سافر كبار المسؤولين الأمريكيين هذا الأسبوع لدفع زعماء العالم لمواصلة الضغط على موسكو أو الانضمام إلى العقوبات، والإجراءات التي تستهدفها، مع دخول الحرب في أوكرانيا أسبوعها الخامس، وتلاشي الصدمة الاقتصادية الأولى في روسيا، على ما يبدو.
وناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حرب أوكرانيا مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في المغرب. والتقى والي أدييمو نائب وزير الخزانة بكبار المسؤولين في لندن، وبروكسل وباريس، وسيختتم الأسبوع في برلين. كما ضغط داليب سينج نائب مستشار الأمن القومي للاقتصاد الدولي على المسؤولين في نيودلهي.
يأتي هذا الجهد في وقت بدأ فيه التأثير الأولي للعقوبات الصارمة المفروضة على البنوك ورجال الأعمال والشركات في روسيا في التلاشي إلى حد ما، وتدرس الولايات المتحدة خطواتها الاقتصادية التالية لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخسر الروبل الروسي نصف قيمته في أيام بعد عزل البنوك الروسية الرئيسية عن شبكة المعاملات المالية الدولية سويفت، وشل الجزء الأكبر من احتياطي النقد الأجنبي للبنك المركزي الروسي البالغ 630 مليار دولار، ما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى إعلان أن موسكو تكافح أزمة مالية.
لكن الروبل تعافى كثيراً بعد شهر عائداً إلى مستواه قبل العملية العسكرية مباشرة، مدعوماً إلى حد ما بضوابط رأس المال الروسية، وأوامر الحكومة لشركات التصدير ببيع العملات الأجنبية، والشركات التي تجمع الأموال لتسديد مدفوعات الضرائب ربع السنوية.
ولم تمس العقوبات حتى الآن أهم شريان حياة اقتصادي لروسيا، وهو مبيعات الطاقة إلى أوروبا، والتي قد تصل قيمتها إلى 500 مليون يورو (555 مليون دولار) يومياً بالأسعار الحالية. وتطالب روسيا بمدفوعات بالروبل مقابل الغاز اعتباراً من اليوم الجمعة، ما قد يعزز العملة أكثر.
وقال مسؤولون إن إدارة بايدن تتأكد أن الحلفاء الأوروبيين متفقون تماماً مع معاقبة بوتين، بينما تعمل على التأثير في القادة الذين ظلوا على الهامش.
وقال مسؤول أمريكي كبير تحدث طالبا حجب هويته: "علينا مواصلة زيادة الضغوط على روسيا وزيادة دعمنا لأوكرانيا، هذا هو التحدي الذي يواجه العالم الحر، وكل الدول الديمقراطية. وعلينا أن نكون مستعدين لاستمراره مدة طويلة".
وتأتي الزيارات في وقت تتقارب فيه روسيا والصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أكثر من أي وقت مضى. والتقى وزير الخارجية الصيني وانج يي بنظيره الروسي سيرجي لافروف الأربعاء وأكد مجدداً اعتزام بكين مواصلة العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون.
وقال مسؤول أوروبي إن مناقشات نائب وزير الخزانة أدييمو مع نظرائه الأوروبيين ركزت على العقوبات وتأثير الهند والصين، على جهود روسيا المحتملة لتفاديها، وكيفية مساعدة دول مثل ألمانيا، على تلبية احتياجاتها من الطاقة في حالة فرض حظر روسي.
وأضاف أن إحدى القضايا الرئيسية كانت مطالبة روسيا للمشترين الأجانب بدفع ثمن وارداتهم من الغاز الروسي بالروبل اعتباراً من اليوم الجمعة أو مواجهة انقطاع للإمدادات. ورفضت عواصم أوروبية الطلب وقالت الحكومة الألمانية إنه يرقى إلى "الابتزاز".
وفي الهند قال سينج، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض الذي قاد جهود تنسيق رد الفعل الغربي على الحرب، للمسؤولين إن واشنطن، لن تضع أي خطوط حمراء ضد شراء النفط، لكنه حذر من تسريع الشراء.
وتعتمد الهند اعتماداً عسكرياً على التكنولوجيا والأجهزة الروسية، وحاولت موازنة علاقاتها القائمة منذ وقت طويل مع روسيا والغرب.
ولم تفرض عقوبات على روسيا على عكس باقي أعضاء المجموعة الرباعية التي تضم إلي جانبها الولايات المتحدة، واليابان، وأستراليا.