السبت 4 مايو 2024

مع «رمضان».. الصورة «حلوة»!


د هبة سعد الدين

مقالات12-4-2022 | 15:47

د.هبة سعد الدين

في هذا العام، يطل «الجمال» على الدراما في بعض الأعمال؛ فيجعلنا نتغاضى عن جوانبها الأخرى، بل نرى ما كنا نراه في ثوبٍ جديدٍ، وكأن الصورة هذه المرة تمنح ما هو معتاد شمس الإبهار؛ فمنذ أيام كانت جولة الفنان محمد رمضان أو «ماهر» في حديقة الحيوان حالة إنسانية خاصة، ومشاهد أبهرت عيوننا بذلك المكان الذي نراه فقيرًا قليل الحيلة يسكن الطرف ويستجيب للزمن، ولكنه على مدى حلقة تتجول فيها الأسرة «مبهرًا» جاذبًا للضوء من كل أركانه، وكأن الشمس أشرقت عليه بعد ليلٍ طويلٍ.

فقد استطاع مدير التصوير عبد السلام موسى، أن يمنح مسلسل «المشوار» للكاتب محمد فريد، والمخرج الكبير محمد يس، بعدًا آخر وعينًا ترى الجمال.

فرغم الإيقاع البطيء وما يحيط اسم محمد رمضان من انتقادات بمجرد سماعه، إلا أننا في العامين الأخيرين وجدنا «الجمال» هو السمة المشتركة في صورة مسلسلات «رمضان».

والسر اسم مدير التصوير عبد السلام موسى، في مسلسل «المشوار»، والعام الماضي ملحمة «موسى» للكاتب ناصر عبد الرحمن والمخرج محمد سلامة.

فمن ينسى مشاهد مسلسل «موسى»، التي كانت لوحات فنية جذبت «العين» وتحولت إلى «مشاهد» في الأحداث الدرامية، لدرجة جعلت لحظة وفاة شهاب بيه الشهير بـ«صبري فواز» وسط «زهوره»؛ حالة جمالية متفردة.

ويبدو أن الحديث عن الصورة «الحلوة» لمشاهد مسلسل «موسى»، جعلت النجم محمد رمضان يتراجع عن الاستفزاز بصوره وتعليقاته في شهر رمضان، ويختار للعام التالي على التوالي عملًا تنسجم فيه لغة الجمال، ويستعين بمدير التصوير مرةً ثانية.

لم تكن مشاهد حديقة الحيوان التي رأيناها بعيون «موسى» هي الجانب الجمالي الوحيد؛ بل المشاهد المعتادة رأيناها تبدل ثوبها وكأنه امتلك عصا الساحرة التي تضيف البريق والوهج والضوء للحظات «العتمة»، فلا نشعر بمرور الزمن وأننا نرى «اللا حدث»، لنعيش «استراحة» في زمن المطاردة.

لقد استطاع مدير التصوير عبد السلام موسى، أن يجعلنا نبحث عن اسمه، فنرى أعماله التي لا تخطئها متعة المشاهدة؛ فقبل «المشوار» فيلم «صدام» للكاتب محمود عزت، والمخرجة نادين خان، والذي حاز على الجوائز والإشادات، وقبله العديد من المسلسلات التي تحمل ثنائية المطاردة و«الجمال» التي أضافها بكادراته وعدساته وزواياه مع مخرجين جاءوا بـ«اللقطة» الحلوة.

تحية لاسم عبد السلام موسى، الذي أضاف للصور الفقيرة المعتادة «بقعة» ضوء ونور جعلتها تخرج من دائرة القبح، وجعلت المشاهد يرى مرة أخرى الجمال في لحظات الموت والغرق والضيق، ويمكنه أن يستعيد أنفاسه رغم مطاردات الطريق.

Dr.Randa
Dr.Radwa