أعلنت سلطات جنوب إفريقيا اليوم أن 45 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في فيضانات وانزلاقات تربة اثر هطول أمطار غزيرة لأيام عدة على ساحل البلاد الشرق ما استدعى تدخل الجيش.
استمرت عمليات الإنقاذ بعد ظهر اليوم خصوصا في منطقة ديربان في إقليم كوازولو ناتال (شرق) المطل على المحيط الهندي. واستُدعي الجيش لتقديم دعم جوي خلال عمليات الإجلاء، ولا يزال طلاب ومعلمون محاصرين في مدرسة ثانوية في المدينة الساحلية.
وأفادت إدارة التعاون في كوازولو ناتال في بيان "قضى أكثر من 45 شخصا نتيجة للأمطار الغزيرة، وقد يرتفع هذا العدد مع ورود المزيد من التقارير إلينا".
وأعلن حاكم الإقليم سيهلي زيكالا خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون، تضرر أكثر من ألفي منزل إضافة إلى حوالى 4 آلاف مسكن عشوائي.
وقال جاريث جاميسون من فرق الانقاذ "هذا كابوس... انهيارات تربة كثيرة وسقوط ضحايا وانهيار مبان".
على شواطئ ديربان الشعبية، تراكمت أكوام الحطام وأغصان الأشجار والعبوات البلاستيكية. وأشار مصور صحفي إلى أن المياه جرفت شاحنة نقل محروقات إلى شاطئ البحر. كذلك، أدت الأمطار الغزيرة إلى انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق الكثير من الطرق. وتعطلت كذلك إمدادات المياه. وتظهر مقاطع فيديو نشرها عناصر إنقاذ طريقا سريعا مقطوعا وسيارات مغمورة ومنازل منهارة.
وقال رئيس بلدية ديربان مكسوليسي كاوندا للصحفيين "لقد قضى الكثير من الأشخاص". وأضاف "يبدو ان الفيضانات غمرت المقابر"، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة تظهر جمجمة بشرية على سطح الأرض.
وأظهرت مشاهد بثتها القناة التلفزيونية العامة (سابك) حاويات متناثرة على طريق سريعة. وقالت منظمة "جيفت أوف ذي جيفرز" غير الحكومية المحلية في بيان إن "الطرق السريعة تحولت إلى أنهار" وهناك أشخاص محاصرون تحت الجدران المنهارة.
من جانبها، أعلنت شركة السكك الحديد العامة (براسا) تعليق خدماتها في المنطقة بسبب الانزلاقات الأرضية والأنقاض التي غمرت السكك.
وحضّت السلطات السكان على ملازمة بيوتهم، وشجّعت المقيمين في المناطق المرتفعة على استقبال المقيمين في مناطق منخفضة متضررة.
ووفقا للأرصاد الجوية، من المنتظر أن تستمر الأمطار الغزيرة حتى المساء.
وسبق أن شهدت مدينة ديربان دمارا هائلا خلال موجة أعمال شغب ونهب في يوليو، وهي أسوأ أعمال عنف شهدتها البلاد منذ نهاية نظام الفصل العنصري، وقد اندلعت في الأصل بسبب سجن الرئيس السابق جاكوب زوما على خلفية مزاعم فساد.