الأحد 5 مايو 2024

الدبلوماسية‭ ‬الرشيدة

مقالات29-3-2022 | 22:49

نجاحات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬المصرية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التوهج‭ ‬والنضج‭ ،‬وتحقق‭ ‬نتائج‭ ‬ثمينة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فالثبات‭ ‬والشرف‭ ‬وعدم‭ ‬التناقض‭ ‬أو‭ ‬الازدواجية‭ ‬هى‭ ‬العنوان‭ ‬الرئيسى‭ ‬لسياساتنا‭ ‬وعلاقاتنا‭ ‬مع‭ ‬العالم‭.. ‬ فى‭ ‬كافة‭ ‬الدوائر‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ .. ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إحلال‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭.. ‬ فالقارئ‭ ‬للتحرك‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬مصرية‭ ‬عبقرية‭ ‬فى‭ ‬حيادها‭ ‬وعدم‭ ‬انحيازها‭ ‬لأى‭ ‬طرف‭ ‬أو‭ ‬معسكر‭ ‬أو‭ ‬حلف‭ .. ‬وربما‭ ‬يتجسد‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬الاتصالات‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬واحدة‭.. ‬وإبداء‭ ‬الاستعداد‭ ‬لبذل‭ ‬الجهود‭ ‬للتفاوض‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام‭  ‬الذى‭ ‬يمثل‭ ‬كل‭ ‬أهداف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬المصرية‭ ، ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬رئاسية‭ ‬حققت‭ ‬أهدافها‭ ‬بقوة‭ ‬وحصدت‭ ‬عوائد‭ ‬وثماراً‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬لمصر‭ ‬وشعبها‭.‬
لا‭ ‬للأحلاف‭ ‬أو‭ ‬المعسكرات‭ .. ‬طريقنا‭ ‬واضح‭ ‬ورؤيتنا‭ ‬ثاقبة‭.. ‬ حققت‭ ‬أهدافنا‭ ‬بسياسات‭ ‬شريفة‭ ‬وثوابت‭ ‬أخلاقية‭ .. ‬لسنا‭ ‬ضد‭ ‬أحد‭ .. ‬ولا‭ ‬نستهدف‭ ‬ولا‭ ‬نعتدى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ .. ‬نلتزم‭ ‬بالحياد‭ ‬وعدم‭ ‬الانحياز‭.‬


رؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬لعلاقات‭ ‬مصر‭ ‬الخارجية‭.. ‬ حققت‭ ‬أهدافها

يغرينى‭ ‬دائماً‭ ‬الحديث‭ ‬والكتابة‭ ‬عن‭ ‬الأداء‭ ‬الرشيق‭ ‬والحكيم‭ ‬الذى‭ ‬تمارسه‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬سياسية‭ ‬خارجية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ومبادئ‭ ‬وثوابت‭ ‬لا‭ ‬تفرط‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ولا‭ ‬تتنازل‭ ‬عنها‭ ‬وقد‭ ‬نوهنا‭ ‬كثيراً‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الثوابت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أبرزها‭ ‬هو‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬والمصالح‭ ‬المتبادلة‭ ‬وتبادل‭ ‬المنافع‭ ‬والخبرات‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬وترسيخ‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬والتفاوضية‭ ‬للأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬شئونها‭ ‬الداخلية‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الرؤية‭ ‬والفكر‭ ‬الرئاسى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬علاقات‭ ‬مصر‭ ‬الخارجية‭ ‬يسير‭ ‬بحكمة‭ ‬واتزان‭ ‬وتوازن،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬والدول‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬الإطار‭ ‬الذى‭ ‬ذكرناه‭ ‬فى‭ ‬السطور‭ ‬الماضية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬محيطها‭ ‬العربى‭ ‬والإقليمى‭ ‬والإفريقى‭ ‬والدولى‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الدوائر‭ ‬والمسارات‭ ‬تشهد‭ ‬نجاحات‭ ‬وعلاقات‭ ‬قوية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭.‬
الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬بثقة‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬قبلة‭ ‬العالم‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬أعيد‭ ‬ذكر‭ ‬وكتابة‭ ‬ما‭ ‬قلته‭ ‬فى‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقرأ‭ ‬دفتر‭ ‬أحوال‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬ولقاءات‭ ‬وزيارات‭ ‬واجتماعات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬التى‭ ‬تتسم‭ ‬بالتنوع‭ ‬والتعدد‭ ‬وتمثل‭ ‬كافة‭ ‬دوائر‭ ‬السياسة‭ ‬المصرية‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬التحديات‭ ‬والشواغل‭ ‬والتهديدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.. ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.. ‬والتصدى‭ ‬للإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬الذى‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬التهديدات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬العالم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬تكاتفاً‭ ‬وتعاوناً‭ ‬وجهوداً‭ ‬دولية‭ ‬لمجابهة‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمبادئ‭ ‬والقوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬ومنع‭ ‬العنف‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إثارة‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬وإفساح‭ ‬المجال‭ ‬للإرهاب‭ ‬وعدم‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬
فى‭ ‬نفس‭ ‬التوقيت‭ ‬الذى‭ ‬تبذل‭ ‬فيه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬جهوداً‭ ‬خلاقة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬فمصر‭ ‬لا‭ ‬تبحث‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وعن‭ ‬مصالحها‭ ‬الإستراتيجية‭.. ‬تمتلك‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬فكراً‭ ‬ورؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬تتحرك‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الأطر‭ ‬والمبادئ‭ ‬والثوابت‭ ‬المصرية‭ ‬المحددة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬تتواصل‭ ‬جهود‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭  ‬سامح‭ ‬شكرى‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬أطياف‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسى‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الاجتماع‭ ‬السداسى‭ ‬لوزراء‭ ‬خارجية‭ ‬مصر‭ ‬والإمارات‭ ‬والمغرب‭ ‬والبحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسرائيل‭.. ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬أحاديث‭ ‬وثوابت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأهمية‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬وعدم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القرارات‭ ‬الأحادية‭.. ‬والسعى‭ ‬الدءوب‭ ‬لقيادة‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬والاضطرابات‭ ‬التى‭ ‬تموج‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭.. ‬تحدثت‭ ‬مصر‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭- ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.. ‬تحدثت‭ ‬مصر‭ ‬أيضاً‭ ‬بوضوح‭ ‬وبشكل‭ ‬قاطع‭ ‬ان‭ ‬الاجتماع‭ ‬السياسى‭ ‬لم‭ ‬يستهدف‭ ‬إنشاء‭ ‬أى‭ ‬تحالف‭ ‬وليس‭ ‬موجهاً‭ ‬لأى‭ ‬طرف‭ ‬ولكنه‭ ‬يأتى‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬سعى‭ ‬مصر‭ ‬لعلاقات‭ ‬تعاون‭ ‬وتفاهم‭ ‬وعلاقات‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬وفى‭ ‬وقت‭ ‬متزامن‭ ‬ترصد‭ ‬مصر‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بنفس‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭.‬
مصر‭ ‬ليست‭ ‬دولة‭ ‬أحلاف‭ ‬أو‭ ‬معسكرات‭ ‬وتربطها‭ ‬علاقات‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بالجميع‭ ‬وتعمل‭ ‬وتبذل‭ ‬جل‭ ‬جهودها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.. ‬ولم‭ ‬تستهدف‭ ‬أو‭ ‬تتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬أى‭ ‬دولة‭.. ‬ولا‭ ‬تضمر‭ ‬كراهية‭ ‬أو‭ ‬عداء‭ ‬أو‭ ‬اعتداء‭ ‬أو‭ ‬أطماعاً‭.. ‬تتعامل‭ ‬بشكل‭ ‬محايد‭ ‬فى‭ ‬صراعات‭ ‬وأزمات‭ ‬الدول‭ ‬وتقدم‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬وعلى‭ ‬استعداد‭ ‬لبذل‭ ‬أى‭ ‬جهود‭ ‬ممكنة‭ ‬لصون‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.. ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬تماماً‭ ‬على‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسية‭- ‬الأوكرانية‭ ‬حيث‭ ‬أبدت‭ ‬مصر‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬اتصال‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسى‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬أو‭ ‬الأوكرانى‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكى‭ ‬استعدادها‭ ‬لبذل‭ ‬مختلف‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬وتبنى‭ ‬المفاوضات‭ ‬وهذا‭ ‬موقف‭ ‬يجسد‭ ‬علاقات‭ ‬مصر‭ ‬القوية‭ ‬والجيدة‭ ‬والمحايدة‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬مبادئها‭ ‬وثوابتها‭ ‬فى‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬وقناعاتها‭ ‬بأن‭ ‬الصراع‭ ‬لن‭ ‬يفضى‭ ‬إلى‭ ‬أى‭ ‬نتيجة‭ ‬وأن‭ ‬التفاوض‭ ‬والحلول‭ ‬السلمية‭ ‬هى‭ ‬الأفضل‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬مرضية‭ ‬للجميع‭.‬
الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬بصدد‭ ‬اتصال‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطانى‭.. ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الشركاء‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭.. ‬وعلى‭ ‬محورية‭ ‬دورها‭ ‬فى‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وأشاد‭ ‬بالتجربة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬التنمية‭ ‬وحالة‭ ‬التطور‭ ‬الكبير‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬وحرص‭ ‬بريطانيا‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الإجراءات‭ ‬الطموحة‭ ‬والتجربة‭ ‬الرائدة‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬مصر‭ ‬سعياً‭ ‬للنهوض‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البريطانية‭ ‬ونقل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬وتوطين‭ ‬الصناعة‭ ‬ومشيداً‭ ‬بالدور‭ ‬الذى‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬وأمس‭ ‬الأول‭ ‬أيضاً‭ ‬استقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬الفرنسى‭ ‬وجسد‭ ‬اللقاء‭ ‬الشراكة‭ ‬المصرية‭- ‬الفرنسية‭ ‬وعمق‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.. ‬وتأكيد‭ ‬الجانب‭ ‬الفرنسى‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬القاهرة‭ ‬المحورى‭ ‬فى‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشرق‭ ‬المتوسط‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الزيارة‭ ‬لها‭ ‬أبعاد‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتنموية‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬الإستراتيجى‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬
هذا‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬تبديه‭ ‬وتعلنه‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬ومختلف‭ ‬دوله‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬ولكن‭ ‬نتاج‭ ‬سياسة‭ ‬أخلاقية‭ ‬شريفة‭ ‬ملتزمة‭ ‬بثوابت‭ ‬لا‭ ‬تشهد‭ ‬أى‭ ‬تناقض‭ ‬بين‭ ‬الأقوال‭ ‬والأفعال‭ ‬متسقة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المواقف‭ ‬وفى‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬ومع‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬توهجت‭ ‬علاقات‭ ‬مصر‭ ‬الدولية‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬الدوائر‭ ‬واتسمت‭ ‬بالعمق‭ ‬والتنوع‭ ‬وحققت‭ ‬مصالح‭ ‬مصر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬ودعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطنى‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬المواقف‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬الابتعاد‭ ‬بمصر‭ ‬عن‭ ‬الانحياز‭ ‬لأى‭ ‬قوة‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬معسكر‭ ‬أو‭ ‬حلف‭ ‬وترسيخ‭ ‬الحياد‭ ‬بنت‭ ‬جداراً‭ ‬قوياً‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬المتوازنة‭ ‬والمتبادلة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬والمصالح‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬
أمس‭ ‬كان‭ ‬يوماً‭ ‬مجسداً‭ ‬لتنوع‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخارجى‭ ‬بدأ‭ ‬اليوم‭ ‬الرئاسى‭ ‬باستقبال‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬آل‭ ‬ثانى‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬بحضور‭ ‬سامح‭ ‬شكرى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬واللواءعباس‭ ‬كامل‭ ‬رئيس‭ ‬المخابرات‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬على‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الكوارى‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬القطرى‭ ‬وعبدالله‭ ‬الخليفى‭ ‬رئيس‭ ‬جهاز‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭ ‬القطرى‭ ‬والسفير‭ ‬القطرى‭ ‬بالقاهرة‭ ‬لتجسد‭ ‬التقدم‭ ‬الملموس‭ ‬فى‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭- ‬القطرية‭ ‬والذى‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخدم‭ ‬أهداف‭ ‬ومصالح‭ ‬الدولتين‭ ‬والشعبين‭ ‬ويعزز‭ ‬جهود‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وثمن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬القطرى‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬المحورى‭ ‬بالمنطقة‭ ‬باعتبارها‭ ‬ركيزة‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الوطن‭ ‬العربى‭ ‬ومشيداً‭ ‬بحرص‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التضامن‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والدفع‭ ‬بالعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭.‬
من‭ ‬قطر‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭.. ‬حيث‭ ‬استقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بالأمس‭ ‬محمد‭ ‬المنفى‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الرئاسى‭ ‬الليبي‭.. ‬حيث‭ ‬جدد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬مصر‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬لليبيا‭ ‬الشقيقة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬أراضيها‭ ‬وتفعيل‭ ‬الإرادة‭ ‬الحرة‭ ‬للشعب‭ ‬الليبى‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬المبدأ‭ ‬المصرى‭ ‬الثابت‭ ‬الداعم‭ ‬لاضطلاع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬بمسئولياتها‭ ‬ودورها‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬وإنهاء‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬للشعب‭ ‬الليبى‭ ‬المجال‭ ‬لتقرير‭ ‬مصيره‭ ‬واختيار‭ ‬قياداته‭ ‬وممثليه‭.‬
رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الرئاسى‭ ‬الليبى‭ ‬ثمن‭ ‬الدور‭ ‬المصرى‭ ‬الحيوى‭ ‬والجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬والصادقة‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لاستعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‭ ‬بين‭ ‬الليبيين‭ ‬وإعادة‭ ‬توحيد‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬تنفيذ‭ ‬مختلف‭ ‬المخرجات‭ ‬الأممية‭ ‬والدولية‭ ‬بشأن‭ ‬خروج‭ ‬جميع‭ ‬القوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬والمرتزقة‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬ليبيا‭ ‬ووحدتها‭ ‬وأمنها‭ ‬وسيادتها‭.‬
بالأمس‭ ‬أيضا‭ ‬استقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬‮«‬ايف‭ ‬ماسودى‮»‬‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ووزيرة‭ ‬البيئة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بجمهورية‭ ‬الكونغو،‭ ‬التى‭ ‬نقلت‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬فيليكس‭ ‬تشيسيكيدى‭ ‬تضمنت‭ ‬الإعراب‭ ‬عن‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬التى‭ ‬تربط‭ ‬البلدين‭ ‬والتميز‭ ‬الذى‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬السياسى‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الذى‭ ‬يشهد‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬طفرة‭ ‬ملحوظة‭.‬
ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬ان‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭ ‬الخارجية‭ ‬تشهد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوهج‭ ‬بفضل‭ ‬الرؤية‭ ‬والسياسات‭ ‬الحكيمة‭ ‬والشريفة‭ ‬والمبادئ‭ ‬والثوابت‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬أكدت‭ ‬جدواها‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المصرية‭ ‬العليا‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭.. ‬مصر‭ ‬ليست‭ ‬ضد‭ ‬أحد‭ ‬وتعمل‭ ‬لمصالحها‭ ‬العليا‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬شعبها‭.. ‬لا‭ ‬تنحاز‭ ‬لمعسكر‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬آخر‭.. ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬سياسة‭ ‬الأحلاف‭ ‬تحتفظ‭ ‬بعلاقات‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.‬
نجاح‭ ‬السياسة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولى‭ ‬يستحق‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭.. ‬لأن‭ ‬الرؤية‭ ‬المصرية‭ ‬سارت‭ ‬بانضباط‭ ‬وشرف‭ ‬وثبات‭ ‬وعدم‭ ‬ازدواجية‭ ‬وعدم‭ ‬تناقض‭.. ‬وواضحة‭ ‬للجميع‭.‬

تحيا مصر