طرح الكاتب الصحفى مايكل جيرسون تساؤلاً في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مفاده إلى متى ستظل الدول الغربية متحدة في مواجهة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وأشار الكاتب في مقاله إلى أن الغرب فشل علي مدار السنوات الماضية في كبح جماح طموحات بوتين ولم يتخذ رد الفعل المناسب تجاه مغامراته في جورجيا والقرم وسوريا ومناطق أخرى من العالم، موضحاً أن ذلك الموقف من جانب الدول الغربية شجع بوتين على التمادى في تحقيق طموحاته باتخاذ قرار الحرب فى أوكرانيا.
إلا أن مغامرة بوتين الأخيرة فى أوكرانيا - كما يقول الكاتب - لم تكن من السهولة بمكان كما توقع بوتين، حيث رفضت المقاومة الأوكرانية الاستسلام للقوات الروسية ودافعت عن أراضيها بينما قام حلف شمال الأطلسى بإمداد أوكرانيا بالسلاح لتعزيز قدراتها في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.
ويتسائل الكاتب إلى متى ستظل الدول الأوروبية متحدة في مواجهة بوتين في الوقت الذي تعاني فيه من نقص في موارد الطاقة - التى تعتمد إلى حد كبير في توفيرها علي الواردات الروسية من الغاز - وما يتبع ذلك الحال من فقدان العديد من الوظائف ناهيك عن ضرورة توفير سبل العيش لحوالى أربعة ملايين لاجئ فروا من بلادهم بسبب الحرب الدائرة هناك.
ويطرح الكاتب سؤالاً آخر عن رد فعل الشعب البريطانى حين يواجه ارتفاع أسعار الغاز بنسبة قد تصل إلى 50 بالمائة أو أكثر. أما عن الموقف الألماني، فيقول الكاتب أليس من المحتمل أن تعيد ألمانيا حساباتها بشأن موقفها من بوتين في ظل أزمة اقتصادية حادة تعاني منها بسبب نقص الطاقة.
ويشير الكاتب إلى أن الموقف الأمريكى يختلف نسبياً لأن أمريكا لا تعتمد بشكل كبير على موارد الطاقة الروسية كما هو الحال بالنسبة لأوروبا، إلا انه من المحتمل أن يمثل اضطراب سوق الطاقة العالمي بسبب ارتفاع أسعار الغاز ضغوطاً سياسية رهبية على الرئيس بايدن. ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن تلك التطورات المتوقعة على الساحة الأمريكية قد تساعد على عودة أحد حلفاء بوتين وهو الرئيس دونالد ترامب إلى كرسى الرئاسة الأمريكية.
ويقول الكاتب أن بعض خبراء السياسة الخارجية يحذرون من أن ممارسة المزيد من الضغوط علي روسيا لشل حركتها قد يدفعها إلى التحول إلى دولة إرهابية مثل كوريا الشمالية، موضحاً أن روسيا بدأت بالفعل تتجه نحو توطيد علاقاتها مع الصين طلباً للمساندة والدعم.
ويضيف الكاتب أن خبراء السياسة الخارجية يرون أن التحدى الحقيقى حالياً هو أن المقاومة الأوكرانية الباسلة والضغوط الغربية المتزايدة قد لا تنجح في تحقيق انتصاراً عسكرياً علي روسيا أو الإطاحة بالرئيس بوتين.
كما أنهم يرون أن الولايات المتحدة يجب أن تسعى للتوصل إلى تسوية سلمية مع بوتين لإنهاء الصراع الحالي في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن إلا أنه يستطرد قائلاً أن هذا الحل يواجه عدة مشاكل، أولها أن أى اتفاق سلام يتم فرضه علي الجانب الأوكرانى قد يؤدى إلى تقديم تنازلات من الأراضى الأوكرانية لصالح روسيا بالإضافة إلى أن استمرار تدفق الدعم العسكرى للجيش الأوكرانى قد يؤدى إلى مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسى وروسيا.