الأحد 5 مايو 2024

المرأة المصرية والقيادة السياسية

مقالات25-3-2022 | 19:34

بأحرف من ذهب، تكتب المرأة المصرية كل يوم تقديرها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أولى قضاياها ومشكلاتها اهتماما قلما شهدته المرأة المصرية في تاريخها الحديث، فحينما ننصت إلى تلك العبارات الإنسانية الراقية التي وجه بها الرئيس خطابه إلى المرأة بصفة عامة والمرأة المصرية على وجه الخصوص، بأن :"المرأة رمز العطاء والتفاني والتضحية المتجردة من أى مصلحة، فهي سر الحياة"، نكون إزاء قائد حكيم يدرك دور المرأة في بناء المجتمعات ونهضة الأمم وتقدمها.

بل حينما يعلنها صراحة بأن انحيازه للمرأة المصرية هو عن قناعة تامة وإيمان حقيقي بأن احترامها وحمايتها وتمكينها واجب وطني والتزام سياسي، وليس هبة أو منحة، بل حق أساسي لها وعلينا جميعا أن نتخذه منهج حياه فبدون ذلك لن يتحقق أى نجاح منشود، فتلك الكلمات ترسم رؤية مصرية وطنية للتعامل مع قضايا المرأة بصفة عامة وقضية تمكينها بصفة خاصة، إذ يرى البعض أن تمكين المرأة إنما هو من باب المجاملة أو من باب العطف والشفقة على وضعها، في حين أن ما يعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى أن التمكين حق، والحق أوجب ان يُمنح لصاحبه. 

ومن هذا المنطلق، يجب أن يعاد النظر في كثير من المفاهيم والسياسات التي تتعامل بها أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع مع المرأة وقضية تمكينها سياسيا واقتصاديا وثقافيا وفنيا وتعليميا، بحيث تصبح عملية التمكين ضمن منظومة الحقوق، وليس ضمن منظومة العطف والشفقة كما يريد البعض في تعامله مع المرأة.

صحيح أن إشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن التمكين حق للمرأة، لم تكن الإشارة الأولى من نوعها بل سبقتها العديد من الإشارات التي أكدها سواء في خطاباته أو حين إطلاقه للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، إذ أفرد للمرأة بندا مستقلا عن حقوقها وحرياتها، ولكن ما ورد في كلمته الأخيرة إنما هي قول صريح وواضح لا لبس فيه أن التمكين واجب وطني بل التزام سياسي على الدولة والمجتمع بضرورة منح المرأة حقها، وأن هذا الالتزام يجب أن يكون منهج حياة داخل الأسرة المصرية وفى المؤسسات العامة وفى الفن والإبداع وكذلك في الإعلام، إذ يجب أن يعمل الجميع في إطار منظومة متكاملة ومتناسقة مع بعضها البعض حتى تكتمل الصورة الحقيقية لدور المرأة المصرية فيما تبذله من جهود وما تقدمه من تضحيات في سبيل تقدم الدولة المصرية ونهضتها المستقبلية. 

مضمون القول إنه بلا شك تعيش المرأة المصرية أزهى عصورها اليوم، في ظل قيادة سياسية تدرك مكانتها ومؤمنة بقدراتها وداعمة لإمكاناتها ومساندة لطموحاتها ومدافعة عن حقوقها، وهو ما يحتاج أن تؤمن المرأة ذاتها بأنها قادرة على تحمل مسئولياتها وخوض غمار تحقيق مكانتها في مجتمع لا يزال يواجه تحديًا ثقافيًا في بعض قطاعاته في نظرته إلى المرأة واستحقاقاتها.