لاشك أنهم أحياء أرواحهم الطاهرة حاضرة تشهد على ما أعطوه من أرواحهم ووقعوا على صدقهم مع الله فقد رحلوا ليعيش الجميع.
تتعاظم الحروب حينما يكون العدو مجهولاً ومباغتا يزرع الخوف فى أرض الوطن وينشر شره وخبثه كما يفعل الإرهابيون بأرض سيناء الحبيبة.
الشهداء عرفوا الحق وواجهوه بصدورهم وعرفوا الشر الباطل فقاتلوه وهانت عليهم الدنيا ولم تغرهم برغد عيشها.
نتحدث اليوم عن ذلك الشهيد البطل الاستثنائى.. إنه الشهيد خالد محمد كمال المغربى ابن مدينة طوخ محافظة القليوبية الملقب بخالد دبابة وحش سيناء وأحد أبطال جيش مصر خير أجناد الأرض ولد هذا البطل فى ٥ ديسمبر عام ١٩٩٢ والتحق بالكلية الحربية عام ٢٠١١ واستشهد بعد ثلاثة شهور من زواجه تاركا زوجته حاملا فى طفله الأول الذى ولد دون رؤية والده ولن يراه إلا فى الجنة وأطلق عليه اسم خالد تيمنا بوالده الشهيد.
تخرج البطل في الكلية الحربية عام ٢٠١٤ دفعة ١٠٨ حربية كتيبة ٨٣ صاعقة والتحق بقوة الدعم فى شمال سيناء ليخدم فى سيناء الحبيبة التى ارتوت بدماء الشهداء وخدم فى سيناء لمدة ثلاث سنوات فى الكتيبة ١٠٣ صاعقة كان يتمنى الشهادة التى تأتى لمن يستحقها واختار خالد مغربى صحبة الشهداء كان يستعد لنزول الإجازة وحضر مهامه لأنه انتقل للعمل ضمن قوات الصاعقة بالإسكندرية وقرار ترقيته لرتبة النقيب وفى نفس التوقيت الذى يستعد فيه للرحيل جاء النداء استغاثة الشهيد أحمد المنسى من كمين البرث فتحرك على الفور وزملاؤه لنجدة كمين البرث كقوة دعم وجعل سائق المدرعة يتحرك بأقصى سرعة لم يهتم بوجود ألغام زرعها أعداء الله والوطن وإنما كل ما كان فى باله هو نجدة زملائه بالكمين خوفاً عليهم من الأعداء وقبل وصوله الكمين بـ٧٠٠ متر لمح الشهيد عربة على أحد جانبى الطريق بداخل إحدى العشش فبدأ التعامل معها فانفجرت بمن فيها من الإرهابيين كانت معدة لتعطيل الدعم وأكمل طريقه بعد القضاء عليها وقبل وصوله للكمين بـ٤٠٠ متر كان رصاص قناصة الأعداء فى انتظاره ليطلقوا وابلًا من طلقاتهم على مدرعة الشهيد ومن كل مكان حوله وبدأ التعامل بمنتهى الضراوة حتى أتت عربة دفع رباعى يقودها انتحاريون من أحد جانبى الطريق لتصطدم بمدرعة الشهيد وتنفجر المدرعة ومع ذلك صاح البطل ليطمئن على جنوده ويرد على الجندى المصاب أن يطلب الدعم من جهازه وهو يحتضر ويقول نحن رجالة لن يأخذونا مصابين ولكن شهداء واستشهد هو ومعه مجند.. إنه بطل من أبطال ملحمة البرث لم يهب الموت ليضرب هو وزملاؤه أروع الأمثلة فى الاختيار بين الشهادة وترك الأرض للعدو الذى لا نعرف من أين يأتى ليسجل التاريخ بطلا من أبطال هذه الأرض فكان لابد من تكريمهم فى يوم الشهيد ٩ مارس كرمز لتعظيم أعمال هؤلاء الأبطال وتضحياتهم.
هذا الشهيد الذى أحب هذه الأرض الإنسان البسيط المتواضع الذى يحب كل الناس ويحبونه جابر الخواطر ليخلد اسمه نشيد الصاعقة المصرية الشهيد الذى سبب ذعرا للإرهابيين.. "الشهداء أحياء عند ربهم لا يدركهم الفناء ولا العدم يتمتعون بنعيم الجنة على الدوام خالدين فيها".. فالشهيد من أجود الخلق وأكثرهم فضلا وعطاء فهم فى منزلة عالية عند مليك مقتدر لا يفزعون ولا يحيق بهم الخوف فهم أحياء عند ربهم يرزقون استرخصوا الحياة فى سبيل الشهادة نيلا لرضا ربهم فقد اختار لهم خير الذكر فى القلوب والعقول تلك المكانة التى لا يصل إليها غير المرسلين والأنبياء ومن اختارهم الله من عباده الصالحين.
هنيئا لكم أيها الشهداء والمرابطون لحراسة الوطن إنكم فى معية الله تتشرفوا بجلال الله وجماله بين أبواب الطمأنينة والسعادة الأبدية أصحاب التجارة الرابحة لم يفكروا لحظة واحدة فى مصيرهم بل لم يشغلهم ذلك وإنما كان من يشغلهم رفعة وطنهم.
الشهيد ضحى بنفسه لنعيش نحن ونسعد نحن..
عاشت بلادى