قال محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري إن جامعة الفيوم تعد حاضنة للمحافظة ومحوراً مهما للتنمية، لافتا إلى أن كل دول العالم تمر بتحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية، ورغم تلك التحديات فإن الدولة المصرية لا زالت قادرة على مواجهة الصعاب، ما يعطينا الثقة بالقدرة على تجاوز الأزمات، من خلال تكاتف كافة الجهود.
جاء ذلك خلال افتتاح محافظ الفيوم، المؤتمر الدولي الثالث عشر للسياحة والضيافة والتراث، الذي تنظمه كلية السياحة والفنادق جامعة الفيوم، بالشراكة مع كلية السياحة والفنادق بجامعة السادات، خلال الفترة من 24 وحتى 26 شهر مارس الجاري، بمركز التدريب الإقليمي التابع لجامعة الفيوم على ساحل بحيرة قارون، برفقة رئيس جامعة الفيوم الدكتور ياسر حتاتة، وتحت رعاية وزارة السياحة والآثار، ومحافظة الفيوم، وجامعتي الفيوم والسادات.
وأضاف المحافظ أن العالم كله أمام أزمة سياسية كبيرة، مما ينذر بتلويحات ومؤشرات صعبة.. كلما اقتربنا من قمة الصعوبات كانت هناك بارقة أمل للتحسن.
وأكد أن صناعة السياحة تحتاج للتحرك الإيجابي، ومصر أمامها فرصة عالمية للتحرك بالسياحة الداخلية والخارجية مع دول الجوار.
وأشار إلى أن نسبة الإشغال الفندقي بالفيوم تحقق الآن أعلى مؤشر بالنسبة لها خلال أخر عشر سنوات، مطالبا بأن يتم استثمار ورش عمل المؤتمر لوضع استراتيجية للسياحة على أرض الفيوم، والعمل على الاستفادة من المبادرات الرئاسية في مجال التنمية السياحية.
وأوضح أنه جارٍ رصف عدد من الطرق لتكون محاور للتنمية السياحية منها أعمال رصف طريق الفيوم القاهرة، والطريق السياحي الجنوبي لبحيرة قارون، وطريقي واديي الريان والحيتان، موجها باستغلال البعد البيئي للمحميات الطبيعية بالفيوم في الدراسات الجيولوجية، والعمل على صياغة فلسفة سياحية جديدة للمحافظة.
ولفت محافظ الفيوم إلى أن الدولة المصرية تتطور بشكل مختلف بقيادة سياسية واعية للرئيس عبد الفاح السيسي، من خلال التوظيف الأمثل للمعالم الحضارية، وعلى كل فرد من المجتمع لابد أن يتحمل المسؤلية تجاه وطنه.
من جانبه، أكد رئيس جامعة الفيوم أن الجامعة تعمل من خلال توجهات ثلاثة توجه أكاديمي، وأخر بحثي، وثالث خدمي، لافتا إلى أن الجامعة لن تدخر جهداً بالنهوض بمختلف القطاعات بالتنسيق مع المحافظة.
وقال إن الشراكة بين مختلف كليات ومعاهد السياحة والآثار بمختلف الجامعات المصرية، إضافة للتعاون مع كليات السياحة بالجامعات العربية، يعد مؤشرا إيجابيا للبحث العلمي المشترك، خاصة وأن الاقتصاد العالمي يمر بتداعيات كثيرة، ومحور السياحة من المحاور المهمة في التنمية الاقتصادية بالمرحلة القادمة.
بدوره، أوضح عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم الدكتور أشرف عبد المعبود، أن المؤتمر يشارك به 200 أكاديمي من المهتمين بمجالات السياحة والآثار، و150 باحثا، ويناقش 60 ورقة بحثية، مقدمة من كليات السياحة والفنادق على مستوى الجامعات المصرية والعربية، يمثلون 20 كلية ومعهد سياحة وآثار، فضلاً عن مشاركة عدد من الباحثين من دول الأردن والسعودية والإمارات وسلطنة عمان، كما يتضمن المؤتمر 5 ورش عمل تناقش المبادرات الرئاسية وأثرها في التنمية السياحية والأثرية، والأحداث العالمية ومردودها على السياحة والآثار، والتراث والتغيرات المناخية، والتنمية السياحية "التحديات والفرص"، ومستقبل السياحة المصرية في ظل الدولة الجديدة، والاقتصاد الأخضر، والتحول الرقمي، لافتا إلى أن الفيوم تتمتع بميزات سياحية متنوعة، من سياحة تعليمية وترفيهية وصحية ومؤتمرات.
وأضاف أنه على هامش المؤتمر تم تجديد مذكرات تفاهم بين جامعة الفيوم وعدد من الجهات ذات الصلة بقطاع السياحة والآثار، وتجديد اتفاقية تعاون مع كلية السياحة والآثار جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية، لافتاً إلى أنه تم تخصيص جائزة قدرها 5 آلاف جنيه، يتم منحها لأصحاب المراكز الأولى بكل تخصص في مجالات الدراسات السياحية، والفندقية، والإرشاد السياحي.
الجدير بالذكر أن المؤتمر يهدف للعمل على التوظيف الأمثل للإمكانيات والمقومات السياحية والبيئية والتراثية على أرض الفيوم، والترويج لها بالشكل الذي يليق بحضارة الفيوم، ويرتكز المؤتمر على عدة محاور منها: الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأخضر ودورهما في تطوير الخدمات السياحية، وأثر ذلك في صناعة السياحة، والاقتصاد غير الرسمي وأثره على السياحة، مستقبل صناعة السياحة، والاستدامة في إدارة التراث ومؤسسات السياحة، والتسويق في الضيافة، والمقاصد السياحية والتراثية، والاتجاهات الحديثة في إدارة وتنمية الموارد البشرية، وأنماط السياحة التعليمية وسياحة الغذاء، فضلاً عن حضارات وآثار العالم والدراسات المتحفية والتراثية، ودور مؤسسات المجتمع المدني وتأثيرها في صناعة السياحة.
وعلى هامش المؤتمر، تفقد محافظ الفيوم ورئيس الجامعة، معرض منتجات الحرف البيئية واليدوية والتراثية، الذي نظمته إدارة السياحة بالمحافظة بالتعاون مع كلية السياحة وجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والذي ضم أشغال يدوية وحرف بيئية، ولوحات فنية، وأعمال خشبية وسجاد، تلك الأعمال التي تميزت بأنها مستوحاة من الطبيعة.
حضر فعاليات الافتتاح، الدكتور محمد عماد نائب المحافظ، والدكتور خالد جعفر نائب رئيس جامعة السادات، والدكتور هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق، والدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق، وأحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر السابق، والدكتور محمد التوني معاون المحافظ، والدكتور عاطف الشياب عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتورة نهاد يحيى عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة السادات.