بسم الله الرحمن الرحيم .. حديثي الآتي عن بطل من أبطال الشرطة المصرية وفخر رجالها المخلصين وهو الشهيد البطل العميد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور قسم شرطة كرداسة، الذي استُشهد في مذبحة الخسة والنذالة في يوم عصيب ١٤ أغسطس ٢٠١٣، والشهيد كان لاعب كرة قدم بنادي الترسانة وحقق بطولات كثيرة.
عامر كان مشهورًا رياضيًا من قبل ما يكون شهيدًا، ومهما تحدثت عن زوجي وتوأم روحي وابن خالتي لن أوفيه حقه لأنه الرجولة والإنسانية والرحمة.
الشهيد البطل من بدايته عمل سنوات بالأمن المركزي، ثم في الحراسات الخاصة للوزراء، وكان محبوبًا جدا لوزراء كثيرين مثل وزير لبنان رفيق الحريري، وسلطان البهرة بالهند، وشيمون بيريز، وغيره من وزراء لدول عربية ودول أوروبية، وكان محبوبًا من الجميع لأخلاقه العطرة ورجولته، ووزير خارجية ألمانيا حزن حزنًا شديدًا لما سمعه عن الشهيد البطل بسبب موقف رجولي فعله الشهيد مع وزير خارجية ألمانيا وأشاد بأخلاقه الطيبة وإنقاذه من حادث كارثي، وعندما علم بالاستشهاد أرسل لنا برقية تعزية من ألمانيا وفرحت كثيرا وأنا في أشد حزني بمحبة كل هؤلاء الوزراء من الدول العربية والأوروبية.
حادث كرداسة البشع الذي تعرض له زوجي مع مجموعة من خيرة الضباط وأمناء شرطة ومجندين، الحادث الذي هز كيان مصر كلها بسبب التمثيل بجثث الأبطال، وعامر هو الذي تم التمثيل بجسده الطاهر وهو صائم بعد ٤ ساعات متواصلة من التعذيب وسقيه ماء نار وهو صائم، ومهما تحدثت عن هذا البطل لن أوفيه حقه، ومهما بكيته دمًا لا دموعًا لن أوفيه حقه.
عامر كان ملاكا يمشي على الأرض، و"ابن موت فعلا"، فليلة الحادث كان يوافق عيد زواجنا ٢١، "كنت سعيدة جدا أني سأخرج معه لكي نحتفل، لكنه اعتذر لي بسبب طوارئ، ووعدني أنه "محضّر" لي مفاجأة يوم ١٤ / ٨ "هتهز كياني" وأنها كانت أبشع مفاجأة زلزلت كياني وهو أن يأتي ملفوفًا بعلم مصر، لكن ربنا اصطفاه شهيدًا، وعزائي الوحيد أنه في الفردوس الأعلى، ويكفيني سيرته الطيبة عند كل الناس وفي وزارة الداخلية والدنيا كلها، وبمناسبة عيد الشرطة، أحب أن أبعث برسالة تقدير واحترام، أولا للأب الحنون القائد الأعلى للقوات المسلحة فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعمه الدائم لأسر الأبطال، وأنه أطلق علينا "عظيمات مصر"، وكلنا فخورات بأننا زوجات أبطال ومكملات لمسيرة الأبطال، ويكفيني فخرًا بأنني عظيمة من عظيمات مصر.
كنت حاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال، وعامر معي، وبعد الحادث الأليم درست إعلام وحصلت عليه بتفوق من جامعة القاهرة، ثم بعدها حصلت على منحة من الأكاديمية البحرية لدراسة الماجستير والحمد لله تفوقت و"كنت قد التحدي" بحصولي على الماجستير بتقدير عام امتياز وحصولي على ١٥ مادة امتياز ومادة جيد جدا من أصل ١٦، وفي انتظار حفلة تخرجي وتخصص "HR"، وفخورة بأنني زوجة الشهيد البطل عميد عامر عبدالمقصود وبتفوق لأسعده في جنته، كما أرسل برقية تهنئة لمعالي وزير الداخلية وكل قيادات الشرطة المصرية بمناسبة عيد الشرطة ٢٥ يناير وأشكره لدعمه لنا دائما وكل عيد شرطة وأنتم جميعا بخير وسعادة.
و"الرسالة اللي مش ممكن أنساها على مدار السنين لشهيدي الغالي عامر عبدالمقصود" فخر مصر ووزارة الداخلية وأقول له "كل عيد شرطة وأنت منعّم في جنتك يا حب عمري ودايما أعيش وأموت مرفوعة الرأس أنا وأولادك وعايشين باسمك وببطولتك التي لن تتكرر.. في الفردوس الأعلى يا شهيدي".