الإثنين 29 ابريل 2024

فيها‭ ‬‮«حاجات»‬‭ ‬حلوة

مقالات3-4-2022 | 02:03

في أول يوم رمضان أفراح وطقوس أهالينا في سيناء، «الجيش السند» عناوين الصحف وحال الرجال رمضان شهر العمل مصر فيها حاجات حلوة، ورجعت موائد الرحمن و«السهرة صباحي» وزينة وفوانيس رمضان مصر أصل الحياة.

حين  تمسك بالقلم في أول أيام الصيام لكتابة المقال اليومي..تسأل نفسك ماذا تكتب: هل عن الدراما.. لكن وجدت أن الانتظار أفضل لحين التعرف على المضمون والتفاصيل.. هل عن الأسواق واحتياجات الشهر الكريم من السلع الأساسية.. ولكن وجدت والحقيقة وبكل موضوعية أن كل حاجة متوفرة.. وكتب الجميع في ذلك، رغم قسوة الأزمة العالمية.. حتى في الكورة والفيفا ومصر والسنغال.. وجدت أن كله كلام اتقال.. الحقيقة وجدت أن الكتابة عن أول يوم رمضان مهمة.. فمتعة انتظار رمضان لا تضاهيها متعة.. وكل يوم ينتهى من هذا الشهر العظيم يؤلمني.. وكأنني أريد السنة كلها رمضان، فبعد انتهاء هذا الشهر أشعر بحالة من الفراغ والعزلة، ولا أبالغ إذا قلت الإحباط.. شهر جميل.. تعيشه بإحساس مختلف.. تمنع عن الطعام.. وسوء الكلام.. تعمل وتسهر.. وقليل من النوم يكفي.. تصلى الفجر.. وفى الجامع.. مشاعر نقية وجميلة من الإنسانية والحرص على إرضاء الناس وجبر الخواطر والتألم لمعاناة إنسان.

أجواء رمضان الجميلة.. وخيراته الوفيرة.. الجميع يشعر بالرضا خاصة فى مصر.. ففي الأيام العادية مفيش حد بينام جعان في مصر، فما بالنا برمضان الكريم.. رمضان بتاع زمان.. رجع من تاني موائد الرحمن.. وصلاة التراويح والسهر لقبل السحور الخير ملأ ربوع البلاد جميل يا شهر الخير والمغفرة والرحمة.

إذا كانت الشياطين تُقيد وتُحبس، لكن شياطين الإخوان لا يحبسون كذبهم، ولا يمتنعون عن إطلاق العنان للشائعات وتزييف الحقائق.. بمجرد الإعلام عن فكرة مسلسل «الاختيار ــ 3» انتابتهم حالة من الجنون.. مجرد «برومو» قَضَّ مضاجع الجماعة الخائنة.. بل وأيقظ آلة الكذب والخداع التي سوف تتصاعد رويداً رويداً.. الغريب أن أسياد الإخوان ورُعاتهم ومستضيفيهم بدأوا في تحريك آلتهم الإعلامية التي لطالما تتشدق بالمهنية ومواثيق الشرف والاحترافية وهى تغرق في مستنقع الازدواجية والتناقض وافتقاد أدنى معايير المهنية.. بل جعلت من نفسها مجرد أداة وبوق يتحرك بفعل الهوى والغرض وتعليمات المخابرات.. إذا أردت أن تعرف عن ماذا ومَن أتحدث.. فالإجابة الـ«بي.بي.سي» التي تورطت في الإساءة للمهنة، بل والإساءة للشرف والإنسانية.. فلا موضوعية ولا مهنية ولا أخلاقية.. ولكن تحدٍ سافر لكل الأعراف الإعلامية لعل انحيازها للعناصر الإرهابية والمتطرفة وكذلك تبنيها للإرهاب وضلوعها في استهداف دولة بعينها وانحيازاتها للكيانات الإرهابية المعادية.. كل ذلك يخرجها بما لا يدع مجالاً للشك عن أي مبادئ للمهنية والشرف والمصداقية.

في رمضان يحلو الكلام وذكر الرحمن، والصدق والموضوعية أهم مبدأ في خبر صحفي لفت انتباهي يقول عنوانه: «أهالي 13 قرية بالشيخ زويد يحتفلون بطقوس رمضان بعد تطهيرها من الإرهاب» والسؤال: أليس هذا فضلاً كبيراً وعظيماً من اللَّه.. أليس هذا إنجازاً لا يقدر بكنوز الدنيا، أن تعود الحياة ويرفرف علينا الأمن والاستقرار والرخاء ألا يستحق الشهداء الأبرار كل التحية لأرواحهم الطاهرة على ما قدموه لمصر من تضحيات كانت الطاقة والوقود الذى منحنا الحياة.. والخلود.. والخير والبناء.

