الثلاثاء 14 مايو 2024

مهن رمضانية.. بائع الفوانيس

صورة ارشيفية

ثقافة6-4-2022 | 22:50

أبانوب أنور

يختلف شهر رمضان الكريم في عاداته وطقوسه بالنسبة للمصريين، فيظهر به الزينة والأنوار وفروع الإضاءة في الشوارع والحارات، تزدهر الأسواق، وتنتعش حركة البيع، تكثر العزائم على الإفطار ويتبادل الجيران الأطباق، تجتمع العائلات لمشاهدة المسلسلات، ونرى مهن لا تظهر إلا في هذا الشهر، وهناك أخرى توجد طوال العام ولكنها تبرز وتنشط في هذا الشهر.

كل منا ينتظر أن يقترب شهر رمضان حتى يذهب إلى بائع الفوانيس ليقتني الفانوس، هذه العادة التي تعود عليها المصريون منذ زمن بعيد، فتلك العادة لها متعة خاصة، تنظر إلى الشوارع والحارات التي تتزين بالفوانيس مع الإضاءة والزينة الملونة فتشعر بالبهجة في هذه الأجواء.


"وحوي يا وحوي" هي كلمات يتغني بها الأطفال والكبار وهم يحملون الفوانيس في أيديهم، ويرجع تاريخ الفوانيس إلى عهد الفاطميين واستمر منذ ذلك الوقت وانتشر في كافة أنحاء الدول العربية، ويعتبر رمزًا من رموز الفرحة ومن التقاليد المحببة لدى المصريين في رمضان.


ويعتبر المصريون من أوائل الشعوب العربية التي استخدمت فانوس رمضان وذلك في العهد الفاطمي، إلا أن هناك العديد من القصص والروايات حول بداية استخدامه فتقول أحد الروايات أن بداية استخدام الفانوس كان مرتبطًا بيوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادمًا من الغرب، وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية وخرج المصريون في موكب كبير اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلاً، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه، وهكذا بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان.


وفي رواية أخرى وهي غريبة بعض الشئ، يُقال أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله كان قد منع النساء من الخروج ليلا، واستثني شهر رمضان من ذلك الأمر لكي يسمح لهن بالخروج للصلاة أو التزاور، ولكي يسعدن بالشهر الكريم، إلا أنه اشترط وجود غلام يحمل فانوسا لينير الطريق، ويعلم المارة بأن هناك امرأة تمر بالطريق، فيفسحون لها، ويغضون أبصارهم.


وتطور الفانوس عبر الزمن فبدأ بالفانوس الصفيح الذي يوضع شمعة بداخله، وأخذ فترة مسيطرًا على السوق حتى ظهر المصباح، بعد ذلك ظهر الفانوس المصنوع من الأركت فأقبل عليه الناس لرخص ثمنه، واستمر فتره حتى بدأ الفانوس القماش في الظهور، ثم ظهرت الفوانيس التي تأخذ شكل الشخصيات الكرتونية مثل بوجي وطمطم وبكار، ومن ثم وصنعوا فوانيس بأشكال المشاهير من لاعبي الكرة والفنانين وأبرزهم محمد صلاح.

Dr.Radwa
Egypt Air