الجمعة 27 سبتمبر 2024

إمام مسجد السيدة زينب: المجتمع المسلم متكامل ومتعاون.. والصبر والحمد من صفات المؤمن

الدكتور محمد السيد أبو هاشم

دين ودنيا6-4-2022 | 23:29

دار الهلال

أكد الدكتور محمد السيد أبو هاشم، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب بالقاهرة، أن الصبر والحمد والشكر لله من صفات المؤمن الحق، وأن حياة الإنسان تدور بين اليسر والعسر والشدة والرخاء وأنه من جميل إحسان الله تعالى أن يذيق الانسان مرارة الكسر قبل حلاوة الجبر فما كسر عبده إلا ليجبره وما ابتلاه إلا ليعافيه، والمؤمن في كل أحواله صابر محتسب شاكر لله تبارك وتعالى، مؤكدا أن المجتمع المسلم مجتمع متكامل متعاون.

واستشهد إمام مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، خلال كلمتها الليلة في الحلقة الخامسة من حلقات برنامج " مع الصائمين " الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط " أ ش أ " بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ويتم بثه ونشره على مواقع الوكالة وسوشيال ميديا" أ ش أ " على الروابط التي يتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان المبارك : ـ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : فعنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه. قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ، مضيفا أن المؤمن الحق يشكر على السراء ويصبر على الضراء.

وقال إمام مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، إن المجتمع المسلم مجتمع متكامل متعاون، يقول سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. مضيفا ولقد حثنا الشرع الشريف على أن نتكاتف ونتعاون في أوقات الأزمات قال تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ۝ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ۝ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ۝ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ۝ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ۝ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ) حيث خص الله سبحانه الإطعام في أوقات الشدة والمجاعة وأيام المسغبة لأنه اثقل على النفس وأوجب لجزيل الأجر كما قال سبحانه "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ ".

وأضاف إمام مسجد السيدة زينب رضي الله عنها ـ ولذلك يجب علينا ان نقتدي بأخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في مثل هذه الأوقات بأن نتراحم ونفعل الإيثار والصدقة وإطعام الطعام ، قال سيدنا عبد الله بن سلام رضي الله عنه كان أول ما قاله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما دخل المدينة: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ. كما كانت أخلاق آل البيت عليهم رضوان الله عليهم وسلامه أجمعين كانوا يشعرون بأحوال الناس في أوقات الأزمات والشدائد فكان علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم أجمعين كان كثير الصدقة في أوقات الأزمات وكان يقول صدقة السر تطفيء غضب الرب وتنور القلب والقبر وتكشف عن العبد ظلمة يوم القيامة وكان يخرج فيحمل الطعام على ظهره ويأتي فقراء المدينة فيقرع أبوابهم ويعطي كل من يخرج إليه، فلما مات فقدوا ذلك فعرفوا وعلموا أن الذي كان يقوم بأمرهم هو علي بن الحسين عليه رضوان الله.

وتابع قائلا : فعلينا أن نشعر بأحوال الناس وأن نقضي حوائجهم وأن نخفف عنهم فمن ستر مسلمًا ستره الله تبارك وتعالى ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة فلهذا حرم الشرع الشريف الاحتكار وهو استغلال حاجه الناس وتخزين السلعة حتى يزيد سعرها ثم يبيعها بسعر عال، وحرم الإسلام التطفيف في المكاييل والموازين وحرم الغش قال عليه الصلاة والسلام المحتكر خاطيء وهو ملعون وقد برئت منه زمة الله تبارك وتعالى ولا يبارك الله له وقال عليه الصلاة والسلام من غشنا فليس منا، لافتا إلى أن هذه الأخلاق تدل على الجشع والبخل والطمع والشره والأثرة وهذه علل يجب أن يتخلص منها المسلم فيجب عليه أن يشعر بحال أخيه الإنسان في كل وقت ولاسيما في أوقات الأزمات ذكر الحافظ الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء عن أبي بكر الحربي قال سمعت السري السقطي رحمه الله يقول حمدت الله مره ثم استغفرته من هذا الحمد ثلاثين سنة وأنا أرجو أن يغفر الله لي فقلت وكيف ذلك قال كانت لي دكان وفيها متاع في السوق فاحترقت فهرولت إليها فلقيني رجل فقال أبشر دكانك سلمت. دكانك سلمت. فقلت الحمد لله فرحا ثم تفكرت فيها فرأيت أنها خطيئة لأني انشغلت بحال نفسي ولم أنشغل بحال المسلمين. لذلك يجب علينا عباد الله أن نشعر بحال الناس وأن نخفف عنهم وأن نواسيهم وأن نقضي حاجتهم فاللهم يا رب العالمين ارحم ضعفنا واجبر كسرنا واجعل لطفك في أمرنا.

جدير بالذكر أن وكالة أنباء الشرق الأوسط قامت بتطوير منتجها الديني وزيادة عدد البرامج الدينية التي تقوم بنشرها وإذاعتها احتفاء منها بشهر رمضان الكريم وبالنسيق مع وزارة الأوقاف المصرية والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والعلماء للمساعدة في نشر صحيح الدين بعيدا عن الغلو والتطرف ومواجهة الشائعات وأكاذيب الجماعات المتطرفة، وتقوم منذ اليوم ومع أول أيام وليال شهر رمضان الكريم في بث ونشر وإذاعة عدة برامج دينية ودعوية "برنامج "آيات محكمات" ويذاع لأول مرة، ويقدمه كل من الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية والزميل علي السيد، وذلك على النشرة العامة والسوشيال ميديا الخاصة بالوكالة ومدته 5 دقائق ، وبرنامج "مع الصائمين" ويذاع للعام الثاني على التوالي، وتستغرق كل حلقة منه ما بين 3 إلى 5 دقائق ، ويتحدث خلاله كبار علماء الدين الإسلامي من وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاءـ حيث سيذاع في الساعة التاسعة مساء من كل يوم على مدى أيام شهر رمضان المبارك، وبرنامج "حديث السحور" ويذاع للسنة الثالثة على التوالي بالتنسيق والتعاون مع دار الإفتاء على النشرة العامة والصفحات المتخصصة والسوشيال ميديا بالوكالة ومواقع التواصل الخاصة بالوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي.