم والهدايا الخاصة.

وتشير العديد من الصحف العالمية إلى أنه أثناء جلسة استماع للدعوى المدنية المقامة من الحكومة ضد أطراف اشتركت في تصوير فيلم The Wolf of Wall Street، بادر ممثلو دي كابريو القانونيون بالاتصال بوزارة العدل في محاولة لتحديد ما إذا كانت هناك أي هدايا أو تبرعات خيرية جاءت من الأطراف المذكورة في الدعوى المدنية، وعرضوا إعادة هذه الهدايا والتبرعات بمساعدة وتعليمات الحكومة. حيث إن النجم العالمي قد تطوع بإعادة اللوحات إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI.

وكان مكتب مكافحة غسيل الأموال التابع لوزارة العدل الأمريكية أقام دعوى لمصادرة 540 مليون دولار في شكل موجودات تقول بأنه تم شراؤها بأموال مسروقة من صندوق IMDB، والمنشآت التابعة له، وهذا يتضمن ما يزيد علي 100 مليون دولار قيمة الأعمال الفنية ويخت فاخر وممتلكات عقارية- بحسب صحيفة الجارديان والواشنطن تايمز التي نقلت الإجراءات القانونية.

وكان ريزا عزيز، ابن زوجة رئيس الوزراء الماليزي، قد شارك بتأسيس شركة Red Granite للإنتاج السينمائي التي أنتجت فيلم "دي كابريو" The Wolf of Wall Street، وهناك اتهامات بأنه تلقى تمويلاً واضحاً من صندوق 1MDB. كما حظي جو لو، الممول الماليزي وجامع التحف الفنية وأحد شركاء دي كابريو، بسيطرة كبيرة على الصندوق وخضع للتحقيقات بسبب إساءة استخدام الأموال على الرغم من أن دعوى الحكومة تقول بأنه لا يشغل "أي منصب رسمي".

ووجهت لائحة اتهام تفصيلية سابقة عن مشاركة "لو" في الصندوق، وكيفية استخدامه لأموال غير مشروعة لتمويل The wolf of wall street. وكشفت الشكوى الجديدة أن الممثل الرئيسي للفيلم ليوناردو دي كابريو قد تلقى مجموعة بيكاسو المعروفة بـ Nature morte au crâne de taureau كهدية عيد ميلاد من قبل زميل من لو، فضلا عن لوحة جان ميشيل باسكيات'Redman One التي تم شراؤها من قبل شركة "Tanore" من معرض the Helly Nahmad gallery. علماً أن "تانور" وهي شركة تمويل يعتقد أنها لـ" جو" وتلقت أموالاً من 1MDB. بحيث يتبين من وثائق المحكمة أنها دخلت بفورة إنفاق في مزادات نيويورك في العام 2013، ولقد اشترت وفقا للشكوى خمسة أعمال فنية بسعر إجمالي جماعي مايقرب من 760 مليون دولار، لوحة Dustheads، لجان ميشيل باسكيات اشترتها "نانور" مقابل 750 مليون دولار بأمسية المزاد Christie's Post-War & Contemporary Evening في 15 مايو 2013.

يذكر انه في يوليو 2016 غطت صورة نجم تيتانيك، والحائز أخيراً على الأوسكار، صفحات الجرائد بعد شبهات بعلاقته مع قضية فساد مالي ماليزية، وأوضحت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن دي كابريو، ظهر أثناء إجراء تحقيقات حول عملية فساد مالي يشتبه فيها سياسيون ماليزيون، حيث فتح مكتب FBI تحقيقا كبيرا بالتعاون مع دول أخرى حول عملية غسيل أموال تورط فيها دي كابريو، حيث كشف تقرير للسلطات الفيدرالية ليصدر في الولايات المتحدة أن فيلم Wolf of Wall Street أنتج عن طريق أموال قذرة، حيث نشرت صحيفة الديلي ميل أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تتبع الأموال التي أنتج بها الفيلم الذي قام ببطولته ليوناردو دي كابريو عام 2013 وترشح عنه لجائزة أوسكار ليعثر عملاء المكتب على ما يشير لكون المال جاء عن طريق عملية غسيل أموال في ماليزيا.

وكانت شركة "رد جرانيت" للإنتاج السينمائي في هوليوود التي انتجت فيلم Wolf of Wall Street واجهت اتهامات في دعوى مدنية أمريكية باستخدام 100 مليون دولار قال ممثلو ادعاء إنه جرى تحويلها من الصندوق الماليزي لتمويل الفيلم الذي قام ببطولته دي كابريو في 2013، وقال في أكتوبر إنه يتعاون مع التحقيق وسيعيد أي هدايا أو تبرعات إذا تبين أنها جاءت من مصادر مشكوك فيها.

وتعتقد السلطات الفيدرالية أن الأموال جاءت عن طريق السرقة ثم تم غسلها في ماليزيا قبل إخفائها في إنتاج الفيلم بدون علم استديو الانتاج ، وتشير تقديرات المباحث الفيدرالية إلى أن عملية غسيل الأموال شملت ما يزيد علي مليار دولار أمريكي، تم نهبها من صناديق سيادية ماليزية، إذ كان من المفروض أن تكون الأموال موجهة إلى تطوير الاقتصاد الماليزي، إلا أن عدداً من المسئولين استخدموها من أجل المتعة الشخصية. ووصلت الأموال التي تم غسلها إلى ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار أمريكي.

وحسب موقع " cbs news" فإن صندوق "مانستر برونو" طالب نجم هوليوود وقتها بردّ الأموال التي حصل عليها كتبرعات و قروض من المنتج رضا عزيز زوج ابنة رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق، المتهم الأول في قضية اختلاس الصندوق القومي للتنمية في ماليزيا، وقال لوكاس سترومان مدير صندوق مانستر برونو "إن ليوناردو ومؤسسته قبلا أموالا تم اختلاسها من ماليزيا، وهذه تعد وصمة عار وتناقضا تام مع الأهداف المعلنة لمؤسسته، ونطلب من دي كابريو أن يعتذر ويرد كل هذه الأموال للشعب الماليزي".

وكان اسم دي كابريو يردد أكثر من مرة في التحقيقات إلى جانب متهمين آخرين فقد شاهد الثلاثة مباراة كأس العالم لكرة القدم واحتفل الممثل بعيد ميلاده الأربعين في كازينو أنفق فيه مليون دولار على المشروبات الكحولية، وهو الكازينو الممول من الأموال المسروقة من الصندوق الماليزي، وفق ما نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية عن صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكي، هذا وكشفت التحقيقات أن أحد المشتبه بهما قد قدم منحة سخية إلى منظمة دي كابريو الخيرية، بينما أخذ مشتبه آخر من الصندوق المسروق مئة مليون من أجل تمويل فيلم "ذئب وال ستريت" الذي لعب دي كابريو بطولته، واستجوب مكتب التحقيقات الفيدرالي ليوناردو بعد ظهور اسمه وقتها، وذلك قبل فترة قصيرة من تجميد الأموال المنهوبة، ولم تقدم أية شكوي ضده وقتها، لكن المخاوف كانت تتزايد حول تأثير الخبر على سمعته ومشواره الفني، وهو ما عاد إلي الساحة أخيراً بعد خبر استدعائه مرة Bخري.