الخميس 23 مايو 2024

30 رواية في السينما.. رد قلبي (11-30)

غلاف الرواية

ثقافة12-4-2022 | 15:34

عبدالله مسعد

يزخر تراثنا العربي بالكثير من الأعمال الأدبية القيمة، والتي حظيت بقراءة واهتمام أجيال عدة منذ وقت صدروها وحتى الآن، واستطاعت الرواية العربية ان تفرض نفسها كلون أدبي في ساحات الأدب العالمية، وتحصد الجوائز أيضا وتظل خالدة، كما أنها ألهمت السينما للإستناد على أحداثها وتحويلها إلى أفلام حققت هي الأخرى التفرد والنجاح مثلما فعلت الرواية الأصلية، تاركة هي الأخرى بصمة في تاريخ الفن والأدب.

رواية "رد قلبي" ليوسف السباعى أهم الروايات التى تناولت أحداث ثورة يوليو بشكل مباشر، ومن الزاويتين الاجتماعية والسياسية معا، واستفاد كاتبها من خلفيته العسكرية السابقة، وموهبته فى الكتابة الإبداعية، ليصنع جدلية نادرة من الرومانسية والسياسة معا، حتى إن القارئ ليحتار أيهما الخط الرئيس للرواية: الرومانسية أم السياسة؟


فقد صدرت الرواية عام 1955 فى جزءين، واستفاد كاتبها من قرب زمان كتابتها من الثورة، وكون الأحداث ما زالت غضة طرية قابلة للتشكيل، لأنها لم تصل للشكل النهائى، وتناولها بأصابع خبيرة، ليبين طبيعة المجتمع المصرى قبل الثورة، وكيف تحول الشعب من حب الملك إلى الغضب والثورة عليه، بعد أن وصل الظلم والفساد إلى درجة لا يمكن السكوت عليها.


الخط الرئيس للرومانسية فى الرواية يتعلق بشخصيتى "على" و"إنجى"، الأول شاب من قاع المجتمع المصرى، والده هو «الجناينى» المختص برعاية حديقة قصر الأمير والد إنجى، وتنشأ بينهما قصة حب، هى محور الرواية، فبينما يبدو التقارب بينهما مستحيلًا فى عصر الإقطاع والظلم والفساد، تأتى الثورة لتنير الطريق لحبهما، كما أنارت طريق الحرية لمصر، يقول السباعى بكلماته الدالة: «لن يكون فى مصر بعد الآن ملوك أو أمراء، وبدا له كأن سدًا آخر من سدود الفوارق قد انهار، وأن البقية الباقية من الترفع والتعالى، الذى ما زال لقب الإمارة الوهمى ينفخها فى أصحاب السمو، قد تهاوت».


أما الخط السياسى للرواية، فتمثله شخصيات كثيرة، لعل أبرزها «سليمان» الذى تحول من الإشادة بالملك، حينما كان يتودد للشعب أثناء خلافه مع الوفد، إلى الانضمام للضباط الأحرار، والمشاركة فى الثورة، ففى الحالة الأولى يقول عن الملك: «إنى أحب هذا الرجل، إنه يبدو مصريًا يحس بأحاسيسنا، ويشعر بمشاعرنا، ليس به من سمات ارستقراطية الملوك والأمراء شيء، إنى أحس بأمل مصر»، ثم يتحول إلى النقيض عندما يظهر الوجه الحقيقى للملك، فينضم إلى الضباط الأحرار، ويبدأ فى الدعوة للثورة.


وولد الاديب الكبير يوسف السباعي في عام 1917، في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، لأب يتقن اللغة الإنجليزية ومتعمقا في الآداب العربية والفلسفات الأوروبية.


عمل السباعي مترجما للروايات الغربية وكاتبا في مجلة "البيان"، شاءت الاقدار أن يلتحق بالكلية الحربية في نوفمبر 1935، وكان طالبا نابغا استطاع أن يرقى إلى درجة "الجاويش" وهو في السنة الثالثة من الكلية، وفور تخرجه مباشرة تم تعيينه في سلاح "الصوارى"، وأصبح قائدا لفرقة من فرق الفروسية.


شغل السباعي العديد من المناصب منها رئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، بالإضافة إلى الرئاسة التحريرية للعديد من الصحف والمجلات المصرية، كما شغل منصب وزير الثقافة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات 1973 وظل في منصبه حتى اغتيل في قبرص 1978.


كتب السباعي العديد من الأعمال الأدبية التي لاقت نجاحا كبير ومنها ما تحولت إلى افلام سينمائية ومن أعماله الأدبية: "نائب عزرائيل، يا أمة ضحكت، أرض النفاق، إنى راحلة، أم رتيبة، السقا مات، بين أبوالريش وجنينة ناميش، الشيخ زعرب، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبى، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، اثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، اثنا عشر رجلًا، في موكب الهوى، من العالم المجهول، هذه النفوس، مبكى العشاق".