الخميس 13 يونيو 2024

اليمين في اسبانيا يختار زعيمه الجديد ويستعد للانتخابات

حزب اليمين

عرب وعالم2-4-2022 | 11:19

دار الهلال

اختار الحزب الشعبي، الحزب الرئيسي في المعارضة الإسبانية اليوم /السبت/، ألبرتو نونيز فيجو، السياسي المخضرم والمعتدل رئيسا للحزب بحيث يقع على عاتقه إعادة هذا الحزب اليميني إلى السلطة في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في نهاية عام 2023.

وألبرتو نونيز فيجو، 60 عامًا، هو المرشح الوحيد لخلافة بابلو كاسادو، 41 عامًا، في المؤتمر الاستثنائي الذي بدأ امس الجمعة في إشبيلية، عاصمة إقليم الأندلس جنوب البلاد.

وقال نونيز فيجو خلال خطاب ترشيحه "جئت إلى هنا لأفوز وأحكم" (البلاد) فيما هتف آلاف المندوبين في المؤتمر "الرئيس!" (رئيس الحكومة).

وعقد الحزب هذا المؤتمر لوضع حد للأزمة التي أثارها الصراع بين بابلو كاسادو وإيزابيل دياز أيوسو، رئيسة منطقة مدريد والنجمة الصاعدة للحزب.

وقد اتهم مقربون من كاسادو أيوسو باستغلال نفوذها في اطار عقد لشراء كمامات تم توقيعه في أبريل 2020 من قبل منطقة مدريد، وحصل شقيقها توماس، ممثل احدى الشركات التي تقوم ببيع معدات طبية، مقابل ذلك على عمولة.

لكن الأزمة أدت إلى إبعاد بابلو كاسادو، الذي تعرض لانتقادات كثيرة داخل الحزب لافتقاره إلى القيادة.

أما ألبرتو نونيز فيجو، فقد تولى رئاسة منطقة جاليسيا شمال غربي البلاد لمدة 13 عامًا كما فاز بأربعة انتخابات متتالية بأغلبية مطلقة في معقله، وهو أداء نادر للغاية في إسبانيا مما يجعله قياديا يحظى باحترام الجميع داخل الحزب المحافظ. 

وأعلن مساء الجمعة قبل مؤتمر الحزب الشعبي "أشعر براحة أكبر في السلطة عنها في المعارضة".

وسيتعين عليه الآن محاولة تكرار هذه النجاحات على نطاق وطني لإعادة اليمين المصاب بخيبة أمل للسلطة بعد الإطاحة بماريانو راخوي في عام 2018 من قبل البرلمان بعد تقديم رئيس الوزراء الاشتراكي الحالي بيدرو سانشيز طلبا لحجب الثقة بعد إدانة الحزب الشعبي في فضيحة فساد.

وأثارت جولة ألبرتو نونيز فيجو أمام أعضاء الحزب في جميع أنحاء إسبانيا، قبل مؤتمر إشبيلية، الكثير من الجدل والتصحيح، لا سيما عندما وصف الحكومة بانها مصابة بالـ"التوحد"، قبل تقديم الاعتذار لمن يعانون من هذا الاضطراب.

ولكن على الرغم من هذه العثرات، فإن الحزب الشعبي ليس لديه شك في أن ألبرتو نونيز فيجو هو الرجل المناسب لهذا المنصب وأنه سيكون قادرًا على الاستفادة من الصعوبات التي تواجه حكومة الأقلية بقيادة بيدرو سانشيز، التي تتعرض لاستياء اجتماعي متزايد بسبب نسبة التضخم التي سجلت رقما قياسيا -بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا - واقتربت من 10٪ في مارس الماضي.

وقال الزعيم السابق للحزب الشعبي خوسيه ماريا أثنار، الذي كان رئيسًا للوزراء في الفترة من 1996 إلى 2004 أمام المؤتمر في خطاب عن طريق الفيديو "يجب أن نراهن على نجاح (نونيز فيجو)، لأن نجاحه (...) سيعني نجاح إسبانيا". 

وسيكون أمام الزعيم الجديد للحزب الشعبي مهام رئيسية من بينها كبح صعود حزب فوكس اليميني المتطرف، غير المتواجد في معقل نونيز فيجو الجاليكي، ولكنه يزدهر في معظم انحاء إسبانيا. وكان الحزب هامشيا قبل بضع سنوات، إلا أنه الحزب الذي أسسه أعضاء سابقون في الحزب الشعبي، أصبح القوة السياسية الثالثة في إسبانيا منذ الانتخابات التشريعية لعام 2019، مع 52 نائبًا مقابل 88 للحزب الشعبي، من إجمالي 350 مقعدًا في مجلس النواب بالبرلمان. 

وبالنسبة لإرنستو باسكوال، من جامعة برشلونة المستقلة، سيتعين على الحزب الشعبي "اجتذاب القواعد الوسطية التي جلبت أثنار وراخوي إلى السلطة"، موضحًا أن "التوجه نحو التطرف لن يجعل من الممكن الحصول على أغلبية حكومية".

ومع ذلك، يجب على الحزب، حسب استطلاعات الرأي، أن يحصل على دعم حزب "فوكس" ليفوز بأغلبية على المستوى الوطني. كما وافق الحزب للتو، بمباركة ألبرتو نونيز فيجو، على إدخال حزب "فوكس" لأول مرة في حكومة إقليمية في قشتالة وليون.