للمرة الأولى منذ بدء جائحة كورونا واكتشاف أول إصابة به في مصر في مطلع عام 2020، أعلنت وزارة الصحة خلو محافظة البحيرة من الإصابات بالفيروس، وعدم استقبال مستشفياتها من أي مرضى مصابين بفيروس كورونا، حيث أكد أطباء أن هذ الأمر يرجع إلى عدة عوامل أهمها التطعيم بلقاح كورونا وكذلك اتباع أساليب الوقاية.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن جميع نتائج تحاليل عينات PCR لفحص فيروس كورونا سواء للحالات المشتبهة أو المسافرين جاءت جميعها سلبية على مدار الـــ 10 أيام الماضية، فيما جاءت نتائج تحاليل عينات PCR بأقسام الداخلي وعددهم 13 حالة، والعناية المركزة وعددهم 15 حالة في جميع المستشفيات سلبية كما أوضح الدكتور هاني جميعه وكيل وزارة الصحة بمحافظة البحيرة.
ووفقا لما أعلنته وزارة الصحة، تعد البحيرة تعد من أكثر محافظات الجمهورية في نسب تطعيم المواطنين ضد فيروس كورونا وفقا للتقارير الخاصة بمعدلات تطعيم المواطنين بالجرعات الأولى والثانية والتنشيطية.
الإجراءات المطلوبة
وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، إن إعلان خلو محافظة البحيرة من إصابات كورونا جاء نتيجة جهود الدولة في تطعيم المواطنين بلقاح كورونا وكذلك التزام المواطنين بأساليب الوقاية والإجراءات الاحترازية والاستجابة لحملات التطعيم والحصول على لقاح كورونا بجرعاته الكاملة.
وأوضح عقبة، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المطلوب خلال الفترة المقبلة للحفاظ على ذلك والوصول إلى محافظات أخرى خالية من الإصابات هو الاستمرار في الالتزام بأساليب الوقاية والحصول على لقاح كورونا لأنه يساعد بشكل كبير في تقليل أعداد الإصابات بشكل كبير وكذلك تخفيض حدة وخطورة الإصابة في حالة حدوثها.
وأشار إلى أن الموجة الخامسة من فيروس كورونا في مصر انكسرت حدتها بشكل كبير وتستمر الأعداد من حيث الإصابات والوفيات في الانخفاض، مشيرا إلى أن حدوث ارتداد للإصابات للارتفاع وموجات أخرى من الجائحة أمر وارد لكنه يعتمد على المواطنين بشكل كبير فمن المهم عدم التهاون واستمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية والحصول على اللقاح.
وأضاف أستاذ المناعة أن مصر تسير بوتيرة جيدة في معدلات التطعيم بلقاح كورونا ووصلت أعداد الحاصلين على اللقاح إلى أكثر من 50% من المستهدفين تقريبا، وهو إنجاز كبير تم عمله، موضحا أنه من الوارد أن يتم تخفيف الإجراءات الاحترازية في مصر وتعود الحياة إلى طبيعتها في حالة استمرار تقليل الأعداد من حيث الإصابات والوفيات وارتفاع معدلات التطعيم إلى أكثر من 70% من المواطنين.
نصائح للمواطنين في شهر رمضان
ومن جانبها، قالت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة، رئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، إن أعداد إصابات كورونا مستمرة في الانخفاض بشكل ملحوظ على مدار الأيام الماضية، وأصبحت الإحصاءات الرسمية للإصابات تصدر أسبوعيًا وليس يوميًا، بسبب تراجع الأعداد للإصابات والوفيات.
وأوضحت في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن السبب في ذلك يعود إلى عدة عوامل منها جهود الدولة منذ بداية الأزمة وحتى الآن، وقيام الحكومة بدورها حتى أصبح الوضع الوبائي في مصر أفضل بكثير من دول أخرى كانت أكثر تقدمًا، والسبب الثاني هو إقبال المواطنين للحصول على لقاح كورونا.
وأشارت إلى أن ارتفاع درجات حرارة الطقس أيضًا من العوامل التي ساهمت في السيطرة على الإصابات، لأن درجة الحرارة المرتفعة تضعف الغلاف الخارجي للفيروس، موضحة أن البحيرة هي المحافظة الأولى الخالية من فيروس كورونا، منذ بدء الجائحة وهو نجاح مهم يجب الحفاظ عليه باستمرار الإجراءات الاحترازية.
وأكدت أنه يجب التزام التباعد والإجراءات الاحترازية في شهر رمضان المبارك، من خلال اصطحاب سجادة الصلاة الخاصة في أثناء الصلاة بالمساجد وأداء صلاة التراويح في الهواء الطلق قدر الإمكان، بدلًا من المساجد المغلقة، وعدم التجمع وعمل العزومات في الأماكن المفتوحة قدر الإمكان والتباعد والتهوية الجيدة في أثناء العزومات.
وطالبت أي شخص يشعر بأعراض برد مثل العطس والكحة أن يلتزم بيته ولا يخرج حتى لا ينقل العدوى للآخرين، ويلتزم بأساليب الوقاية اللازمة داخل منزله، مثل استعمال أدوات شخصية خاصة به فقط وتناول الطعام في أدوات خاصة به فقط والتخلص منها بعد الانتهاء، موضحة أن كل ذلك ضروري لاستمرار حصار كورونا ومنع ارتفاع الإصابات به مرة أخرى.