أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر ومنظمة اليونسكو في كافة المجالات، مشيرًا إلى حرص مصر على دعم لبنان الشقيق، وخاصة في ظل الأزمة الأخيرة التي شهدتها بيروت.

جاء ذلك خلال استقبال وزير التعليم العالي، اليوم الأربعاء، رئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، الدكتورة كوستانزا فارينا مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية ببيروت، والدكتور عبدالعزيز المزينى مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم بالقاهرة، والدكتور فادي يرق المستشار الأول للتربية في البلدان العربية لدى اليونسكو، والدكتورة غادة عبد البارى الأمين العام للجنة الوطنية المصرية لليونسكو، وذلك لبحث آليات التعاون التعليمي والتكنولوجي.

وأشار عبد الغفار إلى إستراتيجية الوزارة لدعم الجامعات التكنولوجية، والمجمعات التكنولوجية، موضحًا أن هناك العديد من النماذج الناجحة ومنها: التعاون بين جامعة بني سويف التكنولوجية وكوريا الجنوبية، منوها إلى إمكانية التعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية ببيروت؛ لتأهيل وتدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب في التخصصات المهنية المطلوبة لسوق العمل محليًا و إقليميًا ودوليًا.

من جانبها، أشادت مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية ببيروت بمنظومة التعليم العالي في مصر وخاصة بمجال العلوم والتكنولوجيا والتعليم الفني، مشيرة إلى دور مصر المحوري في المنطقة العربية، مؤكدة حرصها على دعم التعاون في المشروعات ذات الاهتمام المشترك، وكذلك المجالات ذات الأولوية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر، وتوفير التدريب اللازم لتأهيل الخريجين لاحتياجات سوق العمل محليًا وإقليميًا ودوليًا. 

بدوره، أكد مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم بالقاهرة حرص المنظمة على تبنى المبادرات المقترح تنفيذها بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ لتشجيع دراسة العلوم، خاصة العلوم التطبيقية والتكنولوجيات الحديثة، وتشجيع الإبداع والابتكار؛ بهدف تحسين مؤشرات البحث العلمي العربية، وتعظيم الاستفادة من الكفاءات البشرية العربية المتميزة في المجالات العلمية، بالإضافة إلى تشجيع الطلاب على الإقبال على دراسة العلوم الحديثة.

وناقش الجانبان الاتفاقية المُحدثة لعام 1978 والخاصة بالاعتراف بمؤهلات التعليم العالي ودرجاته العلمية بالدول العربية، والتي تم اعتمادها بالمؤتمر الدولي للدول الأطراف في فبراير الماضي باليونسكو بباريس، وكذلك سبل دعم المؤهلات العلمية بالدول العربية لمواءمتها مع اتفاقية لشبونة للاعتراف بمؤهلات التعليم العالي في الاتحاد الأوروبي، مع ضمان تحقيق جودة التعليم سواء داخليًا أو خارجيًا.

وتناول الجانبان مشاركة مصر في فعاليات مؤتمر اليونسكو الدولي للتعليم العالي المقرر عقده خلال الفترة من 18-20 مايو 2022 ببرشلونة بإسبانيا؛ بهدف عرض خارطة الطريق حول مستقبل التعليم العالي في مصر، فضلاً عن دعم تدويل مؤسسات التعليم العالي المصرية، مع ضمان جودة التعليم والاعتماد الأكاديمي من قِبل مؤسسات الاعتماد الدولية.

كما بحث الجانبان إمكانية إجراء دراسة حول احتياجات سوق العمل في ظل متطلبات القرن الحادي والعشرين والتخصصات التكنولوجية المطلوبة، وذلك بالتعاون مع منظمة العمل الدولية (ILO)، وكذلك التعاون في مجال التعليم الفني والتكنولوجي في ضوء خطة وزارة التعليم العالي بشأن الجامعات التكنولوجية، وكذا مناقشة مؤشرات تنفيذ الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والخاص بجودة التعليم، والذي حققت مصر فيه 4.3 في مجال جودة التعليم العالي والتكنولوجي.

كما تناول اللقاء التباحث حول سبل دعم مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية ببيروت للمشروعات المحلية والإقليمية للجنة الوطنية المصرية لليونسكو في مجال بناء القدرات، والذي يأتي في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.