أطلق الملحن وعازف الكمان الفلسطيني أكرم عبد الفتاح أجدد أعماله الموسيقية «أرضي» بشكل فيديو كليب مصور من ألبومه الجديد «من هنا»، الذي يضم في جعبته 6 مقطوعات مختلفة.
واختار أكرم تجسيد معاني الانتماء والوطن عبر ست مقطوعات موسيقية يحتضنها ألبومه الرابع في مسيرته الفنية واتضح جليًا بشكل بصري ممتع عبر كليب «أرضي» الذي تم تصويره في قرية كوكب أبو الهيجاء في منطقة الجليل الفلسطينية وهي موطنه الأم ومحل إقامته بعد استقراره في فلسطين عقب عودته من الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقدم أكرم رؤيته الموسيقية الخاصة من منظور آلة الكمان، عبر مزج روح الموسيقى التراثية الفلسطينية وإيقاعات الدبكة الفلكلورية مع لمسات من وحي الثقافات العالمية بين الموسيقى التركية والشامية والمصرية، مع اعتماده على التجريب والابتكار وخلط ذلك بالموسيقى الإلكترونية، وتقديم الموسيقى بشكل حي عبر «باند » متكامل يجمع بين آلة اليرغول المتجذرة في الثقافة الشامية بمشاركة الآلات الغربية مثل الجيتار والكيبورد والدرامز.
وحملت مقطوعة «أرضي» توليفة مبهجة من الموسيقى الإيقاعية التي مزحها أكرم بفيديو كليب مصور يظهر جمال الطبيعة في منطقة الجليل الفلسطينية مع إضفاء لمسة بصرية من الرقص الفلكلوري على إيقاعات الموسيقى التي اعتمدت أساسا على الكمانجة والدبكة، في حين قدم شكلًا موسيقيًا مختلفًا في مقطوعة «كمان روك عربي» مزج فيها بين موسيقى الروك والبلوز الغربية ومقام الصبا العربي.
كما يقدم الألبوم رحلة موسيقية في أنحاء العالم العربي، بين الموسيقى النوبية والفلكلور المصري في مقطوعة «الرقص النوبي»، مزج فيها بين موسيقى الجاز العالمية وبين التراث النوبي بنكهة عصرية، بجانب تقديم عزف موسيقي ارتجالي جمع بين الهندي والتركي والجاز الغربي عبر مقطوعة «يلا ماشي»، في حين وضع مسك الختام على مقطوعات الألبوم عبر تراك «مازلت هنا» وتراك «آخر مقطوعة للعام» التي جسد فيها معاناة العالم في فترة الحجر الصحي ووباء كورونا عبر تجسد مشاعر الوحدة والتخبط تلك بنمط الموسيقى التركية.
ويعد ألبوم «من هنا» تلخيصًا سماعيًا لرحلة حياة أكرم عبد الفتاح، بين معاني الغربة والوحدة والبحث عن وطن وانتماء ودورانه في فلك الثقافات العالمية خلال نشأته في الولايات المتحدة الأمريكية وتعلمه الموسيقى في فلسطين وترحال جولاته وحفلاته الموسيقية في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط، بحيث تحمل كل مقطوعة من مقطوعات الألبوم الستة نبذة عن مرحلة من مراحل حياته المهنية والشخصية.
أكرم عبد الفتاح، عازف كمان فلسطيني الأصل، ولد في ولاية نيوجيرسي الأمريكية وانتقل في طفولته إلى منطقة الجليل الفلسطينية، وتعمق في دراسته للكمان في معهد القدس للموسيقى، ووضع حجر أساس فرقته الموسيقية الأولى «أوان» وهو في سن التاسعة عشر، واعتبر وقتها أصغر رباعي موسيقي في فلسطين، وأطلق ألبومه الموسيقي الأول منذ 8 سنوات، ونال في مسيرته عدة جوائز في محافل رسمية، منها تتوجيه بجائز مسابقة مارسيل خليفة، وفوزه بالمركز الأول في المسابقة الدولية للموسيقى العربية في فلسطين بجانب مسابقة الفرق الموسيقية.
كما وضع أكرم لمسته الموسيقية في عالم البوب عبر مشاركته كعازف كمان أساسي مع عدد من نجوم العالم العربي مثل النجمة أصالة نصري والفنان محمد عساف والفنان إلهام المدفعي، وقدم جولات عالمية في عدة مهرجانات شهيرة، مثل مهرجان موازين بالمغرب وقرطاج الدولي في تونس ومهرجان جرش الأردني والمهرجان الوطني بالكويت، وحفلاته في أنحاء أوروبا وآسيا مثل السويد وفرنسا والدنمارك والهند.