أفراح وسعادة واحتفالات أهالينا في سيناء واسترجاع أيامهم وذكرياتهم وطقوسهم الجميلة في رمضان  أليست هذه رسائل قوية عن سيناء الغالية ومدى التضحيات التي شهدتها لتعود آمنة مستقرة للوطن ولأهلها ومصدراً للخير والنماء فقد عانى أهالينا في سيناء بوجه خاص والمصريون بوجه عام من القلق والخوف والرعب على ضياع سيناء، بعد أن واجهت مؤامرة ومخططاً شيطانياً دعمته وأشرفت عليه ومولته قوى دولية وإقليمية بالمال والسلاح والجماعات والتنظيمات الإرهابية، وعانى أهالينا في سيناء كثيراً من بربرية ووحشية الإرهاب  وكانوا دائماً إلى جوار أبطال الجيش والشرطة في بطولاتهم وتضحياتهم لم يساورهم أدنى شك في تحقيق النصر وعودة سيناء.

الحقيقة أن أهالي قرى الشيخ زويد وهم يحتفلون بطقوس رمضان في أمن واستقرار واطمئنان يجسدون ملحمة مصرية وإنجازاً تاريخياً.. لكن جهود الدولة لم تتوقف عند مرحلة التطهير، ولكن امتدت إلى تنمية وبناء وتعمير غير مسبوق، أنفقت عليه الدولة المصرية ما يزيد على 700 مليار جنيه، على كافة المجالات والقطاعات في سيناء، وتوفير الخدمات والحياة الكريمة لأهالينا باعتبار أن سيناء قضية «أمن قومي».. واستغلال ثرواتها ومواردها.. وحمايتها بقوة وقدرة الرجال.. وأيضاً بالخير والبناء والمشروعات والثروات المعدنية والصناعة والزراعة.. من حق أهالينا فى الشيخ زويد التي كانت أخطر المناطق التي تتعرض لإجرام الإرهاب، أن يفرحوا ويحتفلوا.. ومن حق أهالينا في سيناء.. ومن حقنا جميعاً كمصريين أن نفرح برمضان وهو يأتينا وكل حبة رمل مصرية في أحضان الوطن، وسيناء آمنة مطمئنة ومستقرة.

وفى أول أيام رمضان أجد صعوبة في الكتابة في ظل غياب وافتقاد أهم شيئين.. لكن الغريب وأنت في الطريق من البيت إلى العمل تشعر وكأن سكان القاهرة والجيزة غادروهما.. نفس أجواء يوم الوقفة أو وقفة عرفة، الشوارع خالية.. الناس سافرت للأهل والأحباب.. طيب نقول معلش علشان أول أيام رمضان.. لكن لازم نشتغل.. الطالب يذاكر.. العامل والمدرس والطبيب والمهندس والموظف والبائع.. والسباك والنجار والكهربائي.. هي كده الحياة، وشهر رمضان بالذات العمل والكفاح والصبر والمثابرة.. أول يوم رمضان بالنهار الناس غياب عن الشوارع والمؤسسات.. الدنيا «رايقة» والناس نايمة.. وتكلمه يقولك: «نايم» بعد الفجر.

بصراحة الأجواء الرمضانية في مصر بترجع تاني.. الخلطة العبقرية بتاعة كل رمضان، أصبحت موجودة، صلاة التراويح، والفجر.. والمسلسلات والدراما القوية والمتنوعة مع أطباق الكنافة والبسبوسة.. أو الذهاب للقهوة بعد عودة المقاهي لوش الفجر، وتحديداً الثانية صباحاً.. وموائد الرحمن.. وأنت نازل من شغلك في وقت الأذان، إلى البيت لتلحق بمائدة الإفطار.. تشوف الناس بتحاول تعطيك بلح أو عصير أو مياه أو تقولك تعالى افطر عندنا.. باللَّه عليكم في ناس أجمل وأعظم من المصريين.. هو في أحلى من بلدنا.. مش بس فيها حاجة حلوة.. دي حاجات وحاجات.

في أول يوم رمضان.. كنت براجع بروفة صفحة رمضان والناس.. للزميلة المحترمة جمالات يونس.. لأجد الموضوع الرئيسي بسبب المشروعات العملاقة للطرق والكباري «رمضان بلا زحام».. الحقيقة أن اتفاقنا في «الجمهورية» على أهمية تقديم بلدنا بالشكل الجميل والصادق والأمين، وبما هو موجود على أرض الواقع لبناء الوعى الحقيقي، يظل أهم أهدافنا.. ونستغل كل سطر لتنفيذ هذه المعادلة.. لذلك هذه حقيقة أن مصر حققت معجزة في مجال البنية الأساسية والتحتية والطرق والكباري والمحاور.. حتى بات الجميع يشيد ويثنى ويفاخر بما تحقق في هذا المجال، وكذلك ضيوف مصر الذين يخبروننا بذلك.. ويقولون إن مصر تحولت إلى بلد جديد متطور يضاهى أفضل بلدان العالم.. والبنية التحتية من أهم المحاور التي يطمئن إلى وجودها المستثمر الأجنبي.. والحمد لله.. مصر من أهم الدول في هذا المجال، وقفزت إلى مراتب في المقدمة سواء على مستوى أفريقيا أو العالم، بفضل جهود مشروعات ونجاحات تحققت من خلال رؤية الرئيس السيسي.

في أول يوم رمضان، اطلعت على خبر في الصفحات الأولى بالصحف المصرية.. لكن اختلفت العناوين.. منها مَا قال: إن رجال القوات المسلحة يعملون على قلب رجل واحد.. والعنوان الثاني في صحيفة أخري: «رجال القوات المسلحة يضحون بالغالي والنفيس للدفاع عن أمن مصر واستقرارها.. الحقيقة أن العناوين التي قرأتها تمثل عقيدة نبيلة لدى قواتنا المسلحة.. فالحقيقة أنه لولا أن رجال وأبطال قواتنا المسلحة يعملون على قلب رجل واحد، ما شاءت الأقدار أن يُخلد هذا البلد.. وأن يأمن هذا الوطن.. فرجال القوات المسلحة في كل العصور والعهود على قلب رجل واحد.. وهم الصخرة المتماسكة التي تنكسر عليها كل المؤامرات.. جيش مصر العظيم، وهو الكتلة الصلبة، والقدرة على الفداء والعطاء والتضحية.. لذلك تجاوزت وعبرت قواتنا المسلحة كل المحن.. وانتصرت وحافظت على الأرض والعرض.

العنوان الثاني أيضاً الذي قاله الفريق أول محمد زكي، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربى الحربي أن رجال القوات المسلحة يضحون بالغالي والنفيس للدفاع عن أمن مصر واستقرارها وبكل ثقة في عطاء هؤلاء الأبطال هو سر الخلود.. لم يتخلوا يوماً عن وطنهم بالتضحية بالدم والروح والجهد والعطاء والتفاني، ساهرين على حماية أمن ووجود هذا الوطن ومكانته وتحقيق آمال وتطلعات شعبه.

الحقيقة أن الجيش المصري العظيم هو جزء من هذا الشعب.. هو السند والحصن وصمام الأمان والاطمئنان لمصر والمصريين، بل وللأمة العربية بأسرها.. ولا يخفى على أحد حالة التقدير والثقة التي يكنها هذا الشعب لقواته المسلحة.. ويدرك المصريون أنه لولا بطولات وتضحيات خير الأجناد ما بَنَتْ مصر.. وما أمِنَتْ.. وما استقرت، وما تقدمت.. وما حلمت وتطلعت.. وما انتصرت وعبرت.. الجيش المصري العظيم هو أصل الخلود.

في أول يوم رمضان.. وأنا مروح على موعد الإفطار.. وفى وقت الأذان، أجد رجالاً.. تركوا أسرهم وأبناءهم في أول أيام الشهر الكريم.. ليتواجدوا بين الناس، يوفرون الأمن والأمان للناس، والانضباط والالتزام.. هذا هو حالهم في كل المناسبات والأجواء نفرح ونقضى الأعياد والإجازات ونسافر.. وهم يحرسون ويحمون ويوفرون الأمن والأمان.. إنهم رجال الشرطة الأوفياء الذين يشكلون ويصنعون مع أشقائهم من رجال القوات المسلحة معادلة القوة والقدرة.

وأنا مروح قلت ما أجمل بلادي وما أحلاها ربي يحفظها ويخليها ويديم عزها وفضلها وأمنها ربي يحفظ قائدها ورئيسها وجيشها وشرطتها وكل وطني شريف فيها مصر عظيمة بأهلها منورة بانتصاراتها وأمجادها وإنجازاتها كل عام وكل المصريين في خير وتقدم كل عام ومصر الجميلة أكثر جمالاً وإشراقاً.

Dr.Randa
Dr.Radwa