حوار: رانداطارق
عدسة: آيات حافظ
هل تراجعت الدراما المصرية وبورصتها مقابل بورصة الدراما الهندية والتركية؟، سؤال يتبادر إلى أذهان المشاهد المصرى دائمًا.. المخرج والمؤلف د. أحمد عاطف قال: إن المسلسلات المصرية قادمة، وثبت للقنوات أن المسلسلات التركية والهندية كان لها جماهيرية لكنها انخفضت بعدما وجد الجمهور مسلسلات مصرية تلبى الاحتياج». مضيفا: ضربنا الموسم التركى والهندى وعرضنا مسلسل «ستات قادرة « فى أكتوبر وهو من أصعب المواسم.
«عاطف» شن هجومًا على مسلسلات النجم الواحد، مؤكدا أن الإعلان أفسد الدراما لأنه فرض ممثلين لا يمتلكون موهبة، وجعل هؤلاء الفنانين يتحكمون فى العملية الفنية يختارون النصوص والمخرج. «عاطف» يرى أن الجمهور مشتاق للدراما الاجتماعية.
ما تقييمك للدراما المصرية؟
بعد ثورة «٢٥ يناير» زاد عدد القنوات الفضائية الخاصة، وأصبحت هناك قنوات للدراما، وبالتالى زاد الطلب على المسلسل المصرى منذ ذلك الوقت، وظهر عدد كبير من الفنانين الصغار وحققوا شهرة واسعة، وتمكن من لم يحقق نجومية فى السينما من تحقيقها فى التليفزيون.
هل تراجعت بورصة الدراما المصرية؟ وما التحديات التى تواجهها؟
الدراما لم تتراجع، ولكنها تعانى من مشاكل كثيرة، أولها تحكم الممثل فى عناصر العمل حتى إذا كان فناناً صغيراً يضع رؤيته وتقييمه، وذلك أزمة كبيرة، لأن هذا ليس من اختصاصه، والعملية الفنية لا يمكن قياسها من منظور شخصى حتى لو كان هو العنصر الأساسى للعمل، فهناك من يختص بذلك الأمر من مستشارين، وذلك يحدث فى جميع دول العالم.
وهناك الكثيرون من المتواجدين على الساحة قادمون من عالم الورش وليس عالم السينما، بعكس الإخراج فمن المميزات، التى طرأت على الدراما الآن دخول مخرجين السينما للدراما، ولكن من دخل مجال السيناريو ليسوا فى الأغلب من كتاب السينما أو حتى من كتاب الدراما السابقين المميزين، بالطبع الدراما تغيرت والصورة تطورت، وأصبحت أكثر عصرية، ولكن هؤلاء الكتاب وهم ليسوا بكتاب سينما أو أدب صبغوا الدراما بنظرتهم للأمور أو عالمهم الذى أرى أنه عالم ضيق، وفكرهم مرتكز على فكرة الدراما البوليسية أو المسلسل اللغز، وللأسف نصف المسلسلات أو أكثر تدور فى هذا الاتجاه مأساة حقيقية، لأن أنجح المسلسلات فى أوربا ليست مسلسلات بوليسية، بل اجتماعية وكوميدية وتاريخية، ومصر بها نسبة كبيرة من الأمية ومعظمهم فى حاجة للفن الشعبى فى مضمونه، ناس بسيطة والتليفزيون أهم شيء يتوجهون له، أنا عشت وتعلمت فى أمريكا فى هوليوود، وتعلمت الحس الاجتماعى من دراستى هناك، ففى هوليوود درست السيناريو كجزء من دراستى للإخراج فى جامعة كاليفورنيا، وهى من أهم جامعات السينما فى أمريكا، ونستطيع أن نقول بأن الدراما المصرية الحديثة، وبالتحديد فى آخر خمسة أعوام خسرت كثيرا عندما تخلت عن الاهتمام الاجتماعي، فمن ربط حياة المصريين بالدراما التليفزونية فى السبعينيات والثمانينيات هى المسلسلات الاجتماعية، منها ليالى الحلمية والشهد والدموع وغيرها من الأعمال، التى ما زالت عالقة فى أذهان الجمهور المصري، خسرنا المسلسلات الاجتماعية، وهذه النقطة أحاول تعوضها دائمًا وبدأت بها فى ستات قادرة.
وهل هناك أسباب أخرى؟
نعم، مشكلة أخرى وهى الشللية فالفنان ينتمى لشلة معينة ويغلق على نفسه، وبالتالى يحرم نفسه من التعامل مع آخرين، والنتيجة مسلسلات مكررة وأحداث غير شيقة، والجمهور مضطر للمشاهدة، ولكن عندما يجد عمل يعبر عنه سيتوجه إليه.
هل هذه الأزمات خلقت سوقا للدراما الهندية والتركية فى مصر ومن قبلها السورية؟
المسلسلات السورية لم تحقق نجاحا كبيرا فى مصر بسبب أزمتنا مع اللهجة فهى صعبة بعض الشيء، ولكن نستطيع أن نلاحظ شغف مشاهدة المسلسلات التركية والهندية، وبالنظر لتلك المسلسلات نجدها مسلسلات رومانسية واجتماعية، وهو الفراغ الذى تعانى منه الدراما المصرية، لغياب الدراما الاجتماعية عدا عدد قليل من الأعمال ومنها «ستات قادرة».. وبالتالى شغف الجمهور للدراما التركية والهندية يعود لمحاكاتها دراما اجتماعية ورومانسية وليست دراما بوليسية، الشعب المصرى متعطش للدراما الاجتماعية، والنص الاجتماعى كان هو البطل فى أغلب أفلام السينما المصرية، ومنها أفلام عاطف الطيب وصلاح أبو سيف، لأن الإنسان بطبعه يميل لمشاهدة ما هو قريب من الواقع أكثر من متابعة أعمال منقولة من مسلسلات أوربية مهما كانت بها رسائل إنسانية.. أغفلنا النص الاجتماعى، الذى يحقق النجاح، ومسألة الاهتمام بالصورة فى المسلسلات الهندية والتركية، ليست سبب رواجها لأن الدراما المصرية تهتم بهذا الجانب أيضًا منذ سنوات، لكن غياب القالب الاجتماعى خلق سوقاً للدراما الهندية والتركية، فمن الممكن أن نجد جدة مصرية بلغت من العمر٨٠ عاما تتابع قصة حب بين شاب وفتاة عمرهما ١٥ عاما فى الهند، لأن الواقع الاجتماعى موجود والأسرة والمشاكل تدفعها لذلك فى ظل وجود نص اجتماعي.
هل الملابس عامل إبهار وسببا فى نجاح الدراما الهندية والتركية؟
كل ذلك يدخل فى إطار جمال الصورة، ربنا خلقنا نحب الجمال، والدراما المصرية مؤخرا بدأت تنتبه لذلك، وهناك مسلسلات نجحت لتمتعها فقط بجمال الصورة، بالطبع كان بها دراما، لكن عنصر الصورة كان الأقوى.
وما ملابسات تأجيل عرض «ستات قادرة» فى رمضان وعرضه خارجه؟
كنت على حوار دائم مع منتج العمل، حول الموعد الأفضل لعرض المسلسل، لأنه بطبعه يطرح قضايا جريئة ويستعمل ألفاظا جريئة للتعبير عنها، وطوال الوقت كنا نسأل أنفسنا الموعد الأفضل، واستقررنا على عرضه خارج رمضان، والابتعاد عن الزخم السنوي، وكان هذا مجازفة لأنه تم عرضه فى موسم عرض المسلسلات الهندية والتركية، وحقق نجاحا كبيرا جدا، فالنص الاجتماعى المصرى أثبت قدرته على جذب المشاهدات.
وهل أصبحنا نخشى عرض درامتنا المصرية وقت عرض الهندى والتركى؟
تابع التفاصيل في العدد الجديد في المصور الموجود حالياً في الأسواق .