تحل اليوم 24 مارس ذكرى ميلاد الكاتب والأديب فتحي غانم، والذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1924، ورحل في 24 من شهر فبراير لعام 1999.
ينتمي غانم لأسرة بسيطة، كان ابنا وحيدًا على أربع أخوات، توفي والده وهو فى سن صغير، فتكفلت الأم بتربيته وأخواته وحدها، التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وعمل بالنيابة الإدارية ثم إدارة التحقيقات بوزارة المعارف حيث زامل فيها الكتاب عبد الرحمن الشرقاوي وأحمد بهاء الدين، وكثيرا ما كانوا يتناقشون في الأدب والفكر والفن وذلك عام 1947.
كما عمل بمجلة روزاليوسيف، ثم انضم لجريدة الجمهورية، ثم عاد مرة أخرى لمجلة روزاليوسيف، ليظل يعمل بها حتى رحيله، ويعد واحدا من أهم كتاب الرواية العربية، وحصل على العديد من الجوائز المصرية والعربية، وتحولت بعض رواياته إلى أفلام سينمائية، ومسلسلات تليفزيونية ناجحة.
استطاع غانم من خلال كتاباته المتميزة أن يثري المكتبة العربية بالعديد من الروايات التى رسم بها مشكلات عصره وسطر لنفسه اسمًا بين الأدباء.
ثم اتجه بعد ذلك إلى كتابة الرواية، لأنها في ظنه بها مساحة حرية أكبر في التعبير، فبدأ بكتابة رواية "الرجل الذي فقد ظله" ثم اتبعها برواية أخرى تحمل اسم "زينب والعرش" ثم "الأفيال"، "الجبل"، "تلك الأيام"، "بنت من شبرا"، "الغبي"، "تجربة حب"، وغيرها من الروايات التي كان أخرها رواية "ست الحسن والجمال".
وفي روايته "كثير من العنف قليل من الحب" عكس أوضاع المجتمع المصري، وما دخل عليه من تطورات وانفتاح وتأثيرها على الشعب المصري، التي استخدمت عنصر المفارقة الذي يعتبر من العناصر الفعالة في إبراز وتجسيد أوجه الحياة وتأزماتها المختلفة، وقد أسرف فتحي غانم في استخدام هذا البعد الرمزي للتعبير عن نوازع وجود الإنسان وحقيقته في هذا الكون وصلته بذاته والآخرين.
وقال عنه نجيب محفوظ: "الكاتب الذي لم يأخذ حقه " فمن رواياته التى نالت شهرة كبيرة " الرجل الذي فقد ظله" و"تلك الأيام" و"الجبل" و"زينب والعرش".
وقال عنه الروائي الراحل سعيد الكفراوي: أنه حين ينظر إلى الرواية العربية يضع فتحى غانم من ضمن القليل من الكتاب الذين يمثلون الريادة، حيث يعد واحدا ممن تمتعوا وتميزوا برؤية تشمل عند الإبداع ماهو اجتماعي سياسي موضحا أنه من أهم الروائيين الذين تعاملوا مع المتغيرات التي حدثت عبر الـ60 عاما الماضية"، كما أن أعماله "الجبل، الساخن والبارد، زينب والعرش، الرجل الذي فقد ظله،" وباقى أعماله الهائلة تنبأت بما يجرى في لحظتنا الراهنة من سطوة الإرهاب وتجميد الشباب وصيغة العنف المفروضة.
وقع "غانم" فى صدام مع الرئيس جمال عبدالناصر وذلك حين كلفه الكاتب علي أمين بكتابة موضوع عن حادث المنشية الذي حاولوا فيه اغتيال عبدالناصر، إلا أنه لغلبة ملكة السرد القصصي لديه، لم يكتف بما جمعه من معلومات بل ذهب للمتهم نفسه وقام بعمل ما يشبه المعايشة له ولحياته الطبيعىة في حي إمبابة، مما جعل بطل الحادث هو الجاني مما أثار الرئيس عبدالناصر وتواصل مع علي أمين الذي أفهمه ان النتيجة عند الجمهور سوف تكون في صالحه، كما انها كانت في صالح غانم أيضا الذي أصبح بعدها من أشهر الصحفيين والمقربين من عبدالناصر رغم أنهما لم يلتقيا قط.
كما أنه قد ظلم أيضا من محمد حسنين هيكل حسب تصريحات سابقة للمؤرخ والكاتب الكبير شعبان يوسف حيث قال: تعرض غانم لمضايقات كثيرة يقال إن السبب وراءها كان الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل"، بعد أن انتقد "غانم" الكاتب الكبير واستدعاه أثناء رسمه لشخصية يوسف عبدالحميد السويسى بطل روايته "الرجل الذى فقد ظله".
وأضاف شعبان إن فتحى غانم، ظُلم كأديب بسبب هيكل، لأنه من المعروف أن الأستاذ "هيكل عندما يغضب" لا يغضب وحده، ولكنه يستدعى معه غضب بعض الأجهزة.
ومن بعض مشاهد الظلم الذى تعرض لها الكاتب الكبير فتحى غانم، والتى وُصفت بـ"ظلم وصل حد الإجرام" حذف أجزاء من رواياته، حيث أن روايتي "تلك الأيام"، التى نشرت فى مجلة "صباح الخير" عام ١٩٦٣، وتم نشرها عام ١٩٦٦ فى كتاب حذف منها ١٣٠ صفحة لأسباب غير معلومة، ورواية "الرجل الذى فقد ظله"، التى نشرت عام ١٩٦٢ تم حذف ٢٥٠ صفحة منها.
ومن المناصب التي تقلدها فتحي غانم: عضو لجنة التفرغ، رئيس لجنة التحكيم بمهرجان السينما للرواية المصرية، عام 1990، كما شارك فتحي غانم كرئيس للمؤتمر الثامن لأدباء الأقاليم بالعريش، عام، 1993 له العديد من المؤلفات منها: الروايات: الجبل ـ من أين ـ الساخن والبارد ـ الرجل الذي فقد ظله ـ تلك الأيام ـ المطلقة ـ الغبي ـ زينب والعرش ـ الأفيال ـ قليل من الحب كثير من العنف ـ بنت من شبرا ـ ست الحسن والجمال.
ومن مجموعاته القصصية: تجربة حب ـ سور حديد، ترجمة بعض القصص إلى لغات أوربية متعددة، كما ترجمت رباعية الرجل الذي فقد ظله إلى الإنجليزية، وترجمة رواية الجبل إلى اللغة العبرية.
كما نال فتحي غانم العديد من الجوائز والأوسمة:
- جائزة الرواية العربية، بغداد، عام 1989.
ـ وسام العلوم والآداب، عام 1991.
ـ جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1994.
أطلقت الدولة اسمه على جائزة ملتقى الرواية العربية في دورتها السادسة.