الخميس 23 مايو 2024

محللة سياسية: تقديم تنازلات لروسيا لن يحقق الأمن في أوكرانيا

الأزمة الأوكرانية الروسية

عرب وعالم25-3-2022 | 18:21

دار الهلال

أكدت المحللة السياسية ماريا زولكينا أن أوكرانيا لن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها لروسيا ولن تستسلم للقوات الروسية المنتشرة حالياً في الأراضى الأوكرانية.

وأشارت زولكينا فى مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه يجب على الدول الغربية أن تتفهم جيداً تلك الحقيقة ويدركوا أن كييف على قناعة تامة أن تقديم أى تنازلات لروسيا لن يؤدي إلى انتشار الأمن والاستقرار في البلاد بل على العكس قد يشجع الجانب الروسي لممارسة المزيد من التصعيد العسكري.

وتشير الكاتبة إلى أن المحللين الغربيين طرحوا العديد من السيناريوهات للحرب الدائرة الآن في أوكرانيا، منها اتساع دائرة الصراع واحتمالية استخدام روسيا للسلاح النووى أو الكيماوى أو تقديم أوكرانيا لبعض التنازلات السياسية، ولكنهم لم يتطرقوا إلى سيناريو آخر وهو استرداد أوكرانيا لكامل أراضيها وبسط سيادتها على ترابها الوطني.

وتوضح الكاتبة أنه من المستحيل أن تتقبل كييف ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا أو نزع سلاح أوكرانيا أو انفصال مناطق لوجانسك ودونيتسك، مؤكدة أن كييف تدرك تماماً أن تقديم مثل هذه التنازلات لن يحقق الأمن والاستقرار على الأراضى الأوكرانية ولن يضمن انسحاب القوات الروسية من الأراضى الأوكرانية، علاوة على ذلك، كما تقول الكاتبة، فإن تقديم كل هذه التنازلات لن يضمن امتناع روسيا عن شن هجوم جديد على الأراضى الأوكرانية.

وتقول زولكينا أن الموضوع الوحيد الذي يمكن للغرب أن يطرحه للنقاش مع أوكرانيا هو الضمانات الأمنية التى قد تحصل عليها كييف في إطار معاهدة بين الطرفين فى حالة عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسى فى المستقبل القريب على أن يشمل الاتفاق شروط تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا في حالة شن أى عملية عسكرية جديدة على أراضيها كما يجب أن تشمل المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا نشر قوات تابعة للدول الغربية إلا أن الدول الغربية ترى أن مثل هذه الضمانات تنطوى على مخاطر جسيمة.

وتوضح الكاتبة أن التوصل لوقف إطلاق نار يعتبر عديم الفائدة حيث أنه سيؤدي فقط إلى تثبيت الوضع الحالى للقوات وهو ما قد يمنح الجانب الروسى فرصة لتحقيق انسحاب قواتها في مقابل استسلام سياسى كامل من جانب أوكرانيا.

كذلك قد يمنح وقف اطلاق النار الجانب الروسى فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تسليح قواته فى الوقت الذي تطالب فيه الدول الغربية الحد من تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وتضيف الكاتبة أنه بات من الواضح أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ليس على استعداد للتراجع عن قرار الحرب ولكنه في نفس الوقت غير قادر على تحققق إنتصارات على الأرض وهو ما يعنى أن روسيا سوف تستمر في عملياتها العسكرية وهجماتها الصاروخية والجوية داخل الأراضى الأوكرانية حتي تمحو مدن أوكرانية بأكملها من الوجود. كما أنه بات من المحتمل أن تقوم القوات الروسية باستخدام أسلحة محظورة مثل الأسلحة البيولوجية والكيماوية أو حتى الأسلحة النووية لتحقيق انتصار عسكري.

أما بالنسبة لأوكرانيا - كما توضح الكاتبة - فإن الهدف الاستراتيجى الذي تسعى لتحقيقه هو انسحاب القوات الروسية من كامل الأراضى الأوكرانية وهو هدف، تعرب الكاتبة عن اعتقادها، أنه لن يتحقق إلا بالوسائل العسكرية وليس بغيرها من الوسائل.