الجمعة 10 مايو 2024

أشهر الأضرحة والمقامات| «سيدي الذوق».. أصغر ضريح لكبير فتوات «المماليك» (7-30)

ضريح سيدي الذوق

ثقافة8-4-2022 | 20:59

بيمن خليل

تعتبر الأضرحة هي مُشيَّدة معمارية تُبنى على قبر أحد الأشخاص تخليدًا لذكراه، ويختلف عنه المقام لأنه ليس بالضرورة أن يكون المقام مكان دفن أو قبر بل من الممكن أن يكون مكان إقامته في يوم من الأيام أو مكان كان يمارس فيه طقوسه الدينية، أو كان يمر عليه في يوم من الأيام، فأخذ المكان شهرته أو ذاع بين الاس على أنه أحد مقاماتهم فيشيدوا على هذا المكان بناء أو مكان مخصص للعبادة يزوره الناس، ومن أشهر هذه الأضرحة والمقامات:

ضريح سيدي الذوق

يقع أسفل سور القاهرة الفاطمى الشمالي، في نهاية شارع المعز، هو ضريح صغير يعود تاريخه إلى عصر المماليك، له حجاب من الخشب، وقبة خضراء اللون يعلوها هلال ذهبي، عليها كتابات باللون الأسود أعلى الباب نصها «ضريح العارف بالله سيدي الذوق» واشتهر الضريح بمقولة «الذوق مخرجش من مصر» نسبةً إلى صاحبه.

ولسيرة صاحب الضريح عدة روايات، الأولى تقول إنه كان تاجرًا في منطقة الحسين، واسمه حسن الذوق، وهو من فتوات المحروسة، وكان يسعى دومًا لحل مشكلات أهالي الحي القديم، وإن اسمه "الذوق" ليس لقبًا لعائلته بل صفة رأها وأطلقها عليه الناس، وكانت الناس تحبه، ولكنه ضاق به الحال من المشاجرات المتكررة، فقرر أن يغادر القاهرة، ولكنه لحبه الشديد لها ولحزنه على فراقها لم يستطع استكمال المشوار فسقط ميتًا ودفن على بابها.

ويقال في روايات أخرى إن الحاكم في ذلك الوقت قضى بأن يوضع الفتوات في السجون فاستشعر "الذوق" الحرج لمكانته بين الأهالي وقرر الخروج من مصر، ولكنه لم يتحمل فراق وطنه، وسقط متوفيًا فور مروره من باب الفتوح، فحزن عليه أهل المحروسة، وقرروا أن يدفنوه مكان سقوطه.

وتقول رواية مختلفة إن صاحب الضريح كان شخصًا مبروكًا، قرر الرحيل بسبب ضيق ذراعيه بأحوال البلاد، ولكن قبل أن يخرج من باب الفتوح مات فأنشأ الأهالي الضريح في نفس مكان وفاته.

ورواية أخرى تقول إن صاحب القبر أصله مغربي جاء إلى مصر وعاش بين أهلها، لكنه حين مرض أراد أولاده نقله إلى بلاده ليموت ويدفن بها، لكنه رفض فأجبروه على الرحيل، لكنه توفى على باب الفتوح قبل أن يغادرها، فتعامل الأهالي مع قبره باعتبار أنه من أولياء الله.

Dr.Radwa
Egypt Air