ما أكتبه الآن هو مجرد خيالات كاتب... تخيلات شخص ابتلي بعقلِ يحلل المواضيع.. لذا لا أقول إن ما أكتبه صحيح أو خطأ، وإنما سأجيب عن السؤال الأساسى : ما سبب نشوب الحرب الروسية الأوكرانية؟

سأفاجئك باعتقادى الشخصي.. فالأمر ليس بسبب استفزاز أمريكا لروسيا بأن تضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، ولا رغبة شعب أوكرانيا في الحرية من تحت سيطرة روسيا .. بل السبب الرئيسي من وجهة نظري هو انخفاض سعر البترول.

الأمر ببساطة أن الشركات العالمية هي التي تقود سياسة الدول وتقود حكامها أيضا.. صدق أو لا تصدق، ولكن هذا هو الواقع الحقيقي الخفي خلف ستار الديمقراطية الغربية أو الديكتاتورية الشرقية.

ولكي تفهم، دعني أشرح لك ما هي أنواع البترول في تبسيط مخل جدًا.

ينقسم البترول إلى نوعين رئيسيين.. بترول سائل موجود في أعماق الأرض وهو النوع الموجود في الخليج والعراق.. مجرد ما تحفر إلى أعماق كبيرة سيتدفق السائل بشكل طبيعي.

والآخر، الموجود في في أستراليا والبرازيل والولايات المتحدة، البترول الصخري.. وهو ببساطة صخور تحتوى على شكل من البترول، يتم الحفر إلى أعماق كبيرة واستخراجها وسحقها وتحويلها إلى سائل، وهى تكلفة كبيرة جدًا.

لذا لكي يربح أصحاب مصانع البترول الصخري، يجب أن يكون سعر برميل البترول أعلى من ٩٠ دولارًا، وهي تكلفة استخراج البرميل الصخري.

بعد كورونا وانخفاض الطلب على البترول.. انخفض سعر البترول،  وبالتالي اتجهت طلبات الشراء إلى دول الخليج وروسيا حيث آبار  البترول السائل الأرخص.. وتوقف الطلب على البترول الصخري  وخسر أصحابه المليارات، وكان الحل إيقاف مُصدري البترول السائل لتعطيش السوق ورفع سعر البرميل.

ومن هم أكبر اثنين مصدرين للبترول السائل؟ بالضبط: السعودية وروسيا.. إذًا الحل ببساطة… عمل حرب في روسيا مع تغطية إعلامية شديدة القوة تجعل من روسيا الشيطان في نظر الدول الأخرى.. وبالتالي يرتفع سعر البترول فوق 90 دولارًا.. وشغل السعودية بعدوها التقليدي "إيران"، وإمداد الحوثيين بصواريخ يطلقونها على آبار البترول السعودي، مما يؤدي إلى جنون الأسعار أكثر وأكثر.

وبذلك يكسب الأثرياء، وترتفع أسعار البترول، وتخسر روسيا   مليارات في  الحرب، والأهم تخسر محبة الشعوب لكونها شيطان الحرب.

وتنهزم أوكرانيا وتُقسم أراضيها التي تحتوي على مواد مشعة تستخدم في صنع القنابل النووية ومواد خطيرة جدًا في صنع تقنيات إلكترونية.

والسعودية لا يصبح أمامها خيار سوى أن تنضم إلى أمريكا، لكي توقف الاتفاق النووي الإيراني، أو تطلق أمريكا سراح إيران عليها وبالتالي تزداد الحروب في اليمن و تتأثر السعودية.

وحتى تمثيلية طلب البترول من فنزويلا.. كانت مفضوحة جدًا.. فكيف تطلبه من شخص تهينه يوميًا علي صفحات الجرائد؟!

لذا، هل تنتهي الحرب قريبا؟ لا.. ليس قبل أن يصل سعر برميل البترول إلى ١٤٠ دولارًا.. ويتم بيع جميع التعاقدات الآجلة حتى آخر سنة 2022.. لكي يعوض أصحاب شركات البترول الصخري خسارتهم في كورونا.

لمزيد من التأكد، راجع أسعار البترول قبل حرب العراق وبعدها.. راجع أسعار برميل البترول قبل أي اتفاق مع إيران وبعده.

لذا.. لن يساند الغرب أوكرانيا بشكل مباشر لأنهم لا يريدون انتهاء الحرب بسرعة،  بل سيمدونها بالأسلحة والذخيرة بل وبالمقاتلين، وهذا يشرح ما يفعله بوتين "روسيا" إذ تقرر أن تبيع البترول بالروبل الروسي لكي تضرب الدولار.. ومثلها السعودية التي تقرر أنها قد تبيع البترول باليوان الصيني..

 بل وأظن أنها ستبيع البترول بسعر أرخص، لكي تجبر أصحاب البترول الصخري على الخسارة، فعندها فقط ستتوقف الحرب.

راجع على جوجل سعر البرميل الذي كلما انخفض ستجد أن الغرب قدم بعدها دعما حربيا إلى أوكرانيا لكى يطيل أمد الحرب.