الثلاثاء 21 مايو 2024

مهن رمضانية .. بائع الكنافة

صورة ارشيفية

ثقافة11-4-2022 | 23:27

أبانوب أنور

يختلف شهر رمضان الكريم في عاداته وطقوسه بالنسبة للمصريين، فيظهر به الزينة والأنوار وفروع الإضاءة في الشوارع والحارات، تزدهر الأسواق، وتنتعش حركة البيع، تكثر العزائم على الإفطار ويتبادل الجيران الأطباق، تجتمع العائلات لمشاهدة المسلسلات، ونرى مهنًا لا تظهر إلا في هذا الشهر، وهناك أخرى توجد طوال العام ولكنها تبرز وتنشط في هذا الشهر.

ارتبطت مهنة بائع الكنافة بشهر رمضان الكريم حيث يُقبل المصريون بشتى فئاتهم على شراء الكنافة في رمضان، ويبدأ بائعو الكنافة في تجهيز أماكن عم الكنافة قبل بدء شهر رمضان بأيام، ووضع الأنوار فهي بهجة يشعر بها المواطنين بقدوم الشهر الكريم، واعتاد المصريون على شراء الكنافة في شهر رمضان، وعلى الرغم من وجود أكثر من بائع يعمل بها ويعمل بالكنافة الآلى الحديثة، ولكن الكنافة اليدوى لها مذاق خاص.


ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﺇﻥ ﺻﺎﻧﻌﻲ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﻜﺮﻭﻫﺎ ﻭﻗﺪﻣﻮﻫﺎ ﺧﺼﻴﺼًﺎ ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﺣﻴﺚ ﻳُﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ؛ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : " ﻛﻨﺎﻓﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ "؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻳﺤﺐ ﺍﻷﻛﻞ، ﻓﺸﻜﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ، ﻓﻮﺻﻒ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺤﻮﺭ ﻛﺄﻛﻠﺔ ﺳﺤﻮﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﺭ ﺭﻣﻀﺎﻥ . 


ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻜُﻨﺎﻓﺔ ﺻُﻨﻌﺖ ﺧﺼﻴﺼًﺎ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﻯ؛ ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻳُﻌﺪُّﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﻉ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﺑﺼﻨﻊ ﺍﻟﻜُﻨﺎﻓﺔ، ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻲ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻫﻞ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺰ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻭﻳﺘﺴﺎﺭﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮﻩ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ، ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺠَّﺎﺭ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﺻﺎﻧﻌﻮ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻃﺮﻗًﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻨَّﻦ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ، ﻓﺄﺿﺎﻓﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﻦ، ﺧﺎﺻﺔً ﺍﻟﻨﺎﺑﻠﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﺎﺑﻠﺲ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﺴﺘﻖ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .


ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﺍﻧﺪﺛﺮﺕ في ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﻣﻊ ﻭﺻﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﺼﺮ، ﻋﺎﺩﺕ ﺻﻨﻌﺔ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺠﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﺤﺎﺝ ﻋﺘﺮﻳﺲ ﻋﺮﻓﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﻨﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺯﻳﻨﺐ "ﺍﻟﺤﺞ ﻋﺮﻓﺔ" ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ ﺿﻤﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻭﻋﺎﺩ ﻟﻴﺒﻌﺜﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .


ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﻗﻤﺎﻉ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﺴﻄﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺝ ﺗﺸﻌﻞ ﺑﺎﻟﻔﺤﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻄﺐ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﻜﻨﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﻦ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﻟﻴﻌﺪﻫﺎ ﻟﻬﻢ، ﺛﻢ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﻴﻦ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻬﻨﺔ ﻭﻟﻬﺎ ﺃﺻﻮﻟﻬﺎ .