الثلاثاء 28 مايو 2024

الشهيد أحمد الشبراوي .. صمود الأبطال


الشهيد أحمد الشبراوي

مقالات21-3-2022 | 20:40

ندى حسن

هو من مواليد ١١/١٠/١٩٨٦

 

خريج الكلية الحربية دفعة ١٠١

 

أصر من البداية على الالتحاق بسلاح الصاعقة، فور تخرجه، كانت بداية خدمته بالقوات المسلحة بالكتيبة ١٠٣صاعقة من عام ٢٠٠٧حتى٢٠١٠، وانتقل للخدمة في الوحدة ٧٧٧ مكافحة إرهاب دولي حتى عاد عام ٢٠١٥ مرة أخرى للكتيبة التي بدأ منها مشوار خدمته، وأراد الله أن تكون نهاية خدمته فيها بتكريمه بأن حصل على أعظم الأوسمة على الإطلاق وحمل لقب شهيد يوم ٧/٧/٢٠١٧.

 

أحمد كان رجلًا بطبيعته وبطلًا 

 

حتى في معاملاته اليومية بقدر ما كان محاربًا بقدر ما كان إنسانًا عطوفًا وحسه الإنساني عاليًا جدًا

 

يحمل هم كل من حوله ويهتم أن يرى كل من يعرفهم في راحة ويحل لهم مشكلاتهم سواء كانوا أهلًا أو أصدقاء، أو حتى شخصًا لا يعرفه وفي أزمة حقيقية لم يكن ليتأخر عنه، وأذكر في يوم تقاضيه راتبه أول بند كان يجنّبه حق الله في راتبه، حقيقي أرجو كل الناس تسمع إلى شهادة "العساكر والضباط الصغار" في حقه أنه كيف كان يعاملهم كإخوة، وكيف كان يحمل همهم وإذا أحد لديه مشكلة يتعامل معه بحكمة، وكان يشعر براحة جدا مع الشهيد أحمد منسي، ومع العميد طارق قادة وحدته، وكان دائما يقدّر قادته، فلم يكن مجرد زوج، بل كان أخًا لإخوتي، ويوم ما جاء بيتنا والدتي قالت له "بناتي ملهمش أخ ولد عايزاك تكون إنت الأخ ده"، ونفّذ وصيتها. 

 

كان أحمد أحسن أب في الدنيا، ولم يكن لـ "تالين" الحظ أنها تقابله في الدنيا لأنها ولدت بعد استشهاده، لكن مع عمر كان أحسن أب متفانٍ وكل تفكيره "أعمل إيه في الأجازة عشان يدخل عليه وعليَّ السعادة"، كان يشعر بأنه دائما مقصر في حقه بسبب ابتعاده عنه في عمله، والحقيقة لم يقصّر في حق أحد طول عمره، سواء معنا أو في عمله.

 

لا أستطيع وصف مشاعري يوم علمت باستشهاده، فأنا كنت حامل في نهاية الشهر السادس ونحضّر للولادة ملابس المولود، واستيقظت على خبر استشهاد أحمد، أصعب يوم مرّ عليَّ في عمري كله، وعزائي أن هذا قدره الذي كان يتمناه، وسأظل فخورة طول الوقت أني كنت جزءًا من مشواره في الحياة، وأنقل هذا الفخر لأولادنا دائما، من الجائز أن أحمد كان عمره قصيرًا بالمفهوم الدنيوي، لكن أحسب أن سيرته بإذن الله أطول من عمره.