الخميس 26 سبتمبر 2024

مساجد مصر.. الأقمر درة الجوامع الفاطمية (30-9)

مسجد الأقمر

ثقافة10-4-2022 | 14:45

عبدالله مسعد

قديمًا كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، وبلغ عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديمًا، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت في مرحلة متأخرة، وزادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث إن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالي عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفًا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدًا، و30 ألفًا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة "دار الهلال"، خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد الأقمر.

الجامع الأقمر، أحد مساجد القاهرة الفاطمية بناه الوزير المأمون بن البطايحي بأمر مباشر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبي علي منصور عام 519هـ ـ 1125م.

ويقول المقريزي إن المسجد بُني في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط، وسُمي المسجد بهذا الاسم، نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.

وحتى تكون القبلة متخذة وضعها الصحيح بنيت الواجهة الخاصة به موازية لخط تنظيم الشارع، بدلًا من أن تكون موازية للصحن، ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.

الجامع مكون من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة تقريبًا يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبي الشرقي أي في إيوان القبلة وعقود الأورقة محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة.

تتمتع واجهة الجامع بزخارف ونقوش فريدة، وتتمتع الواجهة معمارية من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة بالحجر، فالدوائر الزخرفية التي تبدو كالشمس الساطعة تحمل في ثناياها الداخلية اسم الإمام علي بن أبي طالب "كرم الله وجهه".

وبحسب البيانات الصادرة مؤخرًا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في 70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر، وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ، ومسجد الكوفة عام 18 هـ، كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.