نجاحات السياسة الخارجية المصرية وصلت إلى مرحلة التوهج والنضج ،وتحقق نتائج ثمينة على الأرض فالثبات والشرف وعدم التناقض أو الازدواجية هى العنوان الرئيسى لسياساتنا وعلاقاتنا مع العالم.. فى كافة الدوائر ترتكز على الاحترام المتبادل وتعزيز التعاون والشراكة .. وعدم التدخل فى الشئون الداخلية والعمل على إحلال الأمن والاستقرار والسلام.. فالقارئ للتحرك المصرى على الصعيد الإقليمى والدولى يكشف عن رؤية مصرية عبقرية فى حيادها وعدم انحيازها لأى طرف أو معسكر أو حلف .. وربما يتجسد ذلك فى الاتصالات مع جميع الأطراف والوقوف على مسافة واحدة.. وإبداء الاستعداد لبذل الجهود للتفاوض وإحلال السلام الذى يمثل كل أهداف السياسة الخارجية المصرية ، هناك رؤية رئاسية حققت أهدافها بقوة وحصدت عوائد وثماراً على كافة الأصعدة لمصر وشعبها.
لا للأحلاف أو المعسكرات .. طريقنا واضح ورؤيتنا ثاقبة.. حققت أهدافنا بسياسات شريفة وثوابت أخلاقية .. لسنا ضد أحد .. ولا نستهدف ولا نعتدى على أحد .. نلتزم بالحياد وعدم الانحياز.
رؤية حكيمة لعلاقات مصر الخارجية.. حققت أهدافها
يغرينى دائماً الحديث والكتابة عن الأداء الرشيق والحكيم الذى تمارسه مصر فى بناء علاقات سياسية خارجية على أسس ومبادئ وثوابت لا تفرط فيها الدولة المصرية ولا تتنازل عنها وقد نوهنا كثيراً عن هذه الثوابت إلا أن أبرزها هو علاقات التعاون والشراكة والمصالح المتبادلة وتبادل المنافع والخبرات والعمل من أجل السلام والأمن والاستقرار والتنمية وترسيخ الحلول السياسية والتفاوضية للأزمات والصراعات واحترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية فى إطار من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل.
الحقيقة أن الرؤية والفكر الرئاسى فى مصر فى مجال علاقات مصر الخارجية يسير بحكمة واتزان وتوازن، حتى أصبحت مصر على علاقة جيدة مع جميع القوى والدول فى العالم فى الإطار الذى ذكرناه فى السطور الماضية سواء فى محيطها العربى والإقليمى والإفريقى والدولى وكل هذه الدوائر والمسارات تشهد نجاحات وعلاقات قوية على كافة الأصعدة.
الأيام الأخيرة يمكن أن نقول بثقة إن مصر قبلة العالم وحتى لا أعيد ذكر وكتابة ما قلته فى مقالات سابقة علينا أن نقرأ دفتر أحوال الدبلوماسية الرئاسية ولقاءات وزيارات واجتماعات الرئيس السيسى التى تتسم بالتنوع والتعدد وتمثل كافة دوائر السياسة المصرية وتعمل على معالجة التحديات والشواغل والتهديدات الإقليمية وإحلال السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة.. ومد جسور التعاون والشراكة وتبادل المصالح بين دول المنطقة.. والتصدى للإرهاب والتطرف الذى بات من أخطر التهديدات التى تواجه أمن وسلام العالم وهو ما يستلزم تكاتفاً وتعاوناً وجهوداً دولية لمجابهة هذا الخطر بالإضافة إلى الالتزام بالمبادئ والقوانين والمواثيق الدولية ومنع العنف والتدخلات الخارجية فى شئون الدول التى من شأنها إثارة الصراعات والنزاعات وإفساح المجال للإرهاب وعدم الأمن والاستقرار.
فى نفس التوقيت الذى تبذل فيه الدبلوماسية الرئاسية جهوداً خلاقة على المستويين الإقليمى والدولى فمصر لا تبحث إلا عن السلام والأمن والاستقرار وعن مصالحها الإستراتيجية.. تمتلك القيادة السياسية فكراً ورؤية ثاقبة تتحرك فى إطار الدبلوماسية المصرية فى الأطر والمبادئ والثوابت المصرية المحددة من هذا المنطلق تتواصل جهود وزير الخارجية سامح شكرى على كافة الأصعدة وفى كل أطياف العمل الدبلوماسى مع مختلف الدول سواء فى الاجتماع السداسى لوزراء خارجية مصر والإمارات والمغرب والبحرين والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.. لم تتغير أحاديث وثوابت مصر على الإطلاق.. تحدثت عن القضية الفلسطينية وأهمية إحلال السلام وعدم اللجوء إلى القرارات الأحادية.. والسعى الدءوب لقيادة المنطقة إلى الأمن والاستقرار فى ظل التحديات والاضطرابات التى تموج بها المنطقة.. تحدثت مصر عن أهمية حل الدولتين- دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.. تحدثت مصر أيضاً بوضوح وبشكل قاطع ان الاجتماع السياسى لم يستهدف إنشاء أى تحالف وليس موجهاً لأى طرف ولكنه يأتى فى إطار سعى مصر لعلاقات تعاون وتفاهم وعلاقات مبنية على أسس ميثاق الأمم المتحدة والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وفى وقت متزامن ترصد مصر عدم الالتزام بنفس هذه المبادئ.
مصر ليست دولة أحلاف أو معسكرات وتربطها علاقات الاحترام المتبادل بالجميع وتعمل وتبذل جل جهودها من أجل استتباب الأمن والسلام فى المنطقة.. ولم تستهدف أو تتدخل فى شئون أى دولة.. ولا تضمر كراهية أو عداء أو اعتداء أو أطماعاً.. تتعامل بشكل محايد فى صراعات وأزمات الدول وتقدم يد العون وعلى استعداد لبذل أى جهود ممكنة لصون السلام والاستقرار حول العالم.. وهذا ينطبق تماماً على الأزمة الروسية- الأوكرانية حيث أبدت مصر سواء فى اتصال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أو الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى استعدادها لبذل مختلف الجهود لتحقيق السلام وتبنى المفاوضات وهذا موقف يجسد علاقات مصر القوية والجيدة والمحايدة مع الجميع وهذا ما يعكس مبادئها وثوابتها فى إحلال السلام وقناعاتها بأن الصراع لن يفضى إلى أى نتيجة وأن التفاوض والحلول السلمية هى الأفضل للوصول إلى نتائج مرضية للجميع.
الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأول كان بصدد اتصال مهم من رئيس الوزراء البريطانى.. حيث أكد بوريس جونسون أن مصر من أهم الشركاء فى الشرق الأوسط وإفريقيا.. وعلى محورية دورها فى أمن واستقرار المنطقة وأشاد بالتجربة المصرية فى التنمية وحالة التطور الكبير التى تشهدها وحرص بريطانيا على دعم الإجراءات الطموحة والتجربة الرائدة التى تقوم بها مصر سعياً للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة من خلال زيادة الاستثمارات البريطانية ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة ومشيداً بالدور الذى تضطلع به مصر فى إطار الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ وأمس الأول أيضاً استقبل الرئيس السيسى وزير الاقتصاد والمالية الفرنسى وجسد اللقاء الشراكة المصرية- الفرنسية وعمق العلاقات بين البلدين.. وتأكيد الجانب الفرنسى أيضاً على دور القاهرة المحورى فى أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط خاصة وأن الزيارة لها أبعاد اقتصادية وتنموية فى إطار الشراكة والتعاون الإستراتيجى بين البلدين.
هذا الاحترام والتقدير الكبير الذى تبديه وتعلنه القوى الكبرى فى العالم ومختلف دوله لم تأت من فراغ ولكن نتاج سياسة أخلاقية شريفة ملتزمة بثوابت لا تشهد أى تناقض بين الأقوال والأفعال متسقة فى كافة المواقف وفى مختلف المحافل ومع جميع دول العالم.. من هنا توهجت علاقات مصر الدولية فى كافة الدوائر واتسمت بالعمق والتنوع وحققت مصالح مصر بشكل كبير خاصة فى البناء والتنمية ودعم الاقتصاد الوطنى وزيادة الاستثمارات كما ان المواقف المصرية التى تستهدف الابتعاد بمصر عن الانحياز لأى قوة أو دولة أو معسكر أو حلف وترسيخ الحياد بنت جداراً قوياً من العلاقات المتوازنة والمتبادلة القائمة على الاحترام والمصالح وتحقيق الأمن والاستقرار.
أمس كان يوماً مجسداً لتنوع العلاقات المصرية على الصعيد الخارجى بدأ اليوم الرئاسى باستقبال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى وزير خارجية دولة قطر بحضور سامح شكرى وزير الخارجية واللواءعباس كامل رئيس المخابرات العامة إلى جانب على بن أحمد الكوارى وزير المالية القطرى وعبدالله الخليفى رئيس جهاز أمن الدولة القطرى والسفير القطرى بالقاهرة لتجسد التقدم الملموس فى مسار العلاقات المصرية- القطرية والذى من شأنه أن يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين ويعزز جهود الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية وثمن وزير الخارجية القطرى دور مصر المحورى بالمنطقة باعتبارها ركيزة لأمن واستقرار الوطن العربى ومشيداً بحرص مصر على تعزيز التضامن بين الدول العربية والدفع بالعمل العربى المشترك.
من قطر إلى ليبيا.. حيث استقبل الرئيس السيسى بالأمس محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسى الليبي.. حيث جدد الرئيس السيسى التأكيد على دعم مصر لكل ما من شأنه تحقيق المصلحة العليا لليبيا الشقيقة والحفاظ على وحدة أراضيها وتفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبى فى إطار المبدأ المصرى الثابت الداعم لاضطلاع مؤسسات الدولة الليبية بمسئولياتها ودورها وصولاً إلى عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وإنهاء المرحلة الانتقالية بما يتيح للشعب الليبى المجال لتقرير مصيره واختيار قياداته وممثليه.
رئيس المجلس الرئاسى الليبى ثمن الدور المصرى الحيوى والجهود الحثيثة والصادقة بقيادة الرئيس السيسى لاستعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا من خلال دعم جهود المصالحة الوطنية الشاملة بين الليبيين وإعادة توحيد مؤسسات الدولة فضلاً عن دعم تنفيذ مختلف المخرجات الأممية والدولية بشأن خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا بما يحفظ ليبيا ووحدتها وأمنها وسيادتها.
بالأمس أيضا استقبل الرئيس السيسى «ايف ماسودى» نائبة رئيس الوزراء ووزيرة البيئة والتنمية المستدامة بجمهورية الكونغو، التى نقلت رسالة من الرئيس فيليكس تشيسيكيدى تضمنت الإعراب عن الاعتزاز بالعلاقات الإستراتيجية التى تربط البلدين والتميز الذى وصلت إليه تلك العلاقات سواء على مستوى التنسيق والتشاور السياسى أو على مستوى التعاون الاقتصادى الذى يشهد فى الفترة الأخيرة طفرة ملحوظة.
ما أريد أن أقوله ان العلاقات المصرية الخارجية تشهد حالة من التوهج بفضل الرؤية والسياسات الحكيمة والشريفة والمبادئ والثوابت المصرية التى أكدت جدواها فى تحقيق المصالح المصرية العليا على كافة الأصعدة.. مصر ليست ضد أحد وتعمل لمصالحها العليا وتحقيق تطلعات شعبها.. لا تنحاز لمعسكر على حساب آخر.. ولا تعرف سياسة الأحلاف تحتفظ بعلاقات قوية مع الجميع.
نجاح السياسة المصرية على الصعيد الدولى يستحق التحية والتقدير.. لأن الرؤية المصرية سارت بانضباط وشرف وثبات وعدم ازدواجية وعدم تناقض.. وواضحة للجميع.
تحيا مصر