الخميس 23 مايو 2024

30 رواية في السينما.. «اللص والكلاب» لنجيب محفوظ

غلاف الرواية

ثقافة2-4-2022 | 11:57

عبدالله مسعد

يزخر تراثنا العربي بالكثير من الأعمال الأدبية القيمة، والتي حظيت بقراءة واهتمام أجيال عدة منذ وقت صدروها وحتى الآن، واستطاعت الرواية العربية أن تفرض نفسها كلون أدبي في ساحات الأدب العالمية، وتحصد الجوائز أيضا وتظل خالدة، كما أنها ألهمت السينما للإستنتاد على أحداثها وتحويلها إلى أفلام حققت هي الأخرى التفرد والنجاح مثلما فعلت الرواية الأصلية، تاركة هي الأخرى بصمة في تاريخ الفن والأدب.

رواية اللص والكلاب مستوحاة من واقعة حقيقية بطلها محمود أمين سليمان الذي شغل الرأي العام لعدة شهور في أوائل عام 1961.

وقد لوحظ اهتمام الناس بهذا المجرم وعطف الكثيرين منهم عليه، فقد خرج " محمود أمين سليمان "عن القانون لينتقم من زوجته السابقة ومحاميه لأنهما خاناه وانتهكا شرفه وحرماه من ماله وطفلته وكان هذا سببا هاما من أسباب تعاطف الناس معه، ولتحقيق انتقامه ارتكب العديد من الجرائم في حق الشرطة وبعض أفراد المجتمع، فأثارت هذه الواقعة اهتمام الكاتب واستلهم منها مادته الأدبية تجمع بين ما هو واقعي وما هو تخيلي فكانت رواية اللص والكلاب.

تبدأ الرواية في عيد الثورة عندما خرج بطل الرواية، سعيد مهران من السجن، وسعيد هذا اسم على غير مسمى، فهو ليس سعيدا على الإطلاق، فحياته كلها آلام وضياع، منذ مات والده وهو يحمل على كتفه أعباء السنين، كان والده بواب عمارة الطلبة ثم مات فأصبح لزاما على الولد والأم أن يقوما باحتياجاتهما، وتجلّت شهامة رؤوف علوان الطالب بكلية الحقوق فسعى أن يعمل سعيد ووالدته في خدمة العمارة بعدما رحل رب الأسرة.

وبدأ سعيد يتحمل المسؤولية في سن مبكرة، ثم مرضت أمه وهلكت بسبب مرضها حيث داهمها نزيف حاد، فطار ابنها إلى أقرب مستشفى، تصور أن المستشفى يمكن أن ينقذها لأنها روح إنسان، لم يكن يعرف أن المستشفيات الكبرى ذات قاعات الاستقبال الفخمة والطبيب الشهير والممرضة الأجنبية سوف تنظر لأمه المريضة نظرة احتقار لأنها ببساطة رثة الثياب واضحة الفقر.

ويرصد نجيب محفوظ في هذه الرواية الفلسفية مدينة القاهرة بفضاءاتها المتناقضة إبان المرحلة الاشتراكية في سنوات عقد الخمسين وسنوات عقد الستين.