الخميس 16 مايو 2024

فريضة تحرير الخطاب الدعوى (1)

مقالات13-4-2022 | 00:51

الدعوة: بمعنى طلب الدخول فى الدين والاستمساك به.. وألفاظ ذات صلة: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والوعظ والإرشاد.

ولها مسائل فقهية من: الحكم التكليفى، وفضلها، وأهداها وحكمة مشروعيتها، وبيان ما يدعى إليه، والمكلف بالدعوة، وشروط الداعية، وأخلاقه وآدابه، وطرق الدعوة وأساليبها، ووسائلها

والدعوة الحقة للدين الحق "له دعوة الحق"، "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا"، وإلى الالتزام به باطناً وظاهراً، قولاً وعملاً، قال سيدنا النبى – صلى الله عليه وسلم - :"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيء"، وقال سيدنا على بن أبى طالب – رضى الله عنه – يوم خيبر: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام ، فوالله لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حُمّر النعم".

ومما يجدر بيانه: أخلاق الداعية وآدابه: من تخلقه بأخلاق القرآن الكريم والسنة النبوية فى الجملة، وتخلقه بما يدعو إليه ومن شواهده: قوله – صلى الله عليه وسلم - : "ألا وإن كل دم ومال ومأثرة كانت فى الجاهلية تحت قدمى هاتين إلى يوم القيامة، وإن أول دم يوضع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، ... وألا إن كل ربا كان فى الجاهلية موضوع ، وإن الله قضى أن أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد المطلب ... "، وموافقة أخلاق الداعى لمضمون دعوته، والتحلى بمكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات، والتزيّ بلباس العلماء ومما تقرر شرعاً: ما صار شعاراً للعلماء يندب لهم لبسه ليعرفوا بذلك، فيسألوا وليطاعوا فيما عنه زجروا، وعقل ابن تيمية بأنه سبب لامتثال أمر الله – تعالى – والإنتهاء عما نهى عنه، والأصل فيه أخبار وآثار منها  : أن النبى – صلى الله عليه وسلم – كان يلبس فى العيدين بردة وحبرة "، " ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته "، أن النبى – صلى الله عليه وسلم كان يعتّم ، ويلبس برده الأحمر فى العيدين والجمعة، "كانت للنبى – صلى الله عليه وسلم – جبة يلبسها فى العيدين ويوم الجمعة"، ونبه الفقهاء على حكم اتخاذ الألبسة الخاصة بالمناسبات والأشخاص ومنها : ملابس الجمع والأعياد ومجامع الناس.

والتخصص العلمى للداعية ركن ركين من حفظ القرآن الكريم وفقه معانيه وأحكامه وعلومه، ومدارسة السنة النبوية وعلومها الرئيسة، ومعرفة الأحكام الفقهية، والعلوم الإسلامية ذات الصلة بالدعوة الإسلامية، فقد كان لسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دعاة أهل تخصص دقيق والأصل فيه نصوص شرعية منها : أ ) قول الله – عز وجل - : "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم "، ولقوله – صلى الله عليه وسلم - : "نضّر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمع".

وقال الإمام الغزالى – رحمه الله تعالى - : " واجب أن يكون فى كل مسجد، ومحلة من البلد فقيه يعلم الناس دينهم ، وكذا فى كل قرية"، "والإثم فى ترك التبليغ – على الفقهاء وأشد قدرتهم فيه أظهره وهو بصناعتهم أليق".

وفى الحياة التطبيقية للسيرة النبوية دعاة أهل تخصص مثل: الإمام على بن أبى طالب، وجعفر ابن أبى طالب، ومصعب بن عمير، ومعاذ ابن جبل – رضى الله عنهم – وفيها أخبار صحيحة تطلب من محالها مثل ما أخرجه الشيخان فى قدوم معاذ على أهل اليمن: فتح البارى 3/357 ، صحيح مسلم 1/50 وما بعدها .

وتأسيساً على ما ذكر وما يناظره وما يشابهه ويماثله، فإن الخطاب الدعوى المعاصر يجب تحريره مما يخل برسالته، حيث تزايدت الدعوة إلى الباطل ممن يوجهون من قوى داخلية وخارجية للإضرار العمدى بالدعوة الإسلامية، وحساب ذلك عند الله – تعالى – عسير، وتداعياته على الأمن المجتمعى خطير، المباشر والمتسبب.

قال الله – عز وجل -: "وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار"، "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم"، وقال سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : "من دعا إلى ضلالة كان عليه آثام من تبعه لا ينقص من أثامهم شيء"،" دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، هم من بنى جلدتنا ويتكلمون بلساننا".

 

ومن ظواهر دعوة الباطل:

- الدعوة للتحاكم إلى قوانين وضعية بديلاً عن التحاكم إلى شرع الله عز وجل ومن العينة لأحدهم: "الحكم للشعب" ، "لا وصاية على الدين"، "استفت قلبك" ، ولآخر: "وأولوا الأمر" أى القوانين الوضعية!

- إغراق الناس فى عبادات شكلية "ثقافة الألبسة والشعور" مثل: الحنة والنقاب والإسبال .... إلخ .

- تسطيح الدعوة بتفريغها من جوهرها فى فقه الأولويات والمصالح، والواقع إلى قصص وحواديت سردية!

- إهانة اللغة العربية بالتحدث بلهجة عامية، مع أداء تمثيلى كلسان منهاج لبعض غير مسلمين .

- التعويل على إسرائيليات وخرافات تشكك فى حقائق الدين .

- النبش فى بطون كتب تراثية لعرض آراء مرجوحة وشاذة وضعيفة لمزيد من إثارة وجدل!و

الإعلام يعج بهؤلاء الموصى عليهم لأجندات تفريغ الدين من مضمونه، وإثارة الجدل، وتهوين شعائر الدين ، فمن الأمثلة الصارخة:

-     فتنة الطلاق القولى .

-     تحليل النبيذ التراثى والمعاصر .

-     إباحة كشف شعر المسلمة البالغة .

-     حل تناول لحوم الكلاب .

-     إفطار الحامل والمرضع دون قضاء ولا فدية ! .

-     الراقصة إذا ماتت فى عملها فهى شهيدة .. !

-     الاجتراء على ثوابت الأحوال الشخصية ... الخ .

-     لا عقوبة للمريد .

إن تداعيات ذلك من غضب الله – تعالى – وانتقامه فى العاجل والآجل ، وهبة الغيورين على الإسلام .

اللهم بلغت اللهم فاشهد.