الأحد 29 سبتمبر 2024

سفيرات السينما المصرية.. (جزء أول)

8-7-2017 | 23:48

كتب ـ خليل زيدان
لم تعتمد صناعة السينما في الزمن الماضي على طرح القيم وخدمة المجتمع وتأريخ الأحداث فقط ، بل كان القائمون على تلك الصناعة يضعون نصب أعينهم شيء آخر وهو اجتياز حدود مصر والوطن العربي بما يقدمونه من أفلام .. وبشكل أوضح كانوا يعتمدون على إنتاج أفلام تليق بمصر وإعداد نجوم يكونوا واجهة لتلك الصناعة ليشاركوا بهم في المهرجانات الدولية .. وإطلالة نجوم مصر في مهرجانات السينما العالمية كان له صداه في وضع مصر على خريطة العالم المنتج والمنافس في تلك الصناعة ، وهذا ما دعا سبيرو سكوراس صاحب شركة فوكس للقرن العشرين أن يزور مصر في نهاية الخمسينيات ، ويعرض مشاركة هوليود في إنتاج مشترك مع مصر.
 
سنتناول في عدة مقالات نجمات مصر اللاتي كن سفيرات لمصر عن صناعة السينما ونرصد كيف كن واجهة مشرفة لمصر مع طرائف تلك الرحلات في المهرجانات الدولية للسينما .  

فاتن حمامة .. أول سفيرة
تعتبر النجمة فاتن حمامة أول ممثلة إجتازت الحدود لتعبر عن مصر وتكون أول سفيرة للسينما العربية ، فقد ذهبت إلى برلين عام 1953 لتشارك بفيلمها "بعد الوداع" ، وكانت هذه أول مرة تشارك فنانة عربية في مهرجان دولي .. وكعادة فاتن حمامة فقد لفتت الأنظار إليها ببساطتها وأناقتها .. وقد تجمهر الناس حولها يطلبون توقيعاتها ، وكتبت الصحف عنها غير مصدقين أن تلك الجميلة الأنيقة يمكن أن تكون من الشرق ، الذي تقول عنه الدعاية المغرضة أنه يعيش في بؤس وفقر وخيام وجمال وتماسيح .. واستطاعت فاتن أن تنال إعجاب عدد كبير من ممثلي هوليود الذين التقوا بها هناك ، منهم جاري كوبر الذي انجذ إليها بشدة وظل يتحدث إليها طويلاً .. وكانت الجماهير تنتظرها عند باب الفندق في مظاهرات كبيرة .

لكن المجد الحقيقي قد صادفته فاتن حمامة في رحلتها إلى الاتحاد السوفيتي ، وكادت الجماهير أن تجن بفاتن التي لمست قلوبهم ببساطتها وروعة أدائها، وقد كانوا في أشد الشوق إليها لما ذهبت، فوقفوا بالساعات تحت المطر لتحيتها والتطلع إليها .. وكان أشق ما صادفته فاتن هناك هو الحفلات المتتابعة ، فقد كانت تضع على وجهها إبتسامة طيلة الوقت ، حتى أنها أحسست أن خدودها قد تورمت ، ومن الشاق عليها أيضاً أمتداد موائد الطعام إلى ساعتين يتم فيها الخطب والتعارف .. غير أن الموائد التي حضرتها فاتن في الصين كانت أطول من موائد روسيا ، حيث كانت تمتد إلى ثلاث ساعات ونصف ، يتم فيها تناول الطعام وإلقاء الخطب والتعارف ، والطريف أيضاً كانت أنواع الطعام التي تجدها فاتن على تلك الموائد ، فقد وجدت أطعمة غريبة ، اختلط فيها الحلو بالحادق ، والأغرب كان وجود الضفادع والجراد كأحد أنواع الأطعمة على تلك الموائد .. والبديع في الأمر أن استقبال فاتن حمامة في الصين كان أشد من الإتحاد السوفيتي ، ففي كل مطار هبطت فيه سواءً في موسكو أو سيبيريا أو الصين وجدت وفداً رسمياً وغير رسمية تقدم لها باقات الزهور والتذكارات.