السبت 23 نوفمبر 2024

ثقافة

رُطَبًا جَنِيَّا

  • 26-3-2022 | 17:17

سامية مصطفى غالي

طباعة
  • سامية مصطفى غالي

تسير في صحراء جرداء تمامًا، وعلامات الخيبة على وجهك يتصبب منها جبينك العرق قطرة.. قطرة..، فتبحث عن أي سبيل يُرجِعك إلى حيث كنت.. "الحياة"، بعد أن ماتت فيك.

تهرول هنا وهناك.... والرمال يعانقها الضباب من كل ناحية..

وبينما أنت تسير، إذ تجد على مرمى بصرك بساتين خضر ألوانها فتجري مسرعًا إليها وكُلك.. ينجذب إلى الأرض من شدة الإنهاك والتعب. 

وبعد صراع طويل مع الرمال.... تصل، وليتك لم تصل، فحتى النخيل أبت أن تطعمك وأغلقت بابها في وجهك، بعد أن حاولت مرارًا وتكرارًا هزها يمينًا ويسارًا.... ولم تهتز.
ربما لم يعجبها هي الأخرى ضعفك؟! ربما..

 

فتقرر الجلوس تحت ظل إحداها، في مشهدٍ تحتضن فيها قدمك رويدًا رويدًا تراب الأرض التي يداعبها نسيم الهواء الرطب، وما يزال اليأس يعتري جسدك ويأكله أكلًا لَمَّا، حتى وصل إلى عينيك فأغلقهما رغمًا عنك...
تستقبلك بعدها الأحلام، وتدخلك عوالمها؛ لتستعرض لك فيها شريط حياتك منذ أن ولدت، صراخ.. مغموس بنوبة بكاء، يتبعه ستر يليه ضمة يسكنها الحنان ثم كلمة.. فآذان أن: "الله أكبر.. الله أكبر..".

"اللـ.....ـهُ أك..بـ...ر.." توقظ لسانك وعقلك فتنطقه وتدب الحياة فيك من جديد، وإذ فجأة.....

تدركك رحمته بسقوط أول رطبة فوق عينيك، أوقعتها عصفورة صغيرة حاولت الوقوف عليها، وبغير حول منك ولا قوة يأتيك الفرج من حيث لا تدري.
فالله أكبر.. تغفل عنه ولا يغفل.

 

الاكثر قراءة