إذا تساءلت يومًا لماذا تشعر أن حلقات مسلسل ما مملة جدًا وفجأة مضحكة وفجأة مملة، ستجد أن المشكلة في «ورشة الكتابة».

أي كاتب روايات -يحترم عمله-، سيخبرك أنه عندما يكتب شخصيات أي رواية فإنه يكتب في ملزمة جانبية أسماء الشخصيات وصفاتهم الجسدية «طويل، قصير، يلبس نظارة، شعر ناعم»، وصفاتهم الشخصية «قوة الشخصية، مهزوز، بخيل.. إلخ».

وتظل هذه الملزمة معه طوال فترة كتابة الرواية، سواء كتبها في شهر أو في سنة.. فقط لكي تظل شخصيات الرواية على حالها النفسي، فلا يتغير مثلًا قوي الشخصية ليكون ضعيف الشخصية فجأة، أو الطويل ليكون قصيرًا..

ولكن أصبح هناك ما يسمى بورشة الكتابة، وهي عبارة عن مجموعة من الكتاب يجتمعون معًا لكتابة حلقات مسلسل طويل أو فيلم ما.. حيث يكون الهدف إخراج عمل غير ممل ومتنوع بشكل أحسن من أي عمل يكتبه شخص واحد بمفرده.

وهنا تظهر المشكلة.. فكل كاتب له شخصية مختلفة تظهر واضحة في كتاباته، لذا يكون هناك مشرف على الكتابة أو رئيس الورشة، الذي يجب أن يكون ملتزمًا بأبعاد كل شخصيه في المسلسل أو الفيلم، ولكن أحيانًا تسقط منهم صفات الشخصية.

وهذا ما يفسر تغير طباع الشخصيات وتصرفاتهم عبر الحلقات بطريقة غير مفهومة، والتي تؤدي إلى كارثة في إجمالي تقييم مستوى العمل ككل، وهذا ما نراه في الكبير أوي 6.

فمثلًا..

١- على مدار 5 أجزاء، التزمت شخصية الكبير بصفات معينة أهمها حب السيطرة ورفضه التحدث بالكلمات الأجنبية، حتى أن تتر المسلسل به جملة شهيرة «كلمني بالعربي يا ولد أبوي».. ولكن في هذا الجزء أصبح الكبير يتحدث بالكلمات الإنجليزية، وأصبح مهزوزًا في قراراته بشكل واضح.. مما أحدث غربة بين المشاهد وشخصية الكبير التي تعود عليها.

٢- ينطبق ذلك أيضًا على الشخصيات الأخرى التي أصبحت فجأة تتحدث كلها الإنجليزية.

٣- بالرغم من نجاح شخصية «الكبيرة فحت» في إضافة بُعد فكاهي للعمل.. إلا أن السيناريو لم يقدم أي سبب يقنع المشاهد بسلطانها وسطوتها.. إلا من أسباب استهلكت فنيًا مثل قتلها لابنها لكي تحلف برحمته، على غرار النكتة الشهيرة عن واحد قتل أبوه لكي يحلف برحمته.. فأصبح المشاهد في حيرة عن سبب خضوع الكبير لها.. إلا أنه بلعها تحت بند (المخرج عايز كده).

٤- ترك الشعر طويلًا للذكور أمر غير مقبول إطلاقًا في الصعيد، سواء حتى لو كان في الأطفال إلا من تخشى عليه الأم من العين فتشبهه بالبنات حتى سن معينة.. (عن طول شعر ابن الكبير أتحدث - بعيدًا عن عدم قبول الجمهور له فنيًا والظاهر في التعليقات على فيسبوك).

5- التذبذب الواضح في مستويات كل حلقة تبعًا لمستوى كاتب الحلقة.. فتجد حلقة رائعة جدًا وحلقة عادية بل مملة أيضًا